الاصل في حكم الطلاق وأنواعه
من خلال هذا المقال من موسوعة، نوضح لكم الأصل في حكم الطلاق. معنى الطلاق في اللغة العربية يشير إلى التحرر من شيء ما أو إزالة القيد. أما معنى الكلمة كمصطلح، فتشير إلى إنهاء عقد الزواج بالاتفاق بين الزوجين. الطلاق من الأمور المشروعة والتي وردت في القرآن الكريم في سورة البقرة (الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان). يتمكن الرجل من الرجوع إلى زوجته بعد الطلاق مرتين، ولكن في حالة الطلاق ثلاث مرات، فذلك يعني أنه لا يمكن الرجوع. على الرغم من مشروعية الطلاق، فإنه ليس حلالا أو مباحا في جميع الحالات. ما هي الحالات التي ذكرها العلماء وعلى أساسها يتضح حكم الطلاق؟ هذا ما سنعرضه لكم في السطور التالية.
الاصل في حكم الطلاق
أكد العلماء والفقهاء أن حكم الطلاق يعتمد على الأسباب التي أدت إليه، وتنقسم حكم الطلاق إلى خمسة أنواع وهي كالتالي:
الوجوب
يجب على الزوج أن يطلق زوجته إذا حدثت أزمة كبيرة بينهما تؤدي إلى الإيلاء، وهذا يعني عدم لمس الزوج لزوجته وتركها. إذا مرت أكثر من 4 أشهر ولم يتحسن الوضع بينهما، يجب على الزوج أن ينفصل عن زوجته. إذا رفض ذلك، فسيقضي القضاء بينهما ويأمر بطلاق الزوجة.
الإنابة
يعتبر حكم الطلاق واجبا في حالة عدم امتثال الزوجة لحدود الله، أو إذا رغبت في فسخ زواجها بسبب عدم أداء حقوقها المتعلقة به.
الإباحة
يصبح الطلاق جائزا في حالة وجود سبب منطقي وقوي يستدعي ذلك، مثل سوء معاملة الزوج أو سوء أخلاقه.
الكراهة
يعتبر الطلاق مأساويا إذا لم تكن هناك أسباب كبيرة تؤدي إليه، أو إذا أراد الزوج أو الزوجة الطلاق بسبب مشاكل بسيطة لا تبرر ذلك.
التحريم
يصبح الطلاق غير جائز شرعا ويطلق عليه “طلاق بدعي” إذا طلق الرجل زوجته بعد التطهر من الجماع أو في فترة الحيض للمتزوجة.
أنواع الطلاق
يعرف الطلاق السني بأنه الطلاق الذي يتم فيه الالتزام بجميع ضوابط الإسلام وهي:
الطلاق السني
- لا يجوز للزوج أن يطلق زوجته وهي في فترة الحيض؛ وذلك حتى لا تكون فترة العدة أطول.
- يجب على الزوج أن لا يطلق زوجته بعد التطهر من الجماع؛ وذلك لأن العدة في تلك الحالة غير واضحة لها نظرا لعدم إعلامها بحملها من الزوج في الأساس.
- يجب أن يكون الطلاق مرة واحدة ويجب أن يكون هناك فترة انتظار بين الزوج والزوجة إذا أرادا العودة.
الطلاق البدعي
وهو عكس الطلاق السني الذي يلتزم به الزوج بضوابط وشروط الإسلام المحددة للطلاق، مثل:
- أن يطلق زوجته في فترة الحيض.
- أن يطلق زوجته وهي فترة النفاس.
- أن يطلق زوجته بعد التطهر من الجماع.
- أن يطلق زوجته ثلاث مرات، سواء كان ذلك في مرة واحدة أو بشكل منفصل.
الطلاق الرجعي
الطلاق الرجعي هو الطلاق المسموح به والمشروع، ويسمح للزوج بإعادة زوجته إليه، سواء كان الطلاق مرة واحدة أو في حالة الطلاق مرتان أثناء فترة العدة.
الطلاق البائن
هو الطلاق الذي ينتهي فيه عقد الزواج، وينقسم إلى عدة أنواع وهي:
طلاق بائن بينونة صغيرة
يسمح بالرجوع للزوجة بعد انتهاء فترة العدة للمطلقة في حالة الطلاق لمرة واحدة أو مرتين، ومع ذلك، يتم توقيع عقد زواج جديد في تلك الحالة بدلا من الطلاق الرجعي الذي لا يتطلب عقد جديد.
طلاق بائن بينونة كبيرة
في هذا النوع من الطلاق، لا يسمح للزوج بالعودة إلى زوجته بعد الطلاق إذا تمت الطلاق ثلاث مرات، ولا يجوز للزوج العودة إلى زوجته مرة أخرى إلا إذا تزوجت الزوجة من رجل آخر وانفصلت عنه أو توفي زوجها الثاني، ويكون الزواج الثاني بعد انتهاء عدة الزوجة، ففي هذه الحالة يمكن للزوج الأول العودة إليها، وهذا الحكم مأخوذ من قوله تعالى في سورة البقرة (فإن طلقها فلا تحل له من بعده حتى تنكح زوجا غيره ۗ فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله ۗ).
الطلاق الصريح
يقصد بالطلاق الصريح أن ينطق الزوج كلمة الطلاق أو الألفاظ المشتقة منها مثل “طالق”، كما يشمل الطلاق الصريح الألفاظ المشابهة في المعنى مثل “السراح” و “الفراق.
الطلاق الكنائي
يشير الطلاق الكنائي إلى الطلاق الذي لا يصدر صراحة من الزوج، ولكن بألفاظ تدل على ذلك، أي إشارة غير مباشرة إلى الطلاق، في تلك الحالة يجب على الزوج توضيح معنى ما قاله إذا كان يعني به الطلاق أو مجرد خلاف مع زوجته.
شروط الطلاق في الإسلام
- يجب أن يكون عقد الزواج شرعيا وصحيحا وموثقا.
- يجب أن يكون الزوج عاقلا أي لا يعاني من اضطرابات عقلية، وفي حالة وقوع الطلاق وكان الزوج في حالة سكر، فقد يحدث خلاف فيما بين العلماء بشأن صحة وقوع الطلاق في هذه الحالة، حيث يشير البعض إلى صحة وقوعه ويشير البعض الآخر إلى عدم صحة وقوعه بسبب غياب العقل.
- من الشروط أن يكون الزوج بالغ، فلا يجوز الطلاق من فتى لم يبلغ سن الرشد بعد.
- يجب أن يكون هناك نية للانفصال، وأن يحدث بالاتفاق بين الزوجين.
- يشترط تعيين الزوجة بواسطة الصفة أو النية أو الإشارة.
- يشترط في عقد الطلاق ذكر لفظ الطلاق بصراحة أو ذكر الألفاظ التي تعبر عن معناه، وإذا لم يتم ذكر لفظ الطلاق بصراحة، فيشترط النية لكي يحدث الطلاق.
ملحوظة هامة: إذا كان الزوج مصابا بمرض مزمن أو غير مزمن ، فلا يجوز الطلاق في هذه الحالة ، وإذا كان مضطرا للقيام بذلك ، فإن الطلاق غير صحيح ، أما إذا تم نطق كلمة الطلاق بدون قصد ، فإن الطلاق يكون صحيحا في تلك الحالة ، وفي حالة سفاهة الزوج ، فإن الطلاق يكون صحيحا وقد اختلف الفقهاء في صحته ، أما في حالة غضبه ، فإن الطلاق لا يكون صحيحا.
أنواع عدة الزوجة
فترة الانتظار هي الفترة التي يجب على الزوجة الالتزام بها واستكمالها، وتعني هذه الفترة أنها يجب أن تمتنع عن الزواج حتى تنتهي، حيث لا يجوز لها الزواج في تلك الفترة، وتنقسم الانتظار إلى ثلاثة أنواع وهي كالتالي:
عدة القروء
يرى بعض الفقهاء من المالكية والشافعية أن المصطلح “القروء” يشير إلى المرأة الطاهرة من الحيض، بينما يرى الحنابلة والحفنة أنه يشير إلى فترة الحيض. يشير الفقهاء إلى أن فترة العدة في هذه الحالة تتكون من ثلاثة أقراء، أي ثلاث فترات حيض كما ورد في القرآن الكريم (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء). ينطبق ذلك في الحالات التالية:
- إذا كان الزواج شرعيا وتمت عقد النكاح، ولكن الزوج لم يدخل زوجته، في هذه الحالة يتم إلغاء فترة العدة.
- إذا عقد الزوج على الزوجة ودخل بها دون الإعلان عن ذلك بين الأهل.
- إذا كان الزواج غير فعال ولم يلتزم بأحد شروطه وانتهى بالطلاق القضائي بين الزوجين.
عدة الأشهر
ومدة هذه العدة ثلاثة أشهر، وتكون للزوجة الصغيرة التي لم تحاض من قبل، أو للزوجة الكبيرة في السن التي وصلت إلى سن اليأس ولم تحاض، وأيضا للنساء اللاتي لم يحضن بعد، وذلك وفقا لقوله تعالى في سورة الطلاق “واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن”، وفي حالة وفاة الزوج، فعلى الزوجة أن تلتزم بفترة العدة التي تصل إلى أربعة أشهر وعشرة أيام وفقا لقوله تعالى في سورة الطلاق “والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا”.
عدة وضع الحمل
هي فترة العدة للحامل وتنتهي بنهاية فترة الحمل، وفقا لقول الله تعالى في سورة الطلاق (وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن)، إذا كان زواجها صحيحا أو فاسدا.