علاج الالحاد وسبب انتشاره ونصائح للشخص الملحد
علاج الإلحاد يعتمد على زيادة الوعي والتثقيف وتعزيز الالتزام الديني والإيمان لدى الأشخاص، والاهتمام بالأسرة كونها الوحدة الأساسية في المجتمع، ويلتزم موقع الموسوعة العربية الشاملة بتقديم كل ما يتعلق بهذا الأمر.
علاج الالحاد
هناك العديد من الطرق التي تساعد في التخلص من التفكير الإلحادي وعلاج مشاكل الإلحاد بشكل كامل، ومن بينها ما يلي:
على المستوى الفردي والعائلي، يمكن تحصين الفرد من مشكلة الإلحاد عن طريق الإيمان والعلم، والتمسك بالوسطية والاعتدال، والتفكير الإيجابي، وتعزيز روح الحوار داخل الأسرة، ومعالجة المشاكل المتعلقة بهذا الموضوع، والاعتماد على مصادر المعرفة الصحيحة.
يجب أن نلاحظ هنا أن الإسلام، عندما يتعامل مع هذه المشكلة، يفصل بين نوعين من التساؤلات: التساؤلات الوساوس والأفكار الجانبية، والتساؤلات المستندة إلى الشبهات والمقدمات، ويعالج كل نوع بالطريقة المناسبة.
في الجانب الديني، يجب أن نلتزم بخطاب معتدل، ونعزز الإيمان والعقيدة الصحيحة، ونبرز فضائل الإسلام وكماله، ونواجه التشويه الذي يرتكبه المتطرفون والإرهابيون للدين، ونصحح المفاهيم الخاطئة حول العلاقة بين الدين والعلوم الطبيعية وغيرها، ونواجه الشبهات بالحجة والتصور الصحيح، ونجدد لغة الخطاب ونقدم المادة العلمية والوعظية بأسلوب مميز ومتواكب مع التحديات الحالية.
على المستوى الأكاديمي، يجب تأهيل طلاب العلوم الشرعية لمواجهة هذه المشكلة بالطرق الصحيحة، ووضع برامج للأبحاث العلمية المتعلقة بهذا الموضوع، ومتابعة التطورات المحيطة به لإثراء المكتبة العربية والإسلامية.
على المستوى الإعلامي، يجب توعية الناس بخطورة هذه المشكلة، وتنفيذ برامج ومبادرات تعنى بهذا الأمر، واستخدام الخبراء المتخصصين، والتمسك بالثقافة الإيجابية والإعلام الهادف.
على المستوى الحكومي، يجب تعزيز التنمية والازدهار، ومكافحة الفقر والتخلف، وتنفيذ القوانين المضادة للإلحاد، ودعم الخطاب الديني المتوسط.
يجب توحيد الجهود على مستوى المجامع الإسلامية الكبرى، مثل منظمة التعاون الإسلامي، وإنشاء مجمع إسلامي دولي يهتم بهذه المشكلة وغيرها، يجمع بين علماء الشريعة وعلماء التخصصات الأخرى. هناك جهود فردية متفرقة لعلماء مسلمين متخصصين في بعض المجالات الطبيعية للرد على شبهات الملحدين في هذه المجالات، وهذا يؤدي أحيانا إلى استراتيجيات غير مجدية أو مضرة. من المهم وجود رؤية صحيحة وشاملة للتعامل مع هذه المشكلة.
يجب أن نذكر هنا أن القرآن الكريم هو أعظم كتاب يمكن استخدامه لمعالجة مشكلة الإلحاد، إذ يحتوي على أقوى الحجج والبراهين العقلية والعلمية والفطرية، وعلى الكلمات والعبارات التي تدحض شبهات الملحدين. من يظن أن القرآن مجرد آيات تتطلب الإيمان الأعمى والتصديق المجرد فهو مخطئ. وليس هناك ملحد يفتح عقله للبحث عن الحق ويتخلص من التعصب ويتدبر في آيات القرآن البليغة التي تستهدف العقول والقلوب إلا أن يستجيب لصوت الحق القاطع.
وبالرغم من تباين الأفكار والفرضيات التي يطرحها الملحدون، إلا أن قواعد الحقيقة لن تتغير أبدا. وسيظل هذا الكون وتلك الأكوان تسبحان بحمد الله جل جلاله، وسيظل النداء الذي يملأ أرجاء الكون الواسع ويعمر أجزاءه: {هذا هو الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل}.
أسباب انتشار الإلحاد في العالم العربي
دراسة أسباب انتشار الإلحاد تعد من الأمور الحيوية، فهي تساعد على فهم الحالة الإلحادية بدقة وموضوعية وتحديد العلاج المناسب. إذا فشلنا في تشخيص الداء بشكل صحيح، فلن نتمكن من تحديد العلاج المطلوب. ويمكن أيضا معالجة نقاط الضعف المعرفية والاجتماعية في المجتمع الإسلامي، حيث ينشأ الإلحاد منها، ويمكن تحسين هذه النقاط من خلال الحوار البناء والإجابة على الأسئلة.
يمكن تقديم أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة الإلحاد في المجتمعات الإسلامية على النحو التالي:
- التبعية الفكرية للغرب: يتأثر العديد في مجتمعاتنا الإسلامية بموجة الإلحاد التي يمر بها الغرب، نتيجة التبعية الفكرية لها.
- طروء الأزمات: بمجرد حدوث الأزمة لبعض الأشخاص، قد يصبحون يائسين من روح الله، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الإلحاد.
- السطحية الفكرية: حيث ينجذب بعض الشباب إلى ظاهرة الإلحاد، عندما يقرأون كتابا أو مقالة أو يتعرضوا لأي أمر يروج به للإلحاد، وذلك بسبب افتقادهم للحاسة النقدية أو لعدم قدرتهم على التمحيص والنقد لما يعرض عليهم من أفكار، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى الوقوع في الإلحاد.
- الاضطرابات النفسية: تستهدف فئات محددة من المرضى نفسيا، مثل أولئك الذين يعانون من الشذوذ الجنسي، في الدعاية للإلحاد، حيث يدعون أن الإلحاد هو المذهب الوحيد الذي يمنحهم حرية جنسية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الانتقال إلى الإلحاد.
- التربية الخاطئة للأجيال: تربية بعض الشباب على المناهج العلمانية التي تعتمد فقط على التجربة والحس يقوض قضية الاعتقاد بالغيب، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الانحراف عن الدين.
- الجمود الديني وضعف المناعة المجتمعية: ينخفض مستوى التدين في المجتمع بشكل يعرض الأفراد لعدم الحصانة أو المناعة من الأفكار المخالفة، بما في ذلك الإلحاد وأطروحاته.
- عدم توفر الإجابات على تساؤلات الشباب: في الغالب، المجتمعات لا تلبي تطلعات الشباب وأحلامهم، فبعض الأشخاص يعتقدون أن الإسلام لا يوفر إجابات لتلك التساؤلات، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الانحراف عن الدين.
- الاستعراض الإعلامي للإلحاد: يتم تكبير قضية معينة في وسائل الإعلام وجلب الملحدين للمناظرات مع الباحثين أو العلماء الضعفاء الذين لا يستطيعون الرد، مما يؤدي إلى تبني بعض الأشخاص لمذهب الإلحاد.
- اضطرابات نفسية لدى بعض الأفراد، مثل الانقطاع عن روح الله في حالات الأزمات.
- السطحية الذهنية لبعض الأفراد، حيث ينجذبون إلى ظاهرة الإلحاد بسبب عدم قدرتهم على فحص ونقد الأفكار التي يعرضون عليهم.
- تتأخر بعض الدول الإسلامية في التقدم والتطور، وهذا قد يؤدي إلى فقدان الثقة في قدرة الإسلام على تحقيق التقدم والتطور.
- عدم التمييز بين الإسلام والمسلمين المنتسبين إليه، وهذا يمكن أن يؤدي إلى التضارب الشخصي والانفصام بين النظرية والواقع.
- الرغبات الجنسية المحظورة التي تدفع بعض الأفراد إلى التخلي عن الدين وقيود الحلال والحرام والبحث عن تلبية شهوات النفس في المتعة المحرمة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الانحراف عن الإيمان.
- انتشار التيّارات المنحرفة: من هذه الأفكار الليبرالية والشبهات العقلانية التي لا تجعل أي شيء مقدسا، وتجعل الشباب يجرؤون على انتقاد كل شيء حتى القرآن.
- تجارة العلم لترويج الإلحاد هي الترويج لنظرية التطور وغيرها من النظريات العلمية التي يمكن أن تتعارض مع المفاهيم الدينية، مما يؤدي إلى تشكيك بعض المسلمين في دينهم.
- تظهر الاضطرابات النفسية لدى بعض الأفراد، مثل اليأس من روح الله في حالات الأزمات، أو الرغبات الجنسية المحرمة التي تدفع بعض الأفراد للانحراف عن الدين وقيود الحلال والحرام والبحث عن تحقيق رغبات النفس في المتع المحرمة.
- تؤدي القسوة الدينية وضعف المناعة الاجتماعية إلى انخفاض مستوى التدين في المجتمع، مما يحرم الأفراد من حصانة أو مناعة تجاه الأفكار المخالفة بما في ذلك الإلحاد ومقترحاته.
- نظرا لعدم توفر الإجابات على أسئلة الشباب، فإن طبيعة مجتمعاتنا غالبا لا تستجيب لأسئلتهم وتطلعاتهم، ويعتقد بعض الناس أن الإسلام ليس لديه إجابات على تلك الأسئلة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الانحراف.
- الإعلان الإعلامي للإلحاد، حيث يتم تضخيم القضية وإحضار ملحدين في مناظرات مع باحثين أو شيوخ ضعاف لا يجيدون الرد، مما يؤدي إلى اعتناق بعض الناس لمذهب الإلحاد.
- دخول العديد من المسلمين إلى صفحات (الفيس بوك) وصفحات التواصل الاجتماعي الأخرى والحوار مع هؤلاء الملحدين بدون تزويدهم بالمعرفة، يثير فيهم الشكوك والتساؤلات حول دينهم.
- تتعلق هذه العبارة بتطلعات بعض الأفراد الشخصية والسياسية، حيث يستغلون الإلحاد لتحقيق أهدافهم الشخصية أو السياسية.
- عدم التمييز بين الإسلام والمسلمين المنتسبين إليه، وهذا يمكن أن يؤدي إلى التشويش والشك في الإسلام كدين، وهذا يعتبر خطأ جسيما.
- التأثر بالثقافات الأخرى والتعرض لها، وهذا قد يؤدي إلى تغيير بعض المفاهيم الدينية والشك فيها.
- الفوضى والفساد السياسي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسات الدينية والسياسية والشك فيها.
- إن الإنكار للأخطاء والعيوب في المجتمع وتجاهلها يمكن أن يؤدي إلى احتقار الأديان والمعتقدات.
- الإهمال في التعليم والتثقيف الديني، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الجهل والتجاهل للعلم والدين.
من المهم أن نذكر أن هذه الأسباب ليست كافية ولا تشمل جميع جوانب الموضوع، ولكنها تمثل بعض الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى انتشار ظاهرة الإلحاد في المجتمعات الإسلامية.
كيف نحمي أبنائنا من مرض الإلحاد
يجب الإشارة إلى أن الوقاية من الإلحاد يشمل محاولة إعادة المنحرفين إلى الإيمان، حيث يتم نشر الحقيقة لهم بأمانة وتوجيه الحوار معهم بدلا من اتهامهم بالكفر. ينبغي التعامل مع الشباب المحتارين بشكل متحضر ومفتوح للنقاش، وعدم تقييمهم بالإلحاد. يجب أن يكون هناك محاولة لإنقاذهم من طريق الشيطان وعدم المساهمة في انحرافهم.
- يتوجب علينا أن نتبع نهج النبي – صلى الله عليه وسلم – في التعامل مع الخطأة بالشفقة والتعاطف، وعدم إصدار أحكام شديدة بحقهم.
- يجب التعامل بجدية مع كل سؤال متعلق بالله وصفاته، حيث يمكن أن يكون السائل يشكك أو يشك في عقله، ويجب البحث عن الإجابة بدلا من تحميل السائل المسؤولية
- يجب على المسؤولين عن التربية اتباع النهج القرآني في الإجابة على الأسئلة المتعلقة بالإيمان، ويجب أن يتمكن الشباب من التعبير عن أفكارهم بحرية، وبالتالي يجب منحهم الفرصة للتعبير عن ما لديهم
- يجب أن نمنح الفرصة لأولئك الذين يشكون أو يعانون من شكوك الإبداء وجهات نظرهم بحرية وتشجيعهم على البحث عن الحقيقة، وذلك تحت شعار “أفرغت يا أبا الوليد”.
- يجب التعامل بشكل جاد مع الأسئلة المتعلقة بالله وصفاته والبحث عن الإجابة بدلا من تحميل المسؤولية على المسأل.
- يجب أن نتبع النهج القرآني في الإجابة على الأسئلة المتعلقة بالإيمان وتشجيع الشباب على التعبير عن أفكارهم بحرية.
- يجب أن يتم منح الفرصة لأولئك الذين يشكون أو يعانون من الشكوك للتعبير عن وجهات نظرهم بحرية وتشجيعهم على البحث عن الحقيقة.
- يجب اتباع المناهج الدراسية التي تعتمد على القرآن الكريم في تعليم العقائد، ويجب أن تثير الإيمان واليقين.
- يجب تدريس العقائد بطريقة تتوافق فيها الفكرة مع العاطفة وصياغة علم العقائد بطريقة تربط القلب بالله تعالى.
- يجب أن تتعاون المناهج الدراسية في إبراز قدرة الله وعظمته في الكون وربط ذلك بالآيات القرآنية الكريمة.
- يجب تعزيز مقاومة الشباب للأفكار المثيرة للشكوك التي قد يواجهونها في المستقبل، وتعليمهم كيفية التعامل معها. على سبيل المثال، عندما أمر الله نبيه – صلى الله عليه وسلم – بتغيير اتجاه القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، كان متوقعا أن يتساءل بعض الأشخاص عن سبب هذا التغيير في المستقبل. وقد وفر الله تعالى الجواب الواضح للمسلمين في القرآن الكريم. وبالتالي، يجب على الخبراء في العلوم الإسلامية التعامل بجدية مع الشبهات التي يطرحها الملحدون والإجابة عليها بشكل جماعي وواضح، ونشر إجاباتهم عبر وسائل الإعلام المختلفة، مع مراعاة الطبيعة النفسية والعقلية للفئة المستهدفة.
- يجب أن يتم تعريف الشباب بفوائد الإيمان بإله يملك الكون، وكيف يرعى المؤمنين ويكافئهم على أعمالهم بحياة طيبة. ويجب توضيح التوافق بين المؤمن والكون، حيث يسبح كل منهما بحمد ربه. ويجب على كل من يؤمن بأن الإيمان هو الأساس الذي يضمن الأمان، وأن الإلحاد يسبب الفساد في الكون، أن يسعى لنشر هذه الأفكار والمفاهيم والعمل على إعادة الإنسان إلى طبيعته السليمة، لتحقيق الأمن والسلام للجميع، ولتفجير نعم السماء والأرض.