تفسير موضوعات سورة النصر وسبب نزولها

سورة النصر نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هجرته من المدينة المنورة، وتتضمن مواضيع وأفكار متنوعة. يمكننا التعرف على موضوعات سورة النصر من خلال موقع الموسوعة.

موضوعات سورة النصر

نزلت سورة النصر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتضمنت مواضيع وأفكار متنوعة، ويمكننا التعرف عليها من الأسطر التالية:

• تم العمل على ذكر نبي الله صلى الله عليه وسلم ومن ثم أتم الرسالة بالفعل وأديت الأمانة، وكذلك توجيهه عليه السلام وأن يسعى لقبول التوبة والاستغفار والتسبيح والحمد وشكر الله تعالى.
• جميع الآيات التي يجب على المسلمين القيام بها عند الفتح والنصر تم ذكرها في سورة النصر، ومن بينها العمل المستمر على الاستغفار لما قاموا بتقصيره فيه تجاه الإسلام والله سبحانه وتعالى.
• كما أوضحت الآيات العديدة، فإن الله سبحانه وتعالى لم يرفض أي عبد يتوب إليه، فإن الله سبحانه وتعالى هو التواب الرحيم ويقبل التوبة من جميع المتوبين.
• قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سورة النصر قال: (ما صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة بعد أن نزلت عليه: {إذا جاء نصر الله والفتح} إلا يقول فيها: سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي).

التعريف بسورة النصر

يمكننا معرفة جميع المعلومات المختلفة المتعلقة بسورة النصر وذلك من خلال السطور التالية

• سورة النصر هي واحدة من السور التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة من المدينة المنورة.
• إذ تعتبر من السور المدنية، وتتألف من ثلاث آيات فقط، حيث جاءت لتبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام بأن النصر والعون قريبان جدا، وأن أمما ستدخل في الإسلام وسيتم العمل على ذلك.
• بالإضافة إلى ذلك، ستكون النصرة في النهاية رسالة للإسلام، وكذلك ستكون لأهل الإسلام وللعديد من الأمم المختلفة.
• سورة النصر تأتي بعد سورة التوبة بشكل محدد، حيث نزلت في منى عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حجة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة.
• تعتبر آيات سورة النصر هي آخر ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن الكريم، ومن ثم توفي رسول الله.
• بعد ذلك، انتهى رسول الله من رسالته وأكمل دعوته، وبدأ الناس يدخلون في دين الله بشكل جماعي وأفواج.
• كما أشار البيضاوي، سورة النصر تعرف أيضا باسم سورة التوديع. وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه عندما سمعها، بكى وقال: الكمال دليل الزوال. وفي الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنه، عن سؤال عمر لأشياخ بدر حول قول الله تعالى “إذا جاء نصر الله والفتح”، قال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره عندما ينصرنا ويفتح علينا. وبقي بعضهم صامتا ولم يقل شيئا. فقال لي عمر: أتقول هذا يا ابن عباس؟ فقلت: لا، فقال لي: فماذا تقول؟ فأجبت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم علمني هذا. قال: “إذا جاء نصر الله والفتح”، وهذا هو علامة قرب أجلك، “فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا”. فقال عمر: لا أعلم منها إلا ما قلت.

سبب نزول سورة النصر

يمكننا التعرف على سبب نزول سورة الفتح من خلال السطور الآتية:

• ذكر الإمام البخاري في صحيحه سبب نزول سورة النصر، من رواية عبد الله عباس، حيث قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه، فقال: لماذا لا تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتم، فدعاه ذات يوم فأدخله معهم، فلم أره يدعوني إلا ليريهم، قال: ما تقولون في قول الله تعالى: إذا جاء نصر الله والفتح؟ قال بعضهم: نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم، فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعلمه له، قال: فإذا جاء نصر الله والفتح، وذلك علامة أجلك، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا، فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول.
• وفقا للعلماء، يعتقد أن سورة النصر نزلت في السنة العاشرة من الهجرة، على الرغم من أن فتح مكة كان في السنة الثامنة من الهجرة، وعاش رسول الله صلى الله عليه وسلم لمدة حوالي سبعين يوما بعد نزول سورة النصر، ثم توفي في شهر ربيع الأول من السنة العاشرة للهجرة.
• يقول بعض العلماء أن سورة النصر نزلت بعد فتح مكة المكرمة، وكان فيها وعد من الله للنبي أنه سينصره على أهل مكة ويفتحها.

دروس وعبر من سورة النصر

سورة النصر تحمل العديد من الدروس المفيدة والعبر المتنوعة، ويمكن التعرف عليها من خلال الأسطر التالية:

• العمل على إعلان رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصر الله سبحانه وتعالى له ووعده له.
• تحقيق البشرة الربانية التي نزلها الله عز وجل على رسوله، حيث حققت النصرة من الله لنبيه كما بشره، وتمكن المسلمون من فتح مكة المكرمة والسيطرة على كل أجزائها بفضل الله سبحانه وتعالى.
• دخول جماعات وأفواج من الناس في الإسلام، وهذا يختلف قبل فتح مكة المكرمة.
• توضيح أن النصر الحقيقي في يد الله سبحانه وتعالى، كما قال الله سبحانه وتعالى: (عندما يأتي نصر الله والفتح)، وأيضا قال: (يا أيها الذين آمنوا إذا نصرتم الله، ينصركم ويستقيم أقدامكم).
• أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بأن يشكروا الله تعالى ويحمدوه على جميع الأمور حتى السيئة.
• تحقيق المعنى الحقيقي للكمال لله سبحانه وتعالى في قلوب جميع المسلمين، حيث أن الكمال هو لله فقط.
• العمل على تذكير المؤمنين بجميع نعم الله السبحان والتعرف على جميع الفضائل التي لا تحصى.
• أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستغفار المستمر، وكان هذا أمرا للرسول ولجميع أتباعه.
• معروف أن نصر الله تعالى للإسلام لا يتوقف أبدا، بل يزداد بالحمد والاستغفار وتسبيحه، فقد قال الله سبحانه وتعالى: (إن تشكروا لأزيدنكم وإن كفرتم إن عذابي لشديد).
• تمتع قراءة سورة النصر بنفس فضل قراءة القرآن الكريم بشكل عام، حيث يضاعف الله أجر القارئ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول آلم حرفا، ولكن ألف حرفا وميم حرفا”.