أفكار وموضوعات سورة الحجرات والعبر المستفادة منها

سورة الحجرات هي سورة مدنية نزلت في المدينة المنورة، وتتضمن العديد من الأفكار والموضوعات المختلفة، وبالتالي يمكننا معرفة أفكار وموضوعات سورة الحجرات من خلال موقع موسوعة.

أفكار وموضوعات سورة الحجرات

• تضمنت السورة الأمر الكامل بالتصرف بأدب عند التحدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه يجب خفض الصوت بالكامل والتحدث بأدب وتهذيب مع رسول الله. فقد قال الله سبحانه وتعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم. يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض، أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون
• يجب التأكد تماما قبل نشر الأخبار والشائعات بين الناس، ويجب تجنب الاستماع إلى الروايات التي يرويها الفاسقون لنشر الأكاذيب والشائعات.
• وأن هناك عدة مراحل للتعامل مع الاضطرابات ويجب أن نحاول إصلاح العلاقات بين الأطراف المتنازعة، وفقا لكتاب الله وسنة رسوله.
• التعرف على جميع حقوق المسلمين وواجباتهم واحترامهم المستمر لبعضهم البعض، وذلك للحفاظ على استقرار العلاقات وحفظ الحقوق في الإسلام.
• يجب الاعتراف بأن البشر جميعا إخوة وأنه يجب احترام جميع الأشخاص واحترام اختلافاتهم.
• العمل على توضيح الإسلام والإيمان يتطلب طاعة الله واتباع سنة رسول الله.
• إن علم الله سبحانه وتعالى يحيط بجميع مخلوقاته في الكون، وهذا يمكن أن يزرع داخل الإنسان الإحساس بمراقبة الله في السر والعلانية والتعرف على جميع التحركات المختلفة.
• يجب أن نحترم كبار السن ونحافظ على حرمتهم.
• يجب على المسلم أن يكون حذرا وأن يتأكد قبل أن يفعل أي شيء، وأنه لا بد من تجنب السرعة والتهور بشكل كبير حتى لا يقع الإنسان في الخطأ.
• يجب تجنب السخرية من الآخرين أو مراقبتهم ونشر الشائعات التي يكرهونها.

سبب تسمية سورة الحجرات

سورة الحجرات هي التاسعة والأربعون في ترتيب سور القرآن، ويمكننا معرفة سبب تسميتها بهذا الاسم من خلال الآيات التالية:

• سميت سورة الحجرات بهذا الاسم لأن الله سبحانه وتعالى عاقب أجلاف العرب وهم الذين كانوا ينادون على رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات.
• الحجرات هي منازل أمهات المؤمنين وهن زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا نسوة نبلاء ولكل واحدة منهن حجرتها الخاصة.
• وبالتالي فإن النداء من وراء الحجرات كان يسبب آلاما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يعتبر انتهاكا لحرمة بيوت الرسول.
• كما ذكرت كلمة الحجرات في بداية السورة، حيث قال الله سبحانه وتعالى: “إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون.
• سميت سورة الحجرات بسرة الأخلاق والآداب لأنها تهدف إلى توجيه المسلمين في العديد من الآداب المجتمعية المختلفة وتنظيم دولة الإسلام.
• تلك السورة كانت تشجع على جميع الأخلاق الكريمة والأعمال الحسنة، وكانت تحث على معاملة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأدب عال.
• سورة الحجرات تأتي بعد سورة الفتح في ترتيب المصحف الكريم.
• وبالتالي يرتبط سورة الحجرات بسورة الفتح لأن سورة الفتح تتحدث بشكل كبير عن فتح مكة المكرمة والتي تحمل بشائر النصر والتي تعلو راية الإسلام.
• لذلك يرون المسلمون فيها ثمرة جهودهم، حيث كانت سورة الحجرات تعليقا وتعقيبا واضحا وصريحا على سورة الفتح، وخاصة بالنسبة لما جاءت به من صلح الحديبية.

أسباب نزول سورة الحجرات

هناك العديد من الأسباب الخاصة لنزول سورة الحجرات، ويمكننا معرفة تلك الأسباب من خلال السطور التالية:

• قال الله سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ۖ ..)، حتى قوله: (ولو أنهم صبروا حتىٰ تخرج إليهم لكان خيرا لهم ۚ..).
• وهذا حدث بعد حدوث خلاف بين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، حيث جاءت ركبة من بني تميم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاقترح أبو بكر الصديق أن يأمر رسول الله عليهم رجلا، ومن ثم اقترح عمر بن الخطاب تعيين رجل آخر، فتجادلوا وارتفعت أصواتهم أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك نزلت تلك الآية.
• قال الله سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا..).
• هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط، عندما أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق، وعندما جاءوا لزيارته عبروا عن رغبتهم في تكريمه، وكانت هناك عداوة شديدة بينه وبينهم في الجاهلية وظن أنهم يرغبون في قتله، فعاد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبره بأنهم منعوا صدقاتهم ويرغبون في قتله، فغضب الله منهم وبعد ذلك جاء بني المصطلق وشرحوا الأمر الحقيقي للرسول صلى الله عليه وسلم.
• قال الله سبحانه وتعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ۖ ..).
• انزلت هذه الآية بعد وقوع نزاع بين طائفتين من الأنصار، حيث ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجماعة من الصحابة إلى عبد الله بن سلول، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنا أتحدث إليك بنفسي، فوالله إن نتن حمارك قد أذاني”، فقال رجل من الأنصار: “والله إن حمار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعطي رائحة أفضل منك”، وبالفعل غضب كل منهما وقعت بينهما ضربات بالجريد والأيدي والنعال.

العبر المستفادة من سورة الحجرات

سورة الحجرات هي واحدة من السور المميزة التي تحتوي على العديد من الدروس المفيدة، ويمكن التعرف عليها من خلال الأسطر التالية:

• تميزت سورة الحجرات بالحديث عن الأدب في التعامل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان الناس في ضلال كبير ويأتون إلى الله ولا يتعاملون بأدب في التحدث معه.
• وبالفعل جاءت سورة الحجرات لكي تضع العديد من الضوابط الحاسمة والآمرة لحسن التعامل والتأدب عند التعامل مع رسول الله بجميع مبادئ الإسلام.
• بالنسبة لغير المسلمين من أتباع الديانات الأخرى مثل اليهود والنصارى، يمكن أن يساعدهم هذا الأمر لأنهم لا ينتمون إلى هذا الدين العظيم.
• سورة الحجرات تناسب سورة الفتح التي تأتي قبلها، وذكر في سورة الفتح للعمل على مدح وثناء الصحابة الكرام، وأيضا لإخبارنا بأن هذا المدح قد ورد قبل القرآن الكريم في التوراة والإنجيل، حيث قال الله: “محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود. ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل”.