سوف نتحدث في المقال التالي بشكل مفصل عن الأنظمة البيئية المائية، حيث يعتبر الماء أحد أهم النعم التي وهبها الله جل وعلا للإنسان وباقي المخلوقات. إنه سر الحياة وأساسها، ويشكل أكثر من 70% من مساحة الكرة الأرضية، ويتواجد في البحار والبحيرات والأنهار والمحيطات. وله فوائد عديدة للجسم البشري والطبيعة بشكل عام، وسنستعرضها في الموسوعة.
وفي الحالة التي تنظر فيها إلى الأرض من الفضاء، يلاحظ أن الكرة الأرضية لونها أزرق، بسبب تغطية الماء لمعظم المساحة على كوكب الأرض، ولا يمكن للإنسان وغيره من الكائنات الحية العيش أو استكمال حياتهم بدونه، وعلى الرغم من النسبة العظيمة للماء في الكوكب، إلا أن المياه العذبة لا تتجاوز نسبتها 2.75% من إجمالي الماء، وفيما يلي نقدم توضيحا للأنظمة البيئية المائية الانتقالية والعذبة.
الانظمة البيئية المائية
يشير النظام البيئي إلى الكون الذي يعيش فيه الإنسان وما يتكون منه، والذي يعمل من خلاله بنظام متكامل ومميز، حيث يشمل جميع الأجسام الغير حية والكائنات الحية والجبال، وكما خلق الله الكرة الأرضية وحماها بالغلاف الجوي الذي يحيط بها من جميع الجهات والاتجاهات، ويشير النظام البيئي أيضا إلى عملية التعاون والتفاعل بين جميع عناصر المجتمع لضمان استمرار حياة الكائنات الحية.
أنواع الأنظمة البيئية
يوجد العديد من عناصر الأنظمة البيئية، تلك الأنظمة تنقسم إلى:
- الأنظمة البيئية للمياه العذبة: والتي لا تتجاوز الواحد والثمانية بالعشرة من سطح الكرة الأرضية، مما يجعلها نادرة للغاية ومهمة لا يمكن إنكارها بالنسبة للحيوانات والنباتات والبشر.
- الأنظمة البيئية للمحيطات: تمثل المحيطات خمسة وسبعون بالمائة من إجمالي مساحة سطح الكرة الأرضية، حيث يتم من خلالها ما يقرب من نصف عملية التمثيل الضوئي على الأرض.
- الأنظمة البيئية الأرضية: تشمل الأنظمة البيئية الرئيسية الغابات الاستوائية، الغابات النفضية، غابات السافانا، الصحاري، غابات الصنوبر والتندرا.
النظام البيئي المائي
استخدام الماء ليس مقتصرا على هدف واحد أو اثنين فقط، فالإنسان لا يحتاجه فقط للبقاء على قيد الحياة، بل يستخدمه في الزراعة والصناعة وغيرها من المجالات الحياتية، وتنقسم النظم البيئية إلى نظم مائية عذبة وأخرى انتقالية، وهناك أيضا نظم بيئية بحرية.
الأنظمة البيئية في المياه العذبة
أنظمة البيئة المائية العذبة تتكون من البحيرات والجداول والبرك والأنهار، وتتجلى أيضا في الأراضي الرطبة حيث خلق الله الحيوانات والنباتات ومنحها القدرة على التكيف مع هذا النظام البيئي، ورغم أن المياه العذبة تشكل 2.5٪ فقط من تكوين الكرة الأرضية، إلا أن الكائنات الحية تعيش في مساحة المياه العذبة التي لا تتجاوز الـ30٪ فقط.
الجداول والأنهار
- تأتي الجداول والأنهار من اتجاه واحد ثم تصب في النهر، حيث يكون هو التجمع الأكبر للماء، ومن هنا يبدأ تشكل الجداول والأنهار من الينابيع الموجودة تحت الأرض أو من ذوبان الثلوج، وعندما تكون الجدول حاد يصبح تدفق الماء سريعا محملا بالرواسب وهي مواد تنقلها الرياح أو المياه.
- عندما يكون انحدار المنطقة متساويا، يقل سرعة جريان المياه وتتراكم على شكل طين. كما أن التفاعل بين الرياح والماء ينتج كمية من غاز الأكسجين التي تنتقل عبر الماء، بالإضافة إلى تفاعل اليابسة مع الماء والذي يؤدي إلى تعرية التربة وتوفير المواد الغذائية.
- مثلما يؤدي تدفق الماء السريع وتواجد التيارات في الأنهار والجداول إلى منع تراكم الرواسب والمواد، نجد أن هذه المنطقة تحتضن عددا قليلا من الكائنات الحية والحيوانات، حيث تنتشر النباتات التي يمكن تثبيت جذورها في قاع النهر نظرا لقلة تواجد الصخور بسبب حركة الماء.
- تختبئ الأسماك الصغيرة بين تلك النباتات وتعتمد في تغذيتها على المخلوقات المجهرية الدقيقة التي يجرفها التيار، وتتغذى أيضا على يرقات الحشرات المائية. أما في المياه الهادئة، فتتكون يرقات الحشرات التي تعد المصدر الرئيسي لطعام أسماك القط، وسمك الأنقليس، وسمك السلمون، والسمك المرقط.
البرك والبحيرات
- تسمى جميع الأجسام المائية الثابتة بحيرة أو بركة، حيث إنها تكون سطح مائي صغير وثابت ومساحتها لا تتجاوز بضعة أمتار مربعة، وبعض البرك تكون ممتلئة بالماء لفترة قصيرة خلال فصل الشتاء، بينما تعود برك تلك إلى آلاف السنين.
- غالبا ما تكون درجة الحرارة في البرك خلال فصل الشتاء منخفضة، بينما في فصل الصيف تكون درجة حرارة الماء أكثر ارتفاعا، والسبب وراء ذلك يعود إلى أن كثافة الماء أقل مقارنة بالمياه الباردة الموجودة أسفله، وعندما ينخفض درجة الحرارة في فصل الخريف، يحدث خلط ومزج بين طبقات الماء العلوية والسفلية.
- غالبا ما يؤدي ذلك إلى تجانس درجة حرارة الماء بفعل اختلاط الطبقات المائية، مما يساعد في نقل المواد المغذية المتراكمة في قاع الماء إلى سطحه، أما البحيرات والبرك التي لا تحتوي على مواد مغذية فيعتبر تغذيتها ضعيفة.
الأنظمة البيئية البحرية
- يعرف كوكب الأرض بالكوكب المائي والسبب وراء ذلك يعود إلى وجود نسبة مياه كبيرة فيه، وتغير الأنظمة البيئية التي تحدث فيه يتم فيه استهلاك الطحالب البحرية لثاني أكسيد الكربون الموجود في الهواء، وبالتالي يتم إنتاج أكثر من 50% من نسبة الأكسجين الموجود في الجو، وتتم عملية تبخر لمياه المحيطات.
- تم تصنيف المحيطات كأكبر مسطحات مائية على سطح الأرض، وهي مناطق مائية مفتوحة تعيش فيها أكبر تنوع من النباتات والكائنات البحرية. توجد العديد من أنواع المحيطات التي تم تقسيمها استنادا إلى مدى وصول أشعة الشمس إليها. يوجد المنطقة المضيئة التي تتلقى الشمس بشكل كامل وتعيش فيها الكائنات البحرية التي تعتمد بشكل أساسي على الشمس للحصول على الطاقة والغذاء، ويصل عمقها إلى مائة ميل تقريبا.
- كلما زاد عمق الماء، قلت نسبة الشمس التي تصل إليه وتقل قدرتها على الوصول إلى النباتات، وهناك منطقة مظلمة في المحيطات لا تصل إليها أشعة الشمس، حيث تكون المياه باردة ولا تناسب النباتات الضوئية.
النظم البيئية المائية الانتقالية
- يشير إلى النظام الذي يحدث فيه اندماج بين اليابسة والمياه المالحة والعذبة، حيث يجمع بين البرك والبحار والأنهار مثل السبخات والمستنقعات التي تحتضن العديد من الكائنات المائية والنباتات المختلفة، وتتمتع بأرض خصبة مليئة بالثروات والخصوبة.
- ومن الأمثلة على الحيوانات التي تعيش فيها (أعشاب البحر، حشائش السبخات، الروبيان، الصفصاف، البردي، زنابق الماس، الطحلب البطيء، الراكون، الطيور، البرمائيات، الزواحف، البط وغيرها)، وعادة ما يمكننا أن نجد هذا النوع من المناطق المائية عند مصب الأنهار عندما يتم خلط الماء العذب مع الماء المالح، وتتميز البيئة في هذه الأماكن بالاستقرار بسبب توفر الغذاء للكائنات البحرية التي تعيش فيها.
خصائص النظام البيئي
يتكون النظام البيئي من نوعين من الكائنات، الأولى هي الكائنات الحية والثانية هي الكائنات الغير حية وسنشرح معنى كل منهما بالتفصيل فيما يلي:
الكائنات الغير حية
- تتضمن البيئة جميع المواد الأساسية، بما في ذلك الكائنات العضوية والغير عضوية.
الكائنات الحية
تنقسم الكائنات الحية إلى قسمين رئيسيين وهما:
- الكائنات الحية غير ذاتية التغذية: هي الكائنات التي لا تستطيع الاعتماد على نفسها للحصول على طعامها، وتشمل العديد من الأنواع مثل الحشرات والكائنات المحللة والكائنات المستهلكة، ومن بينها الحضرات التي تتغذى على النباتات، والحيوانات التي تتغذى على الحشرات، وبعدها تأتي البكتيريا والفطريات التي تتغذى على الكائنات المحللة بعد موتها.
- الكائنات الحية ذاتية التغذية: هم الكائنات التي تكون غذاءها بنفسها عن طريق العمليات الحيوية مثل البناء الضوئي، ومن هذه الكائنات النباتات التي تجري البناء الضوئي، ولكنها ليست مقتصرة على ذلك بل هي مصدر غذاء لجميع أنواع الكائنات الحية، حيث تستخدم غاز ثاني أكسيد الكربون وتمتصه من الهواء لإنتاج غاز الأكسجين بدلا منه، والذي يسمح للكائنات الحية بالتنفس.
المراجع