التعليموظائف و تعليم

حوار بين شخصين عن التعاون

تقدم موسوعة اليوم مقالا حول حوار يدور بين شخصين حول التعاون ، وذلك لتعزيز قيمة التعاون ، حيث يعتبر التعاون أمرا هاما للغاية في الجانب الإنساني ، فإن التعاون ينشر روح المحبة والتراحم ، ويزيد من كفاءة الأفراد ويعزز معرفتهم من خلال التبادل الفكري ، ويحقق المعنى النبيل للإنسانية ويجلب السعادة للأشخاص ، فالأشخاص الذين يتعاونون يصلون إلى النجاح بشكل أسرع من الأشخاص الذين يعملون بمفردهم ، حتى لو كانوا أكثر ذكاء ومهارة ، ولهذا السبب سنقدم حوارا بين شخصين يتعلق بالتعاون.

حوار بين شخصين عن التعاون

طلب المعلم من الطلاب في الصف أن ينقسموا إلى 5 مجموعات، كل مجموعة تتألف من 5 أفراد، حيث يتجاوب كل مجموعة مع 5 أسئلة. وسيصاحب المعلم المجموعة الفائزة في رحلة إلى الحديقة في يوم العطلة القادمة. انقسم الأطفال إلى المجموعات كما طلب منهم المعلم، ولكن رفض مجد الانضمام إلى أي منها. قال: “سأجيب على الأسئلة بمفردي، أنا أذكى منكم”. جاوب جميع الطلاب على الأسئلة بتعاون، عدا مجد الذي توقف أمام السؤال الثاني ولم يتمكن من حله. ظل يبكي حتى أخذه المعلم إلى مكتبه وحدث الحوار التالي:

المعلم: توقف عن البكاء يا مجد، وقل لي سبب بكائك.

مجد: سيذهب جميع زملائي للرحلة إلا أنا.

المعلم: لماذا لم تشترك مع فريقك وتتعاون معهم في حل الأسئلة.

مجد: لأنني أكثر ذكاء منهم، فأنا الأول دائما في الصف.

المعلم: ولكن هذا يعتبر غرور.

مجد: لا ليس كذلك، ولكني أردت أن أبرز مهارتي وحدي.

المعلم: وما النتيجة؟!

مجد: أنا الوحيد الذي لم يذهب إلى الرحلة.

المعلم: أمامك فرصة واحده لأصطحبك في الرحلة معي.

مجد: ما هي.

المعلم: انتظرني بعض الوقت.

ذهب المعلم وحمل في يده مجموعة كبيرة من الأشياء.

المعلم: أحمل يا مجد شوال الرمل هذا للفصل.

مجد: كيف أحمله وأنا صغير.

المعلم: إن حملته ستأتي معي للرحلة.

مجد: لا أستطيع حملة.

المعلم: خذ قطعة الحديد هذه وضعها في حديقة المدرسة.

مجد: لا أستطيع ثقيلة جداً.

المعلم: لقد حيرتني، أعتقد أنك لن تأتي معنا، ستكون رحلة ممتعة ولكن ستفتقر إليك.

مجد: يبكي.

المعلم: توقف عن البكاء، واحمل هذه المجموعة من الخشب وضعها في مكتب الأستاذ نصر.

مجد: يزيد في البكاء.

المعلم: ماذا تحتاج مني، أعجزتني عن مساعدتك.

مجد: سأحاول القيام بهذه المهام الشاقة، فأنا أرغب في الذهاب في الرحلة.

المعلم: سأتركك الآن يا بني وأذهب لأصلي.

مجد متحدثاً لنفسه: لماذا نمت ولم أتعاون مع زملائي؟ أي حيرة هذه التي وقعت فيها.

عندما خرج زملاء مجد من الفصل، وجدوه يبكي، فسألوه عن السبب وأخبروه، فابتسموا وبدأوا يتعاونون معه لإكمال المهام التي كلفهم بها المعلم، حتى أنجزوها جميعا.

جاء المعلم مجدداً.

المعلم: كيف فعلت ما طلبته منك يا مجد

مجد: بمساعدة زملائي يا أستاذ.

المعلم: لماذا ساعدتك أقرانك، على الرغم من رفضك لمساعدتهم؟.

مجد: لأنهم يحبوني، ويريدوني معهم في الرحلة.

المعلم: إذاً يا ولدي فالتعاون دليل على الحب.

مجد: نعم.

المعلم: عليك أن تتعاون دوما مع أصدقائك ولا تفضل ذاتك ولا تذكي نفسك، حيث قال الله تعالى يا بني في كتابه العزيز سورة المائدة أية 2 “يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا إلى مواقيت الطاعات لله ولا تخرجوا في الشهر الحرام ولا تذبحوا الهدي ولا ترتديوا القلائد ولا تزوروا البيت الحرام تطلبون من فضل ربكم ورضوانه، وإذا أحللتم فاصطادوا، ولا تجرموا بكراهية قوم صدوكم عن المسجد الحرام فتعتدوا، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقوا الله إن الله شديد العقاب” صدق الله العظيم.

استطرد المعلم: وهذا لتعزيز قيمة التعاون بين المؤمنين، كما ورد في حكمة لقمان، ولقمان يا ولدي كان رجلا صالحا، حيث جمع أبناءه وطلب من كل واحد منهم كسر عود خشبي، وقد نجحوا في كسرها بسهولة. ثم أعطاهم عصا مصنوعة من أخشاب ولم يستطع أحد منهم كسرها بمفرده. وهنا طلب الحكيم منهم أن يتعاونوا في كسرها، فنجحوا في تحقيق المهمة. وكان يقصد أن يعلمهم درسا في التعاون لينموا رحمهم ويتعاونوا دائما لتحقيق أهدافهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى