شرح مراتب الدين

نقدم لكم اليوم مقالا حول مستويات الدين، حيث يستند الدين الإسلامي في جوهره على التقوى والأعمال الصالحة، ومن خلالهما يرتقي المسلم إلى مستويات أعلى من التدين، وكلما ارتفع في المرتبة، زادت درجاته في الدنيا والآخرة، وحصل على أجر جزيل، ومن خلال هذا المقال سنقدم لكم الثلاثة مستويات للدين الإسلامي، فتابعونا.

شرح مراتب الدين

ذكرنا في المقدمة أن الإسلام يستند إلى مبدأين هما عبادة الله والعمل الصالح، وفيما يتعلق بعبادة الله، فإنها تتضمن أداء الفرائض التي فرضها الله على جميع المسلمين، وجميع المسلمين متساوون في هذا الجانب، فمن يؤديها يجزى ومن يتركها يعاقب.

ثم يأتي الجانب الثاني من الدين وهو الأعمال الصالحة، وهي جميع الأعمال التي يقرب بها الإنسان إلى الله تعالى. وكلما زادت أعماله الصالحة ونواياه الصادقة تجاه الله تعالى، كلما ارتفعت منزلته واقترب من الله أكثر من أولئك الذين يقومون بأداء الفرائض بشكل روتيني وكأنهم يتخلصون من عبء على أكتافهم. وبالتالي، تنقسم مراتب الإيمان إلى ثلاثة: الإسلام والإيمان والإحسان.

الإسلام

الإسلام هو أول مرتبة من مراتب الدين، وهو البوابة الأساسية للدخول إلى الدين عن طريق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وهاتان الشهادتان هما الركن الأول من أركان الإسلام، وبعدهما يأتي الحفاظ على بقية أركان الإسلام الخمسة، وهي: أداء الصلوات المفروضة خمس مرات في اليوم والليلة، وبعدها يأتي الركن الثالث، إيتاء الزكاة للأشخاص الذين رزقهم الله تعالى بالمال الذي يبلغ نصاب الزكاة، ثم الركن الرابع وهو صيام شهر رمضان المبارك، ثم الركن الأخير للإسلام وهو الحج، وأداء الحج لمن يستطيع أن يقوم به سواء ماديا بأن يمتلك الأموال الكافية لأداء هذه الفريضة بالإضافة إلى حاجته وحاجة من يعوله، أو بدنيا بأن يتحمل صحته مشقة أداء مناسك الحج المشرفة. ومن خلال أداء هذه الأركان، يكون الإنسان قد وضع قدمه على الخطوة الأولى من خطوات الدين.

الإيمان

الإيمان هو أعلى درجات الإسلام، وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر الذي يحمل الخير والشر. عندما يكون المسلم مؤمنا بقوة بالله تعالى ويتمسك بدينه ويؤمن بجميع الملائكة، ويقبل القدر بإيمان ثابت دون أن يضطرب، يرتفع مستوى إيمانه في الدين.

الإحسان

يعتبر الإحسان هو المرتبة الثالثة في دين الإسلام، وأعلى مراتبه، وهو يتطلب جهدا كبيرا واجتهادا سواء في أداء الطاعات وابتعاد عن المنكرات، أو في استقرار النفس وتدريبها على أن لا ترتبط بغير الله تعالى. والإحسان ليست مرتبة يصل إليها جميع المؤمنين، بل يصل إليها فقط الذين يبذلون الجهد والمشقة في سبيل الله تعالى. الإحسان يعني أن تعبد الله كأنك تراه، وإذا لم تره فإنه يراك. وهذا يعني أن المحسن يراقب الله تعالى في جميع تصرفاته، وقبل أن يقوم بأي فعل، يدرك وجود الله تعالى بجانبه، ويتساءل عما إذا كان هذا الفعل سيرضي الله تعالى أم سيغضبه. إذا شعر بأنه سيرضيه، فإنه يقوم به، وإلا فلا.

آية جمعت مراتب الدين

لم يذكر القرآن الكريم ترتيب المراتب الدينية، ولكن النبي قام بتفصيلها في الحديث الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث قال: وأثناء جلوسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام، ظهر رجل لنا يرتدي ثيابا بيضاء ويحمل شعرا أسودا، لا يوجد عليه أي أثر للسفر، ولا يعرفه أحد منا، حتى جلس بجانب النبي صلى الله عليه وسلم ووضع ركبتيه على ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه

وقال : طلب من محمد أن يشرح الإسلام، فقال له: “الإسلام هو أن تشهد بأنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقوم بالصلاة وتؤدي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إذا استطعت”. قال: “صدقت”. لقد استغربنا أنه يسأله ويصدقه

قال: سئل عن الإيمان، وأجاب: “أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر بخيره وشره”، فقال: “صدقت”،

قال:فأخبرني عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك،

قال:قال: “فأخبرني عن الساعة”، قال: “المسؤول لا يعلم أكثر من السائل”، قال: “فأخبرني عن علاماتها”، قال: “أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الأحذية العارية العالة رعاة الشاء، يتطاولون في البنيان”

ثم انطلق فلبث مليا، ثم قال:(يا عمر، هل تعرف من السائل؟) قلت: “الله ورسوله أعلم”، قال: (إنه جبريل جاء ليعلمكم دينكم)