علومكيمياء

ما هو ماء النار

ما هو ماء النار؟ عند سماع هذا المصطلح، يشعر الشخص بالخوف والرعب. فقد أصبحت “ماء النار” وسيلة وأداة للانتقام. وقد سجلت العديد من القصص عن الضحايا الذين تعرضوا لحروق وتشوهات نتيجة لهذا الماء، سواء في الصحف والمجلات أو في الدراما والأفلام. وفي اللغة اللاتينية، يعرف بـ (aqua fortis)، ويعني “الماء الشديد القوي”. وفي علم الكيمياء، يشير إلى حمض الكبريتيك.

وكان العالم (جابر بن حيان) أول من اكتشف هذه المادة، حيث اكتشف قدرتها على تذويب مختلف أنواع المعادن مثل الذهب والفضة، واستخدمها العمال في مجال التعدين لفصل الذهب عن النحاس والفضة، وتقدم هذه المقالة بعض المعلومات عن ماء النار وتأثيرها على المواد المختلفة والمخاطر المحتملة عند استنشاقها.

ما هو ماء النار

  • منذ القرن الثامن الميلادي، اشتهرت هذه المادة الحمضية بين العرب، وهي حمض معدني. أعرفت لأول مرة من قبل العالم جابر بن حيان بزيت الزاج، حيث كان يقوم بتحضيره من خلال تسخين الزاج الأخضر وتقطيره. وانتشرت أخبار هذا الحمض واستخداماته في أوروبا بين القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين.
  • يتميز بشفافيته وعدم امتلاكه لأي لون، وهو قابل للذوبان بسرعة في الماء ويمكن تخفيفه به، وعند عملية التخفيف يتولد حرارة، ولذلك ينصح بإضافة الحمض إلى الماء وليس العكس.

مياه نار خام

  • حمض الكبريتيك الخام والمركز هو واحد من أخطر المواد الضارة والمؤذية للبشرة، حيث يسبب تآكلا وحرقا، ويؤدي إلى صدمة دموية وعصبية للخلايا والأعضاء في جسم الإنسان بسبب نقص الماء في تلك المنطقة، لذا يجب تجنبه بشكل كامل بعيدا عن متناول الأطفال وتوخي الحذر تماما من تناوله أو اقترابه من الفم.
  • وضع ماء النار الخام على المحاصيل الزراعية يؤدي إلى تلفها فورا وبشكل مباشر، وعند تناول أحدها عن طريق الخطأ يجب عليه أن يشرب كميات كبيرة من الحليب ويتوجه على الفور إلى المشفى لتلقي الإسعافات الأولية الضرورية لتفادي الأضرار الجسيمة التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة.

استنشاق ماء النار

  • عند استنشاق ماء النار أو حمض الكبريتيك، يوجد خطر شديد على الجهاز التنفسي، وبعض ربات المنزل يستخدمنهم في تنظيف المنزل والأسطح التي تتراكم عليها الدهون والأوساخ وتصبح صعبة الإزالة.
  • تحدد درجة الخطورة وفقا لتركيز الحمض، وكلما كان التركيز أقوى كان الخطر أكثر جدية، حيث يسبب استنشاقه تورما في المجرى التنفسي وضيقا في الشعب الهوائية ورشحا في الرئتين.
  • باستنشاقها، سواء كانت مخففة أو لا، يحدث احتراق للأغشية المخاطية التي تغطي الجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى اختناق وضيق التنفس المزمن.
  • استنشاق ماء النار بشكل مستمر، وإن كان بكميات قليلة، يؤدي إلى ظهور أعراض تدريجية تبدأ بصعوبة التنفس وتصل إلى حدوث أزمات الربو وإصابة الشعب الهوائية.

استخدامات ماء النار

رغم الأضرار الجسيمة المذكورة سابقا، لا يزال لهذا المركب الكيميائي العديد من الاستخدامات في العديد من المجالات، ولكن المجال الأبرز هو التعدين وسنوضح ذلك في النقاط التالية:

  • فصل المعادن المختلفة عن بعضها مثل تنقية الذهب من النحاس والشوائب.
  • تصنيع بعض أنواع المنظفات الخاصة بالأرضيات والأسطح.
  • صناعة مواد اللحام والحديد.
  • صناعة مواد الدهان والطلاء والصبغات.
  • يستخدم في صناعة الألعاب النارية والصواريخ (المفرقعات).
  • يستخدم في ذوبان الفضة والذهب والنحاس والمواد البلاستيكية.
  • تكرير النفط والمواد البترولية وصناعة الزيوت.
  • تنظيف الحمامات وعلاج انسداد الصرف والمصارف.
  • يشارك بنسبة قليلة في صناعة المواد الكحولية.

ومن الناحية الاقتصادية أصبح يعتبر أمرا هاما جدا لكثير من الدول، حيث يشكل واحدا من المواد الكيميائية الأكثر استخداما في العديد من الصناعات، كما شرحنا في مقالنا. بالإضافة إلى ذلك، أصبح مؤشرا لتقدم الدول من حيث معدلات إنتاجها له، لذا فهو سلاح مزدوج، لذا لا ينبغي أن نغفل عن فوائده الهائلة ولا ينبغي أن نستهين به، بل يجب أن نتخذ احتياطات شديدة عند استخدامه والاحتفاظ به، خاصة إذا كانت هناك أطفال في المنزل.

المراجع

1

2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى