الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

قصة نزول الوحي

أنزل الله سبحانه وتعالى الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم بالقرآن الكريم. وأمر الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم بتبليغ رسالته والتي تحمل الإسلام للبشرية بأكملها.

الله اختار النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليكون رسوله بسبب صفاته الاستثنائية والمؤهلة لهذه المهمة العظيمة. تم خلق كل شيء في الكون بعناية ودقة تامة من قبل الله، وبنفس الطريقة، اختار الله محمد صلى الله عليه وسلم بمواصفات فريدة لا يتمتع بها أحد غيره.

سن الرسول عند نزول الوحي

اختلف العلماء وأهل السيرة حول عمر الرسول صلى الله عليه وسلم ووقت نزول الوحي عليه.

  • بعض العلماء قد قالوا إن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال “بعث النبي صلى الله عليه وسلم وهو في سن الأربعين”.
  • وقد ظهرت علامات الذكاء والنبوغ على الرسول صلى الله عليه وسلم في الطفولة. ومن الجدير بالذكر أن الرسالة نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان في الأربعين من عمره، وتوفي عندما كان في الثلاثة وستين من عمره، أي أنه قضى ما يقرب من ثلاثة وعشرين عاما في نشر دعوة الله كرسول ونبي.
  • ثلث سنوات من عمر الرسول صلى الله عليه وسلم. أما ثلثي عمر الرسول صلى الله عليه وسلم فكانت في فترة الإعداد للرسالة.
  • وكانت فترة استعداد رسول الله صلى الله عليه وسلم لاستقبال الرسالة طويلة، فمنذ صغره توفي والديه حتى تعلم الصبر واكتسب خبرة في رعاية الأغنام حتى اكتسب صفة الصبر.
  • سافر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى العديد من البلدان ليتعلم التعامل مع الناس والثقافات المختلفة، وحضوره جلسات الأسياد مع جده وعمه أكسبه الحكمة والرزانة.
  • وقد تم زواجه من السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، صاحبة المال والنسب والجمال، وجعلته مسئولا عن عملها وتجارتها، وكانت سندا له.
  • بالنسبة للمرحلة التي تسبق نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم وهي مرحلة الإعداد الأخير فهي كانت الفترة التي يتفكر فيها النبي في غار حراء حتى يقوم بالبحث عن الخالق الذي يستحق العبادة.
  • تجلى حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم في رفضه فعل ما كان يمارسه الآباء والأجداد من عبادة الأوثان والأصنام في أيام الجاهلية.
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم يفكر في أحوال قريش وأحوال الناس الذين ارتكبوا المعاصي وعبدوا الأصنام والأوثان. وكان يفكر الرسول صلى الله عليه وسلم في أن هذه الأصنام ليست قادرة على خلق هذه المخلوقات وتفاصيلها الدقيقة والمتفردة، حتى أنزل الله عليه الوحي ليعلمه الحقائق ويدعو الناس إلى الدين الحق، ألا وهو دين الإسلام.
  • وبقي النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة في مكة بعد البعثة، ثم هاجر إلى المدينة وبقي فيها عشر سنوات.
  • بالنسبة لنسب الرسول، فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم. تم توثيق وجود عدة أسماء للرسول صلى الله عليه وسلم، كما ورد في الحديث الشريف عن جبير بن مطعم الذي قال: “لي أسماء، وأنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد”.
  • ولم يكن هناك أحد يستحق هذه الثقة من الله سبحانه وتعالى سوى محمد صلى الله عليه وسلم، الصادق الأمين الذي لم يسجد في حياته لغير الله سبحانه وتعالى.

كيفية نزول الوحي

بالنسبة للوحي الذي يرسله الله سبحانه وتعالى إلى رسله، فإنه يتم بعدة طرق، منها رؤية الرؤى أو الكلام من خلف الحجاب أو إرسال الرسالة مع أحد الرسل، كما أن الله سبحانه وتعالى أرسل جبريل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم.

  • وعن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: أول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي كانت الرؤى الصالحة في الأحلام، فكانت تأتيه رؤى تشبه فلق الصبح، ثم أحب إليه الاعتزال، وكان يعتزل في غار حراء ويعبد فيه ليالي معدودة قبل أن يعود إلى أهله ويستعد لذلك، ثم يعود إلى خديجة ويستعد لمثل تلك الأوقات، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء.
  • أول سورة من القرآن الكريم التي نزلت على سيدنا محمد هي سورة العلق. كانت السيدة خديجة رضي الله عنها هي التي طمأنت الرسول وقالت له: “كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك تصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.
  • أما السبب في نزول الوحي على رسول الله، فهو أن النبي كان يعتاد التأمل في غار حراء في جبل النور.
  • يقال أن الوحي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم في اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان عندما بلغ عمره الأربعين، وذلك لأنه كان في ذلك الوقت ذروة الحكمة والنضج والمكانة بين الناس.
  • وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتأمل في غار حراء عندما جاء إليه جبريل عليه السلام، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعرف جبريل. فأتى جبريل إليه قائلا للرسول صلى الله عليه وسلم أن يقرأ، فرد النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: “ما أنا بقارئ”، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف القراءة والكتابة. فقال له جبريل عليه السلام مرة أخرى أن يقرأ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم امتنع قائلا: “ما أنا بقارئ”.
  • جبريل عليه السلام قرأ أول خمس آيات من سورة العلق للنبي صلى الله عليه وسلم، كما في قوله تعالى: “اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم”. سورة العلق (1-5).
  • بعد أن سمع الرسول صلى الله عليه وسلم آيات القرآن الكريم، شعر بالفزع والرعب وذهب سريعا إلى المنزل ليروي للسيدة خديجة رضي الله عنها ما حدث.
  • وكانت خديجة رضي الله عنها هي التي تطمئن الرسول وتقول له: لا يخزيك الله أبدا، إنك تصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقرض الضيف، وتعين على مشاكل الحق.
  • وفي حديث عائشة رضي الله عنها بعد أن ذهب الرسول مسرعا إلى خديجة قالت عائشة “فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة وكان رجلا تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما رآه، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى”.

انقطاع نزول الوحي عن الرسول عليه الصلاة والسلام

عدم وجود وحي للرسول لا يعني عدم رؤية جبريل عليه السلام، بل يعني عدم نزول القرآن على الرسول.

  • حدث الانقطاع بعد أول مرة نزل فيها الوحي وقرأ فيها جبريل عليه السلام آيات من سورة العلق، والعلماء اختلفوا في فترة الانقطاع بعد ذلك.
  • قال ابن عباس رضي الله عنه إن مدة انقطاع الوحي لا تزيد عن أيام، وقال عدد آخر من العلماء إن مدة الانقطاع قد تجاوزت الأربعين يوما.
  • وقال ابن إسحاق إن مدة الانقطاع كانت ثلاث سنوات، ويقول ابن كثير أنها سنتان ونصف.
  • وأول ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد انقطاع الوحي، كانت أول خمس آيات من سورة المدثر.
  • ويقول بعض العلماء إن انقطاع الوحي عن الرسول صلى الله عليه وسلم لفترة من الوقت كان لتهدئة جسده من الخوف والهلع، بالإضافة إلى شوقه لعودة نزول الوحي مرة أخرى.
  • يقول البعض الآخر أن سبب انقطاع الوحي هو إعطاء الرسول صلى الله عليه وسلم فترة استراحة من المشقة والتعب التي تسببها له الجهود الكبيرة، وبعد أن يشتاق لنزول الوحي، فإن ذلك سيساعده في نسيان المصاعب والصعاب وعدم الاكتراث بها.

أسئلة شائعة

ما هي قصة نزول الوحي؟

أنزل الله الوحي على رسوله في غار حراء وهو يعبد، فجاءه الملك وقال له: اقرأ. فقال النبي: ما أنا بقارئ. فأخذه الملك وغطاه حتى بلغته الإرهاق، ثم أرسله وقال: اقرأ. فقال النبي: ما أنا بقارئ. فأخذه الملك وغطاه مرة أخرى، ثم أرسله مرة أخرى وقال: اقرأ باسم ربك الذي خلق.

من هو الذي ذهب إليه النبي عند نزول الوحي لأول مرة؟

ذهب الرسول إلى زوجته السيدة خديجة وهو يشعر بالخوف والذعر ويرتجف ويقول لها زمليني زمليني، وبدأت السيدة خديجة في تهدئة الرسول وتخفيف مخاوفه حتى أخبرها بما رأى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى