الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما هي قصة بناء الكعبة

إليكم قصة بناء الكعبة المشرفة، وهي بيت الله الحرام وأقدس الأماكن عند المسلمين، حيث تعد قبلتهم في الصلاة والحج في جميع أنحاء العالم، حيث يجتمعون بها بروحهم قبل جسدهم، فلا يمكن أداء الصلاة إلا بتوجيه الوجه نحوها، وهذا ما قاله الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: “فلنولينك قبلة ترضاها”، وفي هذه المقالة سنتناول أشهر مراحل بناء بيت الله الحرام التي حدثت عبر التاريخ حتى أصبح في شكله الحالي، لذا تابعونا على موسوعة

قصة بناء الكعبة

بناء الملائكة للكعبة

وفقا للعديد من الروايات، بنى الملائكة الكعبة المشرفة بأمر من الله تعالى، ويقال أيضا أن آدم وابنه شيث عليهما السلام قاما ببنائها، لكنها تهدمت بعد الطوفان الذي حدث في أيام نوح عليه السلام، مما استدعى إعادة بنائها مرة أخرى

بناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام للكعبة

بعد أن تم تدمير الكعبة بسبب طوفان نبي الله نوح، أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام ببناء الكعبة مرة أخرى لتكون قبلة للناس. فتوجه إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام للقيام بهذا الأمر. يقول تعالى: “وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم”. ثم جاء جبريل عليه السلام بالحجر الأسود من الجنة، ويقال أنه كان أبيض اللون لكنه أسود من خطايا العباد. والله أعلم

قصة بناء الكعبة في عهد قريش

ظلت الكعبة كما بناها إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام لمدة تقارب 30 عاما بعد عام الفيل، ثم حدث حريق في الكعبة الأصغر ثم جاء سيل ودمر أجزاء منها. قرر النبلاء من قريش إعادة بنائها واتفقوا على أن يتم تمويل البناء فقط بالمال الحلال. وكانوا قد تعذر عليهم توفير التمويل الكافي، لذا قاموا بتقليص مساحة البناء بثلاثة أمتار

قاموا بتطوير البناء قليلا عن الحالة السابقة حيث رفعوا الباب عن الأرض ليدخل من يرغب، وأضافوا سقفا وميزابا لتصريف مياه المطر، وشارك النبي صلى الله عليه وسلم في بناء هذا

عندما أرادوا وضع الحجر الأسود في مكانه، تنازعوا على من يحظى بهذه الشرفة. واتفقوا على أن يكون أول من يدخل عليهم المسجد هو الحاكم في ذلك. فكان النبي صلى الله عليه وسلم هو الأول، فحكم بأن يوضع الحجر على قطعة من الرداء، ويرفعها أعيان القبائل من كل جانب. ثم أخذه النبي صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة ووضعه في مكانه

بناء وتوسعة الصحابي عبدالله بن الزبير

بعد حصار الأمويين لعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما وكان متحصنا في مكة، تعرضت الكعبة للقصف بالمنجنيق والنار واحترقت وتضعف بنيتها، فقام عبد الله بن الزبير بتدميرها وإعادة إعمارها، وقد أعاد بناؤها على نحو مشابه لأيام نبي الله إبراهيم عليه السلام، وأعاد الثلاثة أمتار التي قصرت قريش عن تكاليفها، وقد سمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد ذلك، ووسع أيضا المسجد الحرام وأنشأ بابين للكعبة

بناء عبدالملك بن مروان 

بعد أن قام عبدالملك بن مروان بإرسال الحجاج بن يوسف الثقفي للتخلص من عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما، ونجح في ذلك، ولكن النتيجة كانت تهدم الكعبة مرة أخرى، لذلك أمر عبدالملك بسد باب الكعبة الذي زاده عبد الله بن الزبير، وهدم ما زاده فيها، وعاد البناء إلى حالته السابقة في أيام قريش

بناء وتوسعة الوليد بن عبدالملك     

بعد أن ضربت السيول الكعبة في أيام الوليد بن عبد الملك ، أمر بتوسيع المسجد ، واستخدم الأعمدة في بناء المسجد الحرام ، وأقام الشرفات ليستظل بها المصلون ، وأدخل الرخام والفسيفساء في البناء

بناء مراد الرابع

بعدما تعرضت الكعبة لتصدع في زمن السلطان العثماني أحمد الأول، رغب في هدمها وإعادة بنائها، ولكن منعه العلماء من ذلك، فتم إصلاحها، ولكنها لم تدوم طويلا قبل أن تتعرض للفيضان في عهد ابنه مراد الرابع، فأمر بإعادة بنائها من جديد بعد هدم جزء كبير منها، وتم تغطية أرضها بالحصى، ويعتبر هذا آخر بناء للكعبة وما جاء بعده تصليحات أو إضافات، فلم يحدث للبيت ما يستدعي إعادة بنائه مرة أخرى

في عهد الدولة السعودية

ثم جاءت الترميمات والتحديثات في عهد المملكة العربية السعودية لصيانة بيت الله الحرام والاهتمام به، وكذلك تطويره للارتياح الذين يصلون ويحجون. من هذه التحديثات تصميم الباب الذهبي للكعبة، واستبدال الأعمدة الخشبية القديمة بأخرى حديثة ومتقدمة، وترميم الأحجار التي تعاني من التآكل، وإضافة الرخام إلى أرضية الكعبة

وبهذه الطريقة، أصبح المسجد الحرام أجمل الأماكن المقدسة في جميع أنحاء العالم وأكثرها اهتماما براحة زواره

تحدثنا اليوم عن قصة بناء الكعبة والتطورات المختلفة التي مر بها المسجد الحرام عبر العصور، ونأمل أن نكون قدمنا ذلك بصورة موجزة. تابعونا على موسوعتنا ليصلكم كل جديد، ودمتم في رعاية الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى