كفار قريش كانوا مقرين بتوحيد
في هذا المقال من موسوعة، نطرح لكم إجابة على سؤال “كيف كانت قريش مؤمنة بالتوحيد…” وهو سؤال يبحث عن إجابته طلاب المدارس، فقد اشتهرت قريش بأنها أكبر قبيلة في شبه الجزيرة العربية واحتلت مكانة اجتماعية واقتصادية كبيرة، نظرا لأنها كانت المسؤولة عن تنظيم رحلات الحج، بالإضافة إلى أنها كانت مركزا للتجارة في شبه الجزيرة العربية.
وتشمل هذه الأسرة العديد من الأفرع، وأشهرها هي قبيلة قصي بن كلاب، التي ينتمي إليها عبد مناف، والتي ينتمي إليها أيضا عبد المطلب بن هاشم، الذي يعتبر جد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهناك توافق وتباين في المصادر بشأن سبب تسمية قريش بهذا الاسم، فهناك مصادر تشير إلى أن الاسم مشتق من القرش الذي يلتهم كل ما حوله للدلالة على سيادة القبيلة وهيمنتها، ويقال أيضا أن الاسم مشتق من التقرش أي التجارة، وفي الفقرات التالية سنقدم لكم الإجابة على هذا السؤال.
كفار قريش كانوا مقرين بتوحيد
اشتهرت قبيلة قريش برفضها لرسالة الإسلام التي بعث بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى الرغم من ذلك إلا أنهم كانوا يؤمنون بتوحيد الربوبية.
تعريف توحيد الربوبية
توحيد الربوبية يشير إلى الاعتراف بصفات الله وأعماله كمخلق لهذا الكون من السماء والأرض والشمس والقمر والنجوم والكواكب، والاعتراف بأنه المتصرف فيه والمدير لأموره، وأنه هو من يرزق العباد ويحييهم ويميتهم وقادر على كل شيء، وهذا هو التوحيد الذي اعترف به المشركون جميعا.
توجد توحيد الربوبية في العديد من سور القرآن الكريم، ومن بينها سورة الأعراف، حيث يذكر (إن ربكم هو الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش، يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا، والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره، ألا له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين).
الدليل على اعتراف المشركين بتوحيد الربوبية هو قوله تعالى في سورة المؤمنون (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون، سيقولون لله قل أفلا تذكرون).
الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية
التوحيد الألوهي هو النوع الثاني من أنواع التوحيد ، وفيه يعترف المسلم بوحدانية الله وأنه لا إله إلا الله ، وأنه هو الخالق الوحيد لهذا الكون ولا يشرك معه شيئا ولا يلد ولا يولد ، ولذلك فإن المشركين لا يعترفون بهذا التوحيد ، لأنهم كانوا يتخذون آلهة أخرى بجانب الله ليقتربوا منه كما يدعون ، وهذا ما ورد في قوله تعالى في سورة الزمر “إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ، إن لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفىٰ ، إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون.
ذكر توحيد الله في العديد من الآيات، بما في ذلك سورة الإخلاص التي تركز تماما على توحيد الله واستثنائه في العبادة (قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد)، ولا يمكن أن يكتمل إيمان المسلم إلا بالاعتراف بتوحيد الربوبية وتوحيد الألوهية.