مفهوم العدالة الاجتماعية في الاسلام
نقدم لكم اليوم مقالا حول العدالة الاجتماعية، حيث يتم مناقشة مفهومها في النظم الاقتصادية ودلالاتها في الإسلام، بالإضافة إلى إشارة إلى أهمية مبدأ تكافؤ الفرص في تحقيق العدالة الاجتماعية والوصول إلى مجتمع يشعر فيه كل فرد بالتساوي مع الآخرين، مما يجعله مجتمعا قويا ومتماسكا. تابعوا معنا سطورنا القادمة من موسوعة لنتعرف على كل ما يتعلق بالعدالة الاجتماعية.
مفهوم العدالة الاجتماعية
تقوم العدالة الاجتماعية على أساس عدة محاور مهمة، أولها حصول الفرد على جميع الخدمات والمميزات التي تمنحها الدولة لمواطنيها دون تمييز بسبب الدين أو الجنس أو العرق أو الطبقة الاجتماعية. كما تتضمن العدالة الاجتماعية حق الحصول على الوظائف العامة باعتباره الكفاءة هو الشرط الوحيد، دون واسطة أو محاباة تخل بذلك المبدأ.
وتعتمد أيضا على كفالة الدولة لكل فرد في الحصول على حصته من الناتج القومي للدولة بالمساواة مع الأفراد الآخرين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الحقوق للأفراد مكفولة دون تمييز لتحقيق العدالة الاجتماعية، وهي أيضا تقوم على أساس المساواة في الواجبات حتى يكون جميع الأفراد متساوين في أداء واجباتهم تجاه الدولة.
مفهوم العدالة الاجتماعية في الاسلام
ظهر الإسلام في زمان تبدو فيه بوضوح ظاهرات التمييز والتفرقة بين الناس، وخاصة بين الأغنياء والفقراء، فأسست الشريعة الإسلامية مبادئ العدالة الاجتماعية من خلال عدة طرق، وأهمها:
- تم منع نظام وأد البنات الذي كان متبعا قبل الإسلام، وكان يميز بشكل واضح ضد الفتيات في تلك الفترة.
- يوفر نظام الزكاة والصدقات الاجتماعية ويقلل الفوارق بين الطبقات، خاصة الفقراء والمساكين والأيتام.
- وقد وضعت الإسلام أيضا قواعد خاصة بالنذور والكفارات، والتي تعتمد بشكل أساسي على تحرير العبيد والتخلص من نظام الرق الذي كان سائدا في عصر الجاهلية.
- بالإضافة إلى ذلك، يعمل الإسلام على منع التمييز ضد المرأة. في الجاهلية، كانت المرأة تعتبر متاعا يورث مثل العقارات والأموال. ولكن الإسلام جعلها كيانا مستقلا ومنحها نصيبا معينا من الميراث حسب قرابتها بالميت. وهذا النصيب لا يمكن المساس به بأي حال من الأحوال. ومن يحرم المرأة من حقها في الميراث يتعرض لغضب الله.
- الإسلام يشجع أيضا على العمل والتجارة، ويفرض زكاة عروض التجارة التي يجب على التجار دفعها سنويا، وتعتبر هذه الزكاة، بتعبيرات العصر الحالي، واحدة من مظاهر التكافل الاجتماعي التي تساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية.
العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص
تكافؤ الفرص في النظم التي تهدف إلى تحقيق العدالة الاقتصادية هو أحد أهم الأسس لتلك النظم، ويتحقق التكافؤ في الفرص على مستويات وأصعدة عديدة، حيث يجب أن يتحقق التكافؤ في الفرص اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا.
يجب أن يكون جميع أعضاء الدولة متساوين في حصولهم على الحق في التعليم دون تمييز بينهم.
من الناحية الاجتماعية، يشمل عدم التمييز بين المواطنين بسبب العرق أو الدين أو الجنس أو اللون، وألا يؤدي ذلك إلى إقصائهم أو استغلالهم أو التقليل من حقوقهم.
يشمل مبدأ تكافؤ الفرص الاجتماعية حق جميع الأشخاص المؤهلين في تولي الوظائف العامة دون تحيز أو واسطة، بالإضافة إلى حقهم في الترشح والتصويت في الانتخابات العامة بمختلف مستوياتها في الدولة. لا يجوز حرمان أي شخص من هذه الحقوق إلا بناء على أسباب محددة من قبل القانون، وتكون هذه الأسباب مرتبطة بارتكاب الشخص لجرائم تنتهك الشرف والأمانة، أو تعطيل النظام العام وبالتالي تشكيل تهديد للمجتمع.
معوقات العدالة الاجتماعية
هناك العديد من المشاكل التي تواجه تحقيق العدالة الاجتماعية، وأهم هذه المظاهر هي:
- ينتشر الفقر بشكل كبير، مما يجعل الدول التي ينتشر فيها الفقر بكثافة غير قادرة على توجيه مواردها نحو التنمية، بل تنصب جهودها على تلبية احتياجات الفقراء.
- زيادة معدلات الجرائم المالية وجرائم الفساد تؤدي إلى هدر موارد الدولة وعدم قدرتها على توجيهها في المسار الاجتماعي الصحيح.
- انتشار الفساد والواسطة في مؤسسات الدولة، وهو ما يجعل أشخاصا غير مؤهلين يتولون الوظائف العامة في الدولة، بينما الأشخاص الذين يمتلكون تلك المؤهلات لا يستطيعون الوصول إليها مما يؤدي إلى استغلال سيئ للموارد.
المراجع