التاريخالناس و المجتمع

نتائج الحملات الصليبية وأهدافها وسلبياتها وإيجابياتها

اطلع على نتائج الحملات الصليبية من خلال مقالنا اليوم في موسوعة على الإنترنت. تعتبر هذه الحملات من أبرز الحملات في التاريخ، وقد بدأت في نوفمبر 1095م. تعكس هذه الحملات الهجومية التي نفذها المسيحيون في أوروبا ضد المسلمين، وكان لها هدفان، الأول هو استعمار أراضي المشرق الإسلامي والعربي والاستيلاء عليها، والهدف الثاني هو التحرر من سيطرة المسلمين واستعادة الأراضي الإسلامية منهم

وبشكل عام نجد أن الحملات الصليبية هي مصطلح تم إطلاقه على تلك الحروب التي خاضها الأشخاص الأوروبيون خلال الفترة من أواخر القرن الحادي عشر وصولا إلى الجزء الأخير من القرن الثالث عشر أي في الفترة من 1096 إلى 1291 ميلادي.

كانت شعار هذه الحملات الصليب، حيث قام المشاركون بتخييط الصليب باللون الأحمر على ملابسهم وإبرازه عند منطقة الكتف والصدر، وكان هدفها الاستحواذ على بيت المقدس والكثير من الأراضي.

وبالتالي، كانت هذه الحروب نتيجة لسلسلة من الصراعات العسكرية ذات طابع ديني، وشاركت الدول المسيحية الأوروبية في هذه الحروب، بسبب اعتقادها بتهديدات تهددها من الداخل والخارج.

وهنا سنتعرف على بعض التفاصيل حول هذه الحملات، وأهم نتائجها وأسبابها وأهدافها الخاصة، فقط قم بمتابعتنا.

نتائج الحملات الصليبية

قبل أن نتحدث عن النتائج العامة التي تم التوصل إليها من خلال الحملات الصليبية، سنجد أن هذا السؤال يتم دراسته من قبل الطلاب في الصف الثاني المتوسط في المدارس السعودية، وهو يعتبر جزءا من أسئلة مادة الدراسات الاجتماعية والمواطنة، وهناك العديد من الطلاب الذين يبحثون عن الحل الصحيح لهذا السؤال.

ومن هنا نجد أن الإجابة كالآتي:-

  • ظهرت مجموعة من القلاع والحصون والقرى والمدن التي لم تكن موجودة من قبل ذلك.
  • تسبب الانشغال بالحروب ضعف قوة المسلمين وتوقف توسع الحضارة الإسلامية.
  • هناك العديد من المسلمين الذين يتمسكون بالإسلام ولا يتخلون عنه بغض النظر عن كل ما يحدث لهم.
  • حدوث خراب ودمار للبلاد الإسلامية.

النتائج العامة للحملات الصليبية

على الرغم من تحقيق الانتصارات المؤقتة من قبل الصليبيين، إلا أنهم فشلوا في تحقيق الأهداف الرئيسية التي كانوا يسعون إليها. بعد مرور 200 عام، أصبح فشل الحروب الصليبية واضحا، وكانت النتائج الرئيسية كما يلي: –

  • تفوقت الحضارة الإسلامية وانتصرت في النهاية، وهزمت الصليبيون وطردتهم من آخر مواقعهم في عكا. وقد حقق ذلك المماليك في عام 690 هـ. وتفوقوا في جميع الجوانب بما في ذلك الأسلوب الحربي والتعاليم وتوفير وسائل الحياة والراحة وغيرها.
  • إعادة بيت المقدس للمسلمين مرة أخرى.
  • استعادة جميع أراضي الشام وفلسطين للمسلمين واستخراجها من أيدي الصليبيين.
  • بدأت الحكومة الإسلامية بتجاهل فكرة التسامح مع الديانات الأخرى، ولم تتعامل معها بلطف مثل السابق؛ وذلك بسبب الهجمات المتكررة التي تعرضت لها البلاد المسلمة.
  • تعرضت المعتقدات الإسلامية والعربية والمدن الداخلية في البلاد الإسلامية لتدمير إلى حد ما، وبالتالي كان من الضروري مواجهة التهديدات الصليبية من خلال الاتحاد والتعاون بين جميع الدول الإسلامية.
  • بدأت ثروات ملوك فرنسا الإقطاعيين تتزايد نتيجة بيع الأسلحة، مع نقلها إلى منطقة الشرق، وزادت قوتهم أيضا مع مرور الوقت.
  • بدأت اوروبا تعاني من الانهيار الذي اصاب النظام الاقطاعي.
  • هناك جموع من المجهودات العظيمة التي بذلتها البابوات من أجل نشر السلام في جميع أنحاء أوروبا، ولكن هذه المحاولات فشلت ولم تتمكن من التنفيذ؛ ويرجع ذلك إلى الحروب التي خاضها البابوات الصليبيون مع الأباطرة، بالإضافة إلى رغبتهم الدائمة في الاستيلاء والسيطرة على مناطق مختلفة، وتواجد العديد من الطموحات الوطنية التي يرغبون في تحقيقها.

مراحل الحروب الصليبية

المرحلة الأولى من الحروب الصليبية

  • ألقى البابا أوربان الثاني خطابا في مدينة مونت الفرنسية، وكانت بداية الشرارة لحدوث الحرب، حيث بدأ في نشر الكراهية والطمع بين الأوروبيين وحثهم على النهب والسلب وسرقة أراضي الآخرين والسيطرة عليها.
  • وبدأ في تحريضهم لاحتلال بيت المقدس وأخذه بالقوة من المسلمين وقال لهم إنه من يقاتل ويهزم المسلمين سيعيش في سعادة في دنياه وإذا مات سيحصل على المغفرة الكاملة.
  • حظي هذا الحديث بترحاب من الكثير من الأفراد في أوروبا الذين استمعوا للكلام بانتباه.
  • ومن هنا بدأت الدعوات، واشتدت حماسة الأفراد، وبدأ التحريض على المسلمين بحجة حماية الدين المسيحي والحفاظ عليه.
  • تأثر الكثير من الأشخاص بحديثها وقوة خطابها، بما في ذلك عامة الشعب وفئات مختلفة مثل العمال في الطرق والرعاع والفلاحين واللصوص وغيرهم، وتأثروا بفصاحتها وبلاغتها في الحديث، ومن بين الدعاة للحرب كان والتر المفلس وبطرس الناسك وغيرهم.
  • مع مرور الوقت، أطلق اسم حملة الرعاع على الحملة الصليبية، وبدأت الحملة بالفعل في التحرك نحو مدينة القسطنطينية، ولكن الإمبراطور البيزنطي حاول هنا تخطيط كمين لهم، فذهب إلى هناك وقضى عليهم جميعا، وذلك عن طريق نقلهم من خلال مضيق البسفور إلى أسيا الوسطى.
  • ولكن بعد ذلك، قام السلاجقة الأتراك بالتصدي لهم وتمكنوا من هزيمتهم.

المرحلة الثانية من الحروب الصليبية

  • مع مرور الوقت، تطورت الحروب الصليبية إلى مرحلة مختلفة عن المرحلة الشعبية التي كانت في البداية، حيث أصبحت الحملات الآن تنظم بشكل كبير ويتم قيادتها من قبل الفرسان والأمراء.
  • ثم، عاد البابا أوربان مرة أخرى لدعوة الناس للمشاركة في تلك الحملات وتجميعهم حتى يصل عددهم إلى مليون صليبي، ويصلون إلى القسطنطينية؛ ليبدأوا في احتلال أسيا الوسطى.
  • وفعلا بدأت القوات بالتقدم، وأصبحت سيطرتها الأولى على مدينة نيقية، وتم حصارها لمدة 20 يوما، وهي تتعلق بالأمير السلجوقي آل أرسلان، وبعد مرور الأيام استحوذت عليها الصليبيون بشكل كامل، وأصبحت مملوكة لهم.
  • ثم تواصلت التوسعات والسيطرة على المناطق حتى تمكن الصليبيون من السيطرة الكاملة على المدن الموجودة في آسيا الصغرى.
  • ثم استمروا في السيطرة على البلاد حتى وصل زحفهم إلى بلاد الشام، وبعد حصار طويل تمكنوا من الاستيلاء على مدينة أنطاكيا.
  • بعد ذلك، تمكنوا من إنشاء أول إمارة صليبية في منطقة المشرق العربي، وتحديدا في مدينة الرها، بعد استيلائهم عليها والسيطرة عليها.
  • ونظرا لأن هدفهم الأساسي كان بيت المقدس، فقد تمكنوا من الوصول إليه واحتلوا عدة مدن وقرى أخرى على طول الطريق.
  • بعد ذلك، تمكن الصليبيون من حصار أسوار بيت المقدس في عام 1099م، ولوحظ أن القتال والحصار استمرا لفترة من الوقت حتى استسلم الأفراد. وفي الواقع، دخل الصليبيون إلى المدينة في الخامس عشر من يوليو لعام 1099م، وارتكبوا العديد من الجرائم المختلفة.

أهداف الحروب الصليبية

  • نظرا لرغبة بلاد الشرق في السيطرة على الثروات والموارد المتواجدة في بلاد الشرق الإسلامي والاستيلاء عليها بشكل عام.
  • معاناة أوروبا من الأحوال الاجتماعية السيئة.
  • المُساهمة في إضعاف الدولة الإسلامية.
  • تتميز النصارى بالتعصب والتشدد الديني، وهذا ما زاد رغبتهم في السيطرة على بلاد المسلمين.

إيجابيات الحروب الصليبية

على الرغم من الآثار السلبية الكثيرة التي تأتي للعالم الإسلامي نتيجة الحروب الصليبية، سواء في المجال العلمي أو اللغوي أو الثقافي أو الشعبي أو الحضاري وغيرها، إلا أن هناك مجموعة من الأشياء الإيجابية التي تتضمنها الآتي:-

  • ترويض العدو واحتوائه وتعلم المقاومة والصمود والتصدي.
  • حدوث اتصال بين بلاد النصارى والبلاد الإسلامية، وبناء على ذلك قام النصارى بتقليد الأفراد المسلمين في صك النقود والأصول المتعلقة بالنشاط التجاري.
  • أبدع القادة الأوروبيون في الحضارة الإسلامية، بما في ذلك الإمبراطور فريدريك الثاني، الذي اعتبر اللغة العربية لغته الأصلية وتأثر بها كثيرا خلال سنوات طفولته، عندما حصل على مجموعة من الكتب العلمية المختلفة التي كتبت باللغة العربية، وقدمها له قاضي مدينة بالرمو.
  • تمتكن المسلمون من السيطرة على الأماكن الدينية المسيحية والكنائس، وأيضا تم الاستيلاء على المعابد المختلفة.
  • لاحظنا احترام المسلمين واستقبالهم بلطف من قبل الملك روجر الثاني، ملك صقلية، ولم يقتصر على ذلك فقط، بل طلب من الأفراد جلب مجموعة من الكتب المكتوبة باللغة العربية والعمل على ترجمتها.
  • ترجمة الإنجيل إلى اللغة العربية حتى يتسنى للأشخاص الاستفادة منه لدعوة الآخرين إلى النصرانية في الوقت الحالي، وكان أيضا يتم قراءته من قبل المسلمين لمعرفة محتواه.
  • ترجمة كتاب القرآن الكريم إلى لغات أوروبية مختلفة.

التأثيرات الإيجابية للحروب الصليبية

  • حدثت ثورة علمية كبيرة في أوروبا بعد أن اهتم العلماء هناك بترجمة العلوم الإسلامية، وساعدت هذه النصوص العلمية الرائعة العلماء الأوروبيين في التفكير والبحث والاستيقاظ من هذا الجهل.
  • حرصت بلاد أوروبا على استغلال العلوم المختلفة التي انتشرت في بلاد المسلمين، ومنها الرياضيات والطب، وبعد ذلك تم نقل هذه العلوم إلى الدول الأوروبية المختلفة.
  • كنتيجة للحروب الصليبية، بدأت دراسة التراث والعادات والتقاليد الشرقية، وظهر ما يعرف بالاستشراق، وكان ذلك في القرن العاشر الميلادي، وما زالت هذه الظاهرة موجودة حتى الآن.
  • توقف النمو الإسلامي في أوروبا، ولكن تواجد الحضارة الإسلامية داخل أوروبا.
  • حدث ضعف في هذه الفترة للإمبراطورية الرومانية الشرقية والغربية؛ نتيجة لفقدان هيبة أباطرة الغرب ونزاعهم مع البابوية التي كانت تمتلك أهمية كبيرة بعد حدوث الحروب الصليبية، ويعود هذا الضعف أيضا إلى عدم قدرتهم على استعادة الأراضي المقدسة.
  • استفادت الدول الغربية من تلك الحروب الصليبية التي نظمت ضد المسلمين، فتأثروا بهذه الحروب وأصبحت قوتهم أقل من السابق، ونتيجة لذلك كانت مقاومتهم للتوسع المغولي ضعيفة، ومن هنا تم الاستيلاء على القسطنطينية من قبل الأتراك بعد فترة زمنية طويلة.
  • حدث تفكك وضعف لبعض المؤسسات العسكرية، ومنها فرسان المعبد الذين هربوا إلى قبرص واستقروا هناك بعد النجاة من مذبحة عكا، ولكن هذا الوضع لم يستمر طويلا فذهبوا إلى جزيرة مالطا بعد أن طردهم الأتراك في عام 1310م، وبقوا هناك وأطلق عليهم اسم فرسان مالطا، واستمروا فيها حتى تم القضاء عليهم في عام 1799م.
  • لم يتمكن الأوروبيون من نشر النصرانية داخل العالم الإسلامي، ولكن بدأوا في نشر أسلوب التبشير في الأماكن الأخرى.

للمزيد يمكنك متابعة : –

وبهذا ينتهي مقالنا، وتحدثنا فيه عن نتائج الحملات الصليبية، ومراحلها، وإيجابياتها، نأمل أن تكون المعلومات مفيدة لك، ونحن سعداء بمتابعتكم، ودمتم في حفظ الله ورعايته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى