doc بحث عن المتنبي

في هذا المقال سنقدم لكم وثيقة بحث عن المتنبي الذي يعتبر واحدا من رواد الشعر العربي وأشهر الشعراء في العصر العباسي. وقد وصل عدد قصائده الإجمالي إلى حوالي 326 قصيدة، ومن خلالها استطاع المؤرخون والأدباء استخلاص العديد من المعلومات حول سيرته الذاتية. إنه تراث أدبي غني بالحكم والأمثال، ويعتبر شاهدا فذا على براعته الأدبية وموهبته الشعرية الفريدة التي جعلته يحظى بمكانة عالية بين ملوك وحكام الدولة العباسية. في هذا الموسوعة، سنقدم لكم تعريفا مختصرا عن الشاعر ونستعرض أبرز المحطات في حياته.

جدول المحتويات

من هو المتنبي

أحمد بن الحسين بن مرة بن عبد الجبار الجعفي الكندي الكوفي ولد في عام 303 هجريا / 915 ميلاديا في منطقة كندة بمدينة الكوفة في العراق، وذلك في فترة انهيار الدولة العباسية. منذ صغره، كان مولعا بالأدب الذي تربى عليه، حيث كتب أول قصيدة له عندما كان في العاشرة من عمره بعد قراءته للعديد من قصائد الشعراء المعاصرين والقدماء وتأثره بهم وبأساليبهم. كما كان مهتما بحضور مجالس العلماء.

سبب تسمية المتنبي بهذا الاسم يعود إلى أنه كان يدعى بالنبوة في الشام، حيث كان يسعى للشهرة ومعرفته من قبل الناس في جميع الأماكن. كان معروفا بفخره واعتزازه بنفسه حتى وصل لحد التكبر، وادعائه للنبوة أدى إلى اعتقاله من قبل سلطان مدينة حمص. كما كان مشهورا بالذكاء والشجاعة.

المتنبي من أصل قبيلة كندية وعاش حياة مرفهة في عهد سيف الدولة الحمداني، الذي كان يمدحه في قصائد كثيرة بسبب العديد من الأسباب، بما في ذلك انتصاره في إحدى المعارك في شمال سوريا، مما جعل علاقته به تتوطد حتى أصبحوا أصدقاء لمدة تقارب 9 سنوات، ولكن لأسباب غير معروفة تدهورت العلاقة بينهما.

من أبلغ الأبيات الشعرية التي عبر فيها المتنبي عن حبه لسيف الدولة:

واحرق قلبه ممن قلبه شبك ومن بجسمه وحاله عنده مرض

لماذا أخفي حبا قد شفى جسدي وتدعي حب سيف الدولة الأمم

أغراض المتبني في الشعر

اعتمد المتبني في قصائده على خمس أغراض وهم:

المدح: كان يخصص مدح سيف الدولة الحمداني، وكان ذلك واضحا في بعض الأبيات الشعرية مثل: “على قدر أهل العزم تأتي العزائم، وتأتي على قدر الكرام المكارم”. كما كان يمدح نفسه، وظهر ذلك بوضوح في هذا البيت: “أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي، وأسمعت كلماتي من الصمم
الحكمة: واحدة من مميزات المتنبي هي أنه اعتمد على الحكمة في كتابة أبياته الشعرية في جميع الأحوال المختلفة، والتي نتجت عن نظرته الفلسفية في الحياة، ومن بين هذه الأبيات المميزة: إذا قررت التحلي بشرف يستحقه فلا تكتفي بما هو دون النجوم.
الوصف: وهي من بين الأمور التي استخدمها المتنبي نظرا للظروف التي عاشها من المعارك والحروب التي شهدها العصر العباسي، فقد حرص على وصف مشاهد هذه الحروب، إلى جانب وصف الناس وثقافتهم، وظهر ذلك في هذا البيت: ملاعب جنة، لو سار فيها سليمان لسار بترجمان العتاب.
الهجاء: كان المتنبي متمتعا بالجرأة التي سمحت له بالتعبير الساخر والنقد السلبي في بعض الأحيان، مثل هجومه على السلطان الفاطمي الكافور.
العتاب: واستخدم هذا الغرض لعتاب صديقه، سيف الدولة الحمداني، بسبب محاولات الأعداء البعض لإسقاطهم.

وفاة المتنبي

شعر المتبني الذي هاجم فيه ضبة بن يزيد الأسدي كان السبب الرئيسي وراء قتله، فقد احتوت القصيدة على العديد من الكلمات المسيئة التي أساءت لشرفه، وتم قتله على يد خال ضبة الذي يدعى فاتك، وكان قد خطط لاغتياله عند عودته إلى مدينة الكوفة. فور رؤيته له، بدأ الاشتباك بينهما فورا، ورغم محاولته الهروب، تمكن فاتك من اللحاق به وقتله، حيث قال له قبل أن يموت: “أتهرب وأنت الذي قال “الخيل والليل والبيداء يعرفني، والسيف والرمح والقرطاس والقلم””. رد المتنبي عليه قائلا: “قتلتني، فليقتلك الله”. وقع ذلك في عام 354 هجريا / 965 ميلاديا.