الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

قصة مريم عليها السلام

عزيزي القارئ، اليوم سنقدم لك قصة مريم عليها السلام من خلال موسوعة. إنها قصة معجزة تكشف عن قدرة الله وحكمته في خلق البشر. لقد أكرم الله مريم وسمى سورة في القرآن الكريم باسمها. هذه القصة تروي حادثة ولادة سيدنا عيسى عليه السلام بدون أن يلمسها أحد، وليس هذا فقط، بل كلم الله الناس وهو طفل رضيع. قد اختاره الله مثلما اختار الأنبياء والرسل الآخرين.

جدول المحتويات

قصة مريم عليها السلام

تبدأ قصة السيدة مريم رضي الله عنها، بتركها للناس وأهلها، في إحدى الأماكن البعيدة في الجانب الشرقي، وظلت تعبد الله وتتجنب الدنيا. وذلك مذكور في قول الله تعالى من سورة مريم: “واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا (16) فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا (17).

في هذا الوقت، أرسل الله عز وجل سيدنا جبريل عليه السلام إلى السيدة، بشكل رجل ودخل عليها، وأصابتها الخوف والدهشة، وقبل أن يتحدث قالت له: “أعوذ بالله منك”، وطلبت منه أن لا يقترب منها ويتقي الله.

وهنا أطمأنها سيدنا جبريل وأخبرها أن الله عز وجل قد أرسله لها وأنه لن يؤذيها، بل جاء ليرزقها بطفل بأمر من الله، وقد قال الله تعالى في سورة مريم: “قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا، قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا”.

تعجبت السيدة مريم الطاهرة والعفيفة من قبول الله نذر والدتها، ثم استغربت قائلة، كيف سأنجب ولدا وأنا لم أتزوج من قبل ولم أرتكب الزنا أو الفواحش، فبشرها سيدنا جبريل بأن مولدها سيكون بدون أب، ليكون آية بينة للناس على قدرة الخالق وعظمته.

وقد قال الله تعالى: “قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا. قال كذلك قال ربك هو علي هين، ولنجعله آية للناس ورحمة منا، وكان أمرا مقضيا.

كيف حملت السيدة مريم بعيسى عليه السلام

نفخ سيدنا جبريل في فمها، وفي بعض الروايات قيل إنه نفخ في جيب درعها، ووصلت هذه النفخة إلى بطن السيدة مريم فحملت بسيدنا عيسى عليه السلام.

أثناء فترة الحمل، عندما بدأت الأعراض تظهر عليها، تركت محرابها في بيت المقدس وانعزلت عن قومها والناس جميعا، وبقيت في مكان نائي في أقصى القرية، وظلت هكذا حتى حان وقت ولادتها، فجلست بجوار جذع نخلة، وتمتزج في داخلها المشاعر بين الإيمان بالله وحبه، وبين الخوف من اتهامات الناس لها بشأن شرفها وطهارتها ودينها.

أتمنى لو كانت توفيت قبل ولادتها، لكانت منسية، ولكن حدثت معجزة ستبقى خالدة حتى القيامة، حيث جعل الله سيدنا عيسى يتحدث مع أمه وطلب منها أن لا تحزن، فقد أكرمه الله وسيجعله من عظماء الدنيا، ثم قال لها اهزمي جذع النخلة حتى يتساقط عليك الرطب لتأكلي منه، وطلب منها أن لا تتحدث مع أحد من قومها.

وحول هذه النقطة قال الله تعالى في سورة مريم:ثم حدثها المخاض وهي قرب الولادة إلى جذع النخلة، فقالت: يا ليتني متت قبل هذا وأنا نسيا منسيا، فناداها من تحتها ألا تحزني، إن ربك جعل تحتك سرا يؤنسك، وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك تمرا نضيجا.

ولادة سيدة عيسى عليه السلام

بعد أن ولدت السيدة مريم، ذهبت إلى قومها واستنكروا الأمر وسمعت أحاديثهم، فأشارت إلى طفلها ليتحدثوا إليه. فقالوا كيف يمكننا التحدث مع طفل رضيع؟ فطلبت من سيدنا زكريا أن يتحدث بحجة إن كان الأمر كذلك، وقيل أن سيدنا عيسى عندما سمع هذا الكلام اتكأ على شماله وترك الرضاعة، وتقدم نحوهم وأشار بيده اليمنى وقال إنه عبد الله وأتاه الكتاب من الله وأنه سيكون نبيا. فعندما تكلم معهم، ظهرت براءة مريم، ثم صمت بعد ذلك ولم يتحدث حتى بلغ الموعد الذي يتحدث فيه الأطفال.

وفي هذه النقطة قال الله تعالى:فأتت قومها تحمله، فقالوا: يا مريم! لقد جئت بشيء عجيب، يا أخت هارون! إن والدك لم يكن رجلا سوءا ووالدتك لم تكن امرأة فاسقة، فأشارت إليه، فقالوا: كيف نتكلم مع من هو في المهد صغير؟ قال: إني عبد الله، آتاني الكتاب وجعلني نبيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى