الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة

تعرف معنا على حكم الابتعاد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة، فهو واحد من الأسئلة التي اشتغلت محركات البحث في الفترة الأخيرة، فهي واحدة من الصفات الفطرية التي خلقنا بها الله عز وجل، إلا من رحم ربي، ومن خلال سطورنا التالية في موسوعة سنوضح لكم الحكم الذي توصل إليه الفقهاء وعلماء الدين في هذا الأمر

جدول المحتويات

حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة

يبحث الكثير من الأفراد عن حكم قضاء الحاجة بعيدا عن أعين الناس وقد أوضح الفقهاء الأصل في حكم الشريعة الإسلامية في هذا الفعل، فأشاروا إلى أن الابتعاد عن أعين الناس أثناء قضاء الحاجة هو واجب في ديننا الإسلامي الذي يحث على الستر والعفة، ونستند في صحة هذا الحكم إلى حديث النبي ﷺ، فقد روى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قوله: {كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فقال: يا مغيرة، خذ الإداوة، فأخذتها، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توارى عني، فقضى حاجته}

من واجب المسلم أن يبحث عن مكان نائي وبعيد عن الأنظار لقضاء حاجته في الخلاء، وأن يتجنب استقبال القبلة ويتجنب ملامسة البول. فقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بتغطية جسده عند قضاء الحاجة، وإذا لم يتسن له ذلك فيجب عليه أن يبتعد عن الأنظار. ونقوم بهذا الأمر استنادا إلى قول عبد الله بن جعفر -رضي الله عنه- الذي قال: “كان أحب ما استتر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لقضاء حاجته هدفا أو حائش نخل”. ويشير هذا الحديث إلى ضرورة اختيار مكان مرتفع لقضاء الحاجة لتحجب رؤية الناس للشخص أثناء قضاء حاجته.

الأماكن التي لا يجوز فيها قضاء الحوائج

يجب تجنب قضاء الحوائج في المساجد والقبور وفي المناطق المزدحمة أو التي يتجمع فيها الناس، وقد ذكرت العديد من الأحاديث النبوية التي تحذر من ذلك، وسنوفر لكم هذه الأحاديث فيما يلي:

ونستدل على هذه الحقيقة من حديث النبي الذي ورد عن لسان أنس بن مالك رضي الله عنه حينما قال: {بينما نحن في المسجِدِ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ جاء أعرابيٌّ، فقام يبولُ في المسجِدِ، فقال أصحابُ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَهْ مَه! قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا تُزْرِمُوه، دَعُوه، فتَرَكوه حتى بال، ثم إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دعاه، فقال له: إنَّ هذه المساجِدَ لا تصلُح لشيءٍ مِن هذا البَولِ ولا القَذَر، إنَّما هي لذِكرِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، والصَّلاةِ، وقراءةِ القُرآنِ، أو كما قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: فأمر رجلًا مِن القَومِ، فجاء بدَلوٍ من ماءٍ، فشنَّه عليه}.

  • عن أنسِ بن مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: {البُزاقُ في المسجِدِ خطيئةٌ، وكفَّارَتُها دَفنُها}، يشير هذا الحديث إلى مدى حرمانية التبول في المسجد.
  • كذلك حرم الله عز وجل التبول في القبور نظرًا لما يتمتع به هذا المكان من قدسية، فعن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: {لأنْ يجلِسَ أحدُكم على جَمرة فتَحرِقَ ثِيابَه، فتخلُصَ إلى جِلدِه؛ خَيرٌ له من أن يجلِسَ على قبرٍ}، وبذلك نهي الله عز وجل عن الجلوس على القبور فما بالك بالتبول فيها، ففي هذا الفعل انتهاك لحرمة الميت.
  • الأمر الثالث هو عدم التبول في أماكن تجمع الناس، ونستشهد في هذه الحقيقة بقول الله تعالى في سورة الأحزاب: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا}

حكم الاختفاء عن الناس أثناء قضاء الحاجة

  • وصانا الله عز وجل في آيات كتابه الكريم بستر العورات وحفظ الفرج، ومن بين هذه الآيات قوله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم).
  • هكذا ذكرت العديد من الأحاديث النبوية التي تحث على حفظ الأعضاء التناسلية من الناس، ومن بين هذه الأحاديث هي حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده الذي قال (قلت يا رسول الله، ماذا نستر من أعضائنا وماذا نظهر؟ فقال احفظ عورتك ما عدا زوجتك وما ملكت يداك. ثم قلت يا رسول الله، فإذا كان الناس يرى بعضهم بعضا؟ فقال إن استطعت أن لا يراها أحد فلا يرها. ثم قلت يا رسول الله، فإذا كان أحدنا في مكان خال من الناس؟ فقال الله أحق أن يستحيا منه من الناس)

وهكذا أوضحنا لكم أهمية الابتعاد عن أعين الناس عند تلبية الاحتياجات، مستشهدين بالسنة النبوية والقرآن الكريم. وهكذا نصل إلى نهاية حديثنا، ونشكركم على متابعتكم لنا، ونلتقي في مقال آخر من الموسوعة العربية الشاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى