التاريخالناس و المجتمع

تفاصيل و نتائج كارثة فوكوشيما

تعد كارثة فوكوشيما واحدة من بين الكوارث النووية التي حدثت في محطة الطاقة النووية في فوكوشيما، وتعود حدوثها إلى كارثة تسونامي، وزلزال توهوكو الذي حدث يوم ١١ مارس عام ٢٠٠١، وقد اشتهر هذا الزلزال باسم زلزال اليابان الكبير، وتعد كارثة فوكوشيما ثاني أسوأ كارثة نووية تحدث في العالم، فبعد حدوث الزلزال مباشرة نشطت المفاعلات النووية بشكل تلقائي حيث أنه قد أغلقت التفاعلات الانشطارية المستدامة التي تختص بهم، وكان قد دمر الزلزال مولدات التبريد والطوارئ الخاصة بالمفاعل، فأدى ذلك لارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير، وبدأت بعد ذلك تخرج المواد المشعة، وحدثت العديد من الانفجارات الكيميائية، وفي الفقرات التالية في الموسوعة سوف نوضح لكم أسباب الكارثة.

تفاصيل كارثة فوكوشيما

حدثت مشاكل في نظام التبريد وهذا سبب ارتفاع ضغط المفاعل النووي بشدة، وتسبب في زيادة النشاط الإشعاعي وتسرب المواد الإشعاعية خارج المفاعل. توقفت وحدات المفاعل (1،2،3) تلقائيا بعد الزلزال، في حين كانت الوحدات (4،5،6) مغلقة بسبب الصيانة. توقفت أيضا توليد الطاقة الكهربائية المسئولة عن التبريد بسبب توقف الوحدات تلقائيا. عادة يتم استخدام طاقة خارجية للتبريد في هذه الحالات ويعمل مولدات الطاقة للطوارئ على توفير التبريد اللازم.

تم تشغيل مولدات الطاقة الاحتياطية لفترة قصيرة جدا في الحقيقة ، ثم توقفت عن العمل بسبب تعرض الجدار البحري لأمواج المحيط التي تسببت في تلف المولدات وتعطلها ، على الرغم من وجود جدار بحري مصمم خصيصا لصد أمواج التسونامي وحماية المفاعل ، وكان هذا الجدار مصمما لصد الأمواج التي ترتفع إلى 5.7 متر ، في حين كانت ارتفاع الأمواج 15 مترا ، وفي هذا الوقت ، قامت الشركة بإبلاغ الحكومة بحالة الطوارئ وتزويد المفاعل بالبطاريات التي تعمل لمدة 8 ساعات ، وفي يوم 11 مارس بعد منتصف الليل ، تم الإعلان عن قرار إطلاق المواد المشعة في الجو من المفاعل ، وتم إخلاء جميع المناطق القريبة من المفاعل تقريبا على بعد 3 كيلومترات ، وبعد ذلك تم توسيع نطاق الإخلاء ليشمل 10 كيلومترات.

زاد ضغط المفاعل النووي بشكل كبير في الوحدات الثلاثة بسبب زيادة درجة الحرارة، وتوقفت عملية التبريد بواسطة العزل، وكانوا يحاولون تخفيف الضغط عن طريق حقن المياه، وزادت نسبة الإشعاع عن النسبة الطبيعية، وقلت نسب التبريد بشكل كبير مما أدى إلى انصهار قضبان الوقود جزئيا، ووصلت إلى أعلى نسبة تسرب للإشعاع حيث وصلت إلى 10.850 ميلي سيفرت/ساعة.

ثم حدث انفجار في المفاعل النووي، مما أسفر عن إصابة 4 أشخاص. انهار الغلاف الذي كان يغلف المفاعل والذي كان مصنوعا من الأسمنت، وذلك بسبب وقوع انفجار في الهيدروجين نتيجة لانخفاض شديد في مستوى التبريد. نتيجة لهذا الانفجار، تسربت كمية كبيرة جدا من الإشعاعات التي تعادل الكمية المسموح بها لتعرض الإنسان لها خلال سنة كاملة. تم إخلاء المنطقة لمسافة تبلغ حوالي 20 كيلومترا، وتم منع الطائرات من الاقتراب لأقل من 20 كيلومتر أيضا.

حاولت الحكومة اليابانية حل مشكلة التبريد في المفاعل النووي، حيث قاموا بحقن ماء البحر في المفاعل لتبريده. تم ضخ المياه بعد إضافة حمض البوريك كماص بروتوني لمنع الحوادث، واستغرقت هذه العملية من 5 إلى 10 ساعات. تم تحقيق التبريد المستمر في المفاعل لمدة 10 أيام. تم حقن المياه بواسطة سيارات الإطفاء وتم تركيب لوحة توزيع الكهرباء بالقرب من الوحدة الأولى.

بعد ذلك، حدثت مشكلة كبيرة في تبريد الوحدة الثانية من المفاعل، وتعرضت القضبان التي تحمل المفاعل للهواء، مما أدى إلى توقع الحكومة انصهار القضبان وانهيار المفاعل بالكامل، وقد حدث فعلا انفجار في الوحدة الثانية وتجاوز مستوى الإشعاع الحد القانوني، مما تسبب في خطر على الموظفين، وتم إجلاء معظم الموظفين غير الأساسيين، حتى بقي فقط 50 عامل أساسي.

لمعرفة المزيد عن أسباب الكارثة وتأثيرها على العمال والسكان، يمكنك الاطلاع على الموضوع التالي

المصدر:1.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى