التعليموظائف و تعليم
بحث عن الفتن كامل
نقدم لكم في هذا المقال بحثا عن الفتنة، كلمة الفتنة التي ترددت في آذاننا منذ الطفولة والتي لها تأثير مهيب على أنفسنا، تأخذنا فورا للتفكير في الخالق وتذكرنا بالجنة والنار بشكل غير مقصود. وعادة ما يتم تحذيرنا من الفتنة والخطر الذي تشكله، بسبب تأثيرها الذي لا يحمد عقباه على القلوب والنفوس. فيما يلي على موقع الموسوعة، سنتناول الفتنة بشكل تفصيلي حتى نتعرف سويا على الفتنة ورهابها وكيفية تجنبها وحماية أنفسنا منها.
بحث عن الفتن
- الفتن هي التحديات والاختبارات التي أمر الله تعالى بها على عباده من البداية وحتى قيام الساعة، كما ورد في قوله تعالى: “الم* أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون* ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين”.
- أنزل الله الفتن بين عباده ليميز بين الصادق والكاذب والمؤمن والمنافق، فقد خلق الله الفتن وأتاح للإنسان حرية التصرف والاختيار بما يروق له نفسه، وسيكون جزاء الإنسان بما يكسبه بأيديه.
- لا يتوقف وقوع الفتنة في وقت محدد، بل تحدث طوال الوقت في كل مكان من حولنا، والمؤمن هو من يتمكن بصيرته من التعرف عليها وتجنبها، والغافل هو من ينجذب لها حتى يتورط فيها تدريجيا وتؤدي إلى هلاكه إن لم يفق من غفلته.
- فيما يلي نتعرض لأنواع الفتن وكيفية تجنبها، لذا ننصحك بالاستمرار في القراءة.
أنواع الفتن
يقسم العلماء الفتن إلى نوعين رئيسيين يشملان جميع أشكالها وأنواعها
فتن الشبهات
وتتعلق فتن الشبهات بفتنة الشخص في عقيدته ودينه وتشمل ما يلي:
الشرك بالله
ومظاهره عديدة منها :
- أولها التشكيك في وجود الخالق عز وجل وتمثلها ظاهرة الإلحاد التي انتشرت بشكل واسع على مستوى العالم اليوم، والتي يروج معتنقوها بأنه لا وجود لخالق للكون، وإنما نتج بفعل العديد من التفاعلات الكيميائية والفيزيائية التي أدت إلى وجوده.
- وبناء على ذلك، فهم لا يؤمنون بفكرة الثواب والعقاب التي تتجلى في وجود الجنة والنار، فلا يؤمنون بالبعث بعد الموت، بل يعتقدون أن المرء بمجرد وفاته يتحول إلى رماد وبذلك ينتهي تأثيره في الحياة.
- وهذه هي أعلى مستويات الفتن في الدين التي يمكن أن يتعرض لها أي شخص إذا سمح للشك بالتسلل إلى قلبه ونعوذ بالله.
- أيضا، نؤمن بوجود خالق للكون، ولكن العبادة غيره بزعم أنه يمثلهم وأن الله هو الأعلى، ولذلك ينتشر اليوم العديد من الديانات المخالفة لأوامر الله، حيث يدعي أتباعها أنهم يؤمنون بإله مثل الماجوسيين الذين يعبدون النار، وغيرهم من الذين يعبدون البقر أو الكواكب وما شابه ذلك، وهذا لا ينفعهم ولا يضرهم.
الشك في الدين
ومن مظاهره :
- حتى يلتبس على المسلم بين الحق والباطل والحرام والحلال، وهذه فتنة خطيرة يقع فيها من يتبع شهوات نفسه بدلا من طاعة الخالق، فهو يبحث عن كل ما يرضيه ويتمسك بالآراء الضعيفة التي تبيح ما هو محظور كي يحصل عليه دون أن يفحص الأمر جيدا ويتأكد من رضا الخالق عنه.
- الشك في الدين يتجلى أيضا في إدخال شك في قلب الإنسان حول الإسلام وما إذا كان هو الدين الصحيح الذي يرضي الخالق للمؤمنين به، وما إذا كان ما وردنا عنه صحيحا أم لا؟.
- وهكذا يحذر الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الاقتراب من البدع والشبهات، وقد قال: “من يعيش منكم سيشهد الكثير من الاختلافات، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي، اتبعوها وعلقوا عليها بشدة، واحذروا الابتداعات والتغييرات، فإن كل ابتداع هو بدعة، وكل بدعة هي ضلالة”. والبدع تجلب للإنسان الشرك ونعوذ بالله
فتن الشهوات
تشمل فتن الشهوات الفتن المتعلقة بالمغريات الموجودة حول البشر في كل مكان، بما في ذلك:
المال
- من أعظم الفتن في الدنيا التي يتصارع الجميع للحصول عليها، وتعتبر فتنة لأنها تجعل صاحبها يسيطر على الدنيا وما فيها، فلا يواجه صعوبة في الحصول على ما يريد.
- يزرع في قلب من يستخدمه في معصية الله حب الدنيا والتنافس على متعها، ويجعله جبارا وقاسيا يعتقد أنه ملك الدنيا بثروته، فيبعده عن طريق العبادة وينسيه الله حتى يعتقد أنه سيعيش في الدنيا إلى الأبد.
السلطة
- إنها واحدة من الفتن في الحياة الدنيا التي تجعل أصحابها يشعرون بالقوة، حيث لا يمكن لأي شخص أن يقف في وجههم أو يعاديهم خوفا من سلطتهم.
- ننسى في ذلك أن الله هو القوي ونحن الضعفاء إليه، وأنه لا يوجد سلطان فوق سلطانه العزيز، فيستبدون في الدنيا ويظلمون ويعتقدون أنه لا يوجد من يهزمهم ولا يستطيع أحد محاسبتهم.
النساء
- النساء فتنة، وبالمثل يتنافس الرجال عليهن لإرضاء شهواتهم ونزواتهم، وعندما يخرج الإنسان عن الإطار المشروع الذي حدده الخالق للعلاقة بين المرأة والرجل وهو الزواج، هنا تصبح الفتنة هي التي تدفع الإنسان للتخلي عن دينه وتجاوز حدود الله سبحانه وتعالى، دون أن يكترث إلا بشهوته الشخصية.
الجمال
- الجمال هو أيضا من فتن الدنيا، وتعد النساء هم الأكثر الذين يسعون وراءه، فكل امرأة تحب أن تكون جميلة في عينيها وعيون الآخرين، وقد جعل الله لذلك قواعد بأن تتزين لنفسها ولا تظهر إلا أمام محارمها وأن تتزين بما هو جائز من مظاهر الزينة.
- ما نشهده اليوم من تغيير في خلق الله بسبب رغبة تحسين المظهر ومتابعة الاتجاهات العالمية في الملابس، حتى لو كانت تتعارض مع الدين، فهي فتنة.
البنون
- وهناك بعض الناس يجرب إثما في أبنائهم، فقد يخالفون أمر الله تعالى من أجل رضاهم وسعادتهم، مثل أخذ المال الكثير من أي مصدر دون أن يبحثوا عن الحلال والحرام.
- أو أن ينشغل الإنسان بأولاده عن عبادة الله فيستخدم طاقته وجهده لهم فقط دون أن يقدم حق الله عليه.
كيف يتجنب المسلم الوقوع في الفتن
يجب ألا نعتقد أي منا أنه معصوم عن الفتن، لذا يجب على الجميع أن يتحروا تحصين أنفسهم من الوقوع فيها كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يجب أن نتسابق في الأعمال الصالحة فتنا كقطع الليل المظلم، حيث يمكن للإنسان أن يكون مؤمنا في الصباح ويصبح كافرا في المساء، أو يكون مؤمنا في المساء ويصبح كافرا في الصباح، وقد يبيع دينه مقابل قليل من الدنيا، ومن الطرق التي يمكن للمسلم أن يتجنب الوقوع في الفتنة:
- الابتعاد عن البيئات الفاسدة أخلاقيا ودينيا، فإن النفس تشكل ما تراه بكثرة، فإن كان ما تحيط به نفسك طوال الوقت هو ظواهر المعصية فستشكلها نفسك وتعتاد عليها.
- من الأشياء التي تحمي المسلم من الفتنة هي قوة الإيمان التي لا تتحقق إلا بأداء الواجبات ورفض المنكرات، ومن أعظم الواجبات التي تحمي الإنسان وتعصمه هي الصلاة، كما قال الله تعالى: “وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر”.
- الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى هما وسيلتان لتجنب الفتن. من أدعية النبي للوقاية من الفتن: “اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معيشتي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر”. يجوز الدعاء بأي صيغة أخرى يستعان بها بالله للحماية من الفتن.
- يتم تجنب الصحبة السيئة والابتعاد عنهم، ويتم تلخيص ذلك في قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “الإنسان على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.
- وأخيرا، يجب تعلم العلوم الشرعية واستشارة أهل العلم والثقة للتحقق من كل تفصيلة صغيرة وكبيرة تتعلق بالدين، وذلك لتجنب الفتنة، فالوعي والفهم هما الوسيلة الوحيدة لحماية النفس من الوقوع في الشبهات.