التعليموظائف و تعليم

بحث عن العشرة الزوجية وحقوق الزوجين

بحث عن العشرة الزوجية

من الضروري أن يتعاون الشريكان لتحقيق حياة زوجية سعيدة. يجب أن يبذل كل منهما جهودا لبناء علاقة قوية تعتمد على الود والألفة والمحبة، وبذلك سيحظى كلا الشريكين بالاستقرار النفسي والانسجام مع بعضهما البعض. وعلى الرغم من أهمية الزواج وتكوين الأسرة، يوجد الكثير من الشباب والفتيات الذين يعلنون رغبتهم في العيش بمفردهم بسبب العديد من المشاكل التي تحدث بين الأزواج. وهذا يجعل المقبلين على الزواج يشعرون بالخوف وعدم الأمان تجاه تلك التجربة.

ولكن ذلك ليس القاعدة العامة، بل هناك استثناءات، فكل قاعدة لديها شواذ ومن المفترض أن تكون الحياة الزوجية مبنية على الألفة والود والتفاهم بين الطرفين، وإذا نجح كل منهما في أداء دوره بإخلاص لإسعاد الزوج، فسوف يكونان مثالا يحتذى به في السعادة الزوجية التي تقوم على العشرة والحب.

تعريف العشرة الزوجية

  • من أعظم آيات الله سبحانه في خلقه هو أن يجمع بين قلوب الزوجين وفي ذلك ما قاله سبحانه في سورة الروم الآية 21 (ومن آياته أن خلق لكم أزواجا من أنفسكم لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ۚ إن في ذٰلك لآيات لقوم يتفكرون)، حيث أن الرجل والمرأة يكونان في البداية غرباء عن بعضهما البعض، ثم يقوم الله تعالى بجمعهما ويتم الزواج بينهما ليصبحا روحا واحدة وكيان واحد يحب كل منهما الآخر ويسعى لإسعاده.
  • هذه المودة تكون الأساس الأول في بناء العلاقة الزوجية، تبدأ بالموافقة على الخطبة، ثم التعارف واكتمال الزواج، وتتبعها المعاملة الحسنة، ومن ثم تأتي العشرة بمفهومها الاجتماعي الإسلامي. قال ابن عثيمين -رحمه الله- في هذا الأمر: “الوسيلة لكي يحب الرجل زوجته وتحب المرأة زوجها هي العشرة، وقد أوضح الله ذلك في سورة النساء الآية 19 (وعاشروهن بالمعروف)، فإذا عاشر كل شخص زوجته بالمعروف، تتحقق المحبة والتآلف والحياة الزوجية السعيدة.

العشرة الزوجية في الإسلام

  • قال الله تعالى في سورة النساء الآية 1 (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ۚ)، فقد حث الدين الإسلامي على الزواج ووضع له أحكام وقوانين ورغب فيه بما به من ثمار وفضائل في الحياة الدنيا والآخرة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة للمسلمين في تعامله مع زوجاته وإدارته للعلاقة مع أهل بيته.
  • وقد ورد عن الأسود قال: سألت عائشة رضي الله عنها: “ماذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم في بيته؟” قالت: “كان يكون مشغولا بخدمة أهله، فعندما يحضر الصلاة يخرج لأداء الصلاة”، وهذا يشير إلى مدى التراحم والتعاون الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يمارسه تجاه أسرته وأهل بيته، وإذا تم اتباع هذا في الأسر الإسلامية في الوقت الحاضر، ستتغير طبيعة الحياة وتختفي المشاكل الزوجية.

العشرة الطيبة بين الزوجين

  • شرع الله تعالى الزواج وجعله واحدا من أسباب السعادة والسكينة والطمأنينة في الحياة، فهو أحد أعظم أسباب السعادة والسكينة والطمأنينة في هذه الحياة. تلك المشاعر الجميلة تحدث عندما يتحقق التوافق بين الزوجين، وروى الإمام مسلم في صحيحه عندما قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة).
  • أشير إلى أن الزواج هو رابطة شرعية تتأسس منذ عقد العقد بين الرجل والمرأة وفقا لأركانه وشروطه المعتمدة في الشريعة الإسلامية، ونظرا لأهميته وضرورة السعي لنجاحه، تم تشبيهه بالجهاد وحتى أعطيته الأولوية على الجهاد لما يمتلكه من مقاصد شريفة ومصالح وحكم عظيمة.
  • تعظيم الله تعالى للزواج يتجلى في تسميته الميثاق الغليظ، وهو العهد القوي المتين الذي يستند إلى الالتزام والوفاء في الاحتفاظ بالمعروف في حالة الراحة والاستقرار، والتسريح بإحسان في حالة عدم التوافق والاتفاق. والدليل على ذلك هو قول الله سبحانه في سورة البقرة الآية 22 (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان).

الحياه الزوجية السعيدة كيف تكون

من أجل أن تكون حياة الزوجية سعيدة، هناك بعض الأمور والحقوق التي إذا تم مراعاتها واتباعها، فإنها ستساهم بلا شك في ضمان تحقيق نظام أسري صحي ومستقل يعيشه الزوجان بعيدا عن الخلافات الشديدة التي قد تؤدي إلى الطلاق. تلك الحقوق تنقسم إلى شقين وهما حق الزوجة على زوجها وحق الزوج على زوجته، وسنوضح كلا منهما فيما يلي:

حق الزوجة على زوجها

تتعدد أوجه حقوق الزوجة على الزوج وأشكالها والتي من أهمها التالي:

لين المعاملة

  •  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء خيرا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء. فالزوجة أمانة بعنق الزوج، تركت أسرتها وبيت أهلها، حيث الرعاية والحنان، وانتقلت لتعيش في بيته وإلى جواره، تعكف على راحته وراحة أبنائها. لذلك عليه أن يكون جديرا بذلك، من خلال رحمته بها وعطفها عليها وإظهار مشاعر الحب بالكلام والأفعال التي تجعلها في حالة من السعادة والطمأنينة والاستقرار.

التهادي

  •  يجب على الزوج عدم رفع صوته على زوجته، ولا يجب أن يضربها أو يهينها أو يحملها ما لا تطيق، ويجب عليه أن يهديها هدايا من حين لآخر، فالهدايا هي وسيلة لزرع المحبة في القلوب كما قال النبي الكريم (تهادوا تحابوا)، وكما قال الحبيب المصطفى (أنا خيركم لأهلي وأنتم خيركم لأهلكم).

صونها والغيرة عليها

  •  من حقوق الزوجة على زوجها أن يشعر بالغيرة تجاهها، وهذا أمر طبيعي خلقه الله تعالى الإنسان عليه، سواء كان رجلا أو امرأة. وقد سأل سعد بن عبادة رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الموضوع، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: (إذا رأيت رجلا مع امرأتي فإني سأضربه بالسيف غير المصفح). فقال النبي صلى الله عليه وسلم أيضا: (أتعجبون من غيرة سعد؟! إني أغار أكثر منه، والله أغار أكثر مني، وبسبب غيرة الله تعالى، حرم الفواحش سواء كانت ظاهرة أو خفية).

إعفاف الزوجة

  •  هو حق ثابت في القرآن الكريم والسنة النبوية ، والدليل على ذلك هو ما ورد في الحديث الشريف عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “… وفي بضع أحدكم صدقة ، قالوا: يا رسول الله ، هل يأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام ، أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال ، فإنه له أجر.

حفظ أسرار الزوجة

  • لا يقتصر ذلك الحق على الزوجة فقط بل إنه حق مشترك بين الزوجين ورد عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أشر الناس منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها)

النفقة الزوجية

  • في العديد من المواضع في القرآن ، يتعين على الزوج أن ينفق على زوجته ، مما يشير إلى أهميته في الحياة الزوجية ، حيث يجب على الزوج أن يمنح زوجته وأبنائه حياة كريمة بدون حرمان أو حاجة للآخرين ، حيث قال الله تعالى في سورة الطلاق الآية 6 (أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن ۚ وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتىٰ يضعن حملهن ۚ فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن).
  • في سورة البقرة، قال الله تعالى في الآية 233: “وعلى الأب الرزق والكسوة للمولودة بالمعروف”. وكما قال في سورة النساء في الآية 34 للدلالة على وجوب أن ينفق الرجل على زوجته: “الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم”.
  • ووارد في سنة النبي أنه يجب على الرجل أن ينفق على زوجته، وقد قالت عائشة، رضي الله عنها، إن هندا زوجة أبي سفيان قد قالت: يارسول الله، إن أبا سفيان شخص بخيل ولا يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه، وهو لا يعلم، فقال: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف).

حق الزوج على الزوجة

بالإضافة إلى حقوق الزوجة على الزوج، يجب أن يراعي الزوج أيضا حقوقها ويعمل على الحفاظ عليها لكي تكون حياتهما مبنية على السعادة والمودة والتراحم، ومن بين الحقوق الهامة التي يجب ذكرها:

العقل والحكمة والاحترام المتبادل

  • يجب على الزوجة أن تكون حكيمة وعاقلة، وأن تكون جوار زوجها في السراء والضرراء وتكون له عونا جيدا. إذا كان في ضيق، يجب أن تتحمله، وإذا كان في صعوبة لا يمكنها تحملها أو تحميلها فوق طاقتها. ويجب أن تحترمه فيما بينهما وأمام الناس، وتعترف بقوامته وأنه هو رب الأسرة والمسؤول عنها وحاميها. وقد ذكرت السنة النبوية أهمية هذا الأمر عندما لم يخطب النبي الزوجة لسبب وجيه وليس بسبب عدم رغبتها أو موافقتها، وذلك لأنها كانت مشغولة كأم لأطفال صغار، وكان يجب أن يأخذ أحد الواجبين الأولوية: واجب الزوج وواجب الأطفال.

طاعة الزوج بالمعروف

  • المعروف هو ما أمر به الله تعالى وأقره في الشريعة الإسلامية، ويعني طاعة الزوجة لزوجها فيما لا يغضب الله، ومنع الزوجة من الخروج من المنزل بدون إذن الزوج، كما قال الله تعالى في سورة الأحزاب الآية 33 (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولىٰ).

وبهذه طريقة سنتعرف على دراسة حول العشرة الزوجية وتعريفها وأهميتها في القرآن الكريم والسنة النبوية وهذا ما تمت ذكره في العديد من الأدلة المتمثلة في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة والتي أوضحت حقوق الزوج تجاه زوجته وحقوق الزوجة تجاه زوجها والحقوق المتبادلة بينهما، ومن خلال فهم هذه الحقوق واتباعها ستنخفض حالات الطلاق الشائعة في المجتمعات اليوم وتحل محلها السعادة والاستقرار في الحياة الزوجية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى