كيف يحسن المسلم ظنه بالله عز وجل
كيف يحسن المسلم ظنه بالله عز وجل ؟ واحد من ضمن الأسئلة التي تهم الكثير من المسلمين لذا سنتعرف على إجابتها من خلال مقالنا اليوم، فحسن الظن بالله عبادة رائعة يُجزى بها المسلم وهي تدل على سلامة إيمان العبد ويقينه التام برحمة المولى عز وجل وهي من موجبات الإيمان، وقد وردت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعوا إلى حسن الظن بالله عز وجل وتوضح جزاء ذلك، وكذلك وردت بعض الآيات القرآنية التي تحذر من سوء الظن بالله، وليستوفي الحديث حقة عن عبادة حسن الظن بالمولى عز وجل سنتناول الحديث عنها تفصيليًا من خلال سطورنا التالية على موسوعة.
كيف يحسن المسلم ظنه بالله عز وجل
قبل أن نشرح عبادة حسن الظن التي أمرنا الله بممارستها، يجب أن نجيب على سؤال حول كيفية حسن الظن بالله لأبنائنا الطلاب، وهذا سؤال من ضمن أسئلة مناهجهم الدراسية، والإجابة على هذا السؤال هي:
- حسن الظن بالله يتجلى في أداء الأعمال الصالحة مع الاعتقاد بأن الله سيقبلها جميعا، والتوبة عن الخطأ مع اعتقاد بأن الله عز وجل سيقبلها.
مفهوم حسن الظن بالله
في اللغة، كلمة “الظن” تشير إلى وجود اعتقاد مرجح مع احتمال وجود النقيض. والمقصود بـ “حسن الظن” هو الاستمرار في طلب رحمة الله حتى في أصعب الظروف. في تلك اللحظة، يدرك المبتلي أن الله هو الذي ابتليه وأن البلاء ليس لهدمه أو تهذيبه، بل أرسل لسبب خفي يخدم مصلحة العبد. وبسبب صعوبة طلب رحمة الله في الظروف المؤلمة، فإن الله يجازي العبد بجزاء عظيم في الدنيا من خلال تحقيق ظن العبد وفي الآخرة من خلال منحه الأجر.
كيف يحسن العبد ظنه بالله
الظن بالله ليس أمرا سهلا، بل يحتاج العبد إلى قدرة على التمييز بين رغباته ومتطلبات الله. فالذي يحسن الظن يبحث عن الخير في كل شر، وينتظر الفرج بعد الضيق. ولأن حسن الظن بالله هو نوع من الجهاد العظيم للنفس، فإن الله يمنح محسن الظن منزلة عالية في الآخرة. فقد قال الله تعالى في كتابه الحكيم: إن العبد الذي يأخذ كتابه بيمينه يقول: لقد اعتقدت أنني سأحاسب، فأعددت نفسي بحسن الظن والعمل. فينجيه الله من عذاب جهنم ويدخله الجنة. ويتمثل حسن الظن بالله في:
- إن المسلم يدرك أن الله عز وجل هو القادر الوحيد على السيطرة على جميع أمور الخلق في الكون، وأنه الوحيد الذي يمنح العباد رزقهم دون أن يقلل من ملكه شيئا. ويجب على المسلم أيضا أن يدرك أن الله لا يمنع عبده من شيء إلا لحكمة قد لا يعرفها إلا الله، ولكن هذا المنع هو بالتأكيد رحمة للعبد.
- ينبغي الحرص على العمل الجيد والسعي لتحقيق أعلى درجات الجنة، والثقة بأن الله سيقبل العمل ويجازي به العبد في الدنيا والآخرة.
- يجب على المسلم تجنب الأفعال السيئة والابتعاد عن المنكرات والمعاصي والخطايا، وإذا ارتكب خطأ يجب عليه أن يتوب عن الذنب مع الثقة بأن الله عز وجل سيقبل هذا التوبة.
- التفكير في معاني أسماء الله الحسنى والتعرف على صفاته المجيدة والتعرف على معاني هذه الأسماء، فإن التعرف على صفات الله تزيد الثقة في قلوب الأفراد بأن الله أكثر رحمة بنا من أنفسنا وبالتالي تؤثر طريقة قبول الأفراد للقضاء وتزيد قدرتهم على الثقة بالله.
حسن الظن بالله عبادة عظيمة
يعتبر حسن الظن بالله عبادة لأنه ينطوي على مجهود نفسي خاص، خاصة عندما يتعارض مع ما يرغب فيه الإنسان، فعلى سبيل المثال، عندما يلتمس العبد بشدة من الله تحقيق رغبة ما، ينتظر العبد حتى تتحقق، وإذا لم تتحقق، قد يشعر العبد بالضيق ويبدأ في التفكير بشكل سلبي، وقد يشعر برحمة الله في عدم قبول الدعاء ويقبل بمشيئة الله ويبدأ في التخطيط من جديد بتأكيد تام أن الله سيساعده على السير في الطريق الصحيح.
صبر المسلم على المحن والابتلاءات التي يمر بها بدون الضجر أو الاعتراض على الله عز وجل ومع احتساب أجر الصبر هو شكل من أشكال الثقة بالله، وقد أوضح الله أجر الذين يصبرون عند المصائب في قوله تعالى: (وبشر الصابرين، الذين عندما يتعرضون لمصيبة يقولون إنا لله وإنا إليه راجعون، فعليهم صلوات من ربهم ورحمة وهم المهتدون)
حسن الظن بالله في السنة النبوية
وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تشير إلى فضل حسن الظن بالله وحسن التوكل عليه والاستعانة به وعدم الاعتماد على غيره في وقت البلاء والشدائد، ومن بين هذه الأحاديث على سبيل المثال لا الحصر الأحاديث التالية:
- عن جابر بن عبد الله قال {سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل وفاته بثلاثة أيام يقول: لا يموت أحدكم إلا وهو متوقع خيرا من الله عز وجل}، ويشير هذا الحديث إلى أنه من الضروري أن يموت الإنسان وهو يثق بالله
- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: {يقول الله تعالى: أنا مع عبدي حسب ظنه بي، وأنا معه عندما يذكرني، فإذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإذا ذكرني في جماعة ذكرته في جماعة خير منهم، وإذا اقترب مني بشبر اقتربت منه بذراع، وإذا اقترب مني بذراع اقتربت منه بمسافة، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة}، ويشير هذا الحديث إلى أن الله دائما مع عبده بحسب ما يظن به، فإذا ظن خيرا سيلبي له وإذاظن شرا سيناله.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله ﷺ {حسن الظن من حسن العبادة}، يعني هذا الحديث أن حسن ظن العبد بالله عز وجل هو نوع من العبادة الحسنة التي يجب أن يكافأ عليها
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال: قال الله تعالى: “أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرا فله، وإن ظن شرا فله”، يدل هذا الحديث على أن الفرد هو الذي يجتذب لنفسه الأقدار بظنونه، فإذا ظن بالله خيرا حقق له مراده وإذا ظن شرا تحقق له ما يظن
- صهيب بن سنان الرومي يقول إنه سمع رسول الله ﷺ يقول: {عجبا لأمر المؤمن، إن كل أمره خير، ولا يحدث ذلك لأحد سوى المؤمن، إنما إذا أصابته سراء فهو يشكر، فهو خير له، وإذا أصابته ضراء فهو يصبر، فهو خير له}
آيات قرآنية عن حسن الظن بالله
توجد العديد من الآيات القرآنية التي تدعو إلى أن نحسن الظن بالله وتوضح أجر ذلك، وكذلك يوجد العديد من الآيات التي توضح نتائج سوء الظن بالله، ومن خلال النقاط التالية سنوضح بعض المواضع التي تم ذكرها عن حسن الظن بالله
- قال تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة ۚ وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين، الذين يظنون أنهم سيلقون ربهم وأنهم سيرجعون إليه)؛ في هذه الآيات وصف الله تعالى الذين يثقون به ويخضعون في صلاتهم، وأنهم أكثر الناس قدرة على التحمل وتحمل البلاء.
- قال الله عزَّ وجلّ: هذه الآيات تشير إلى قصاصة من يشك في الله ولا يثق في رحمته، فسوف يعاقبهم الله عز وجل على هذا الفعل في يوم القيامة بالتأكيد.
- قول الله عزَّ وجلّ: (يعتقدون بالله ظنا غير صحيح كما كان في الجاهلية)، يشبه الله تعالى الذين يظنون بالله ظنا سيئا كما كان في الجاهلية، وفي هذه الآية تحذير من الله تعالى للعباد من سوء الظن.
بهذا، قدمنا لكم مقالا شاملا يجيب عن سؤال “كيف يحسن المسلم ظنه بالله عز وجل وأجر من يتحلى بهذه الصفة الكريمة”، مستشهدين في ذلك بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي وردت لنا، فنحن نأخذ تعاليم ديننا من القرآن والسنة النبوية. وبهذا، نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا، نتمنى أن تكونوا استفدتم من محتوانا النافع والواضح بشأن استفساركم. ونلتقي في مقال آخر من الموسوعة العربية الشاملة.