أنواع الخط العربي وأشكاله بالصور
نقدم لكم أنواع الخط العربي في اللغة العربية، وهي لغة القرآن الكريم التي اختارها المولى عز وجل لينزل بها آياته وأحكامه الإسلامية على عباده. وتعد اللغة العربية واحدة من أقدم وأعرق اللغات الموجودة حتى اليوم، حيث تعتبر اللغة الخامسة من حيث الاستخدام على مستوى العالم. وقد اكتسبت اللغة العربية أهمية كبيرة على مر القرون، بسبب قوتها ووضوح معانيها وعمق كلماتها وألفاظها. ففيها رقي وفصاحة لا توجد في أي لغة أخرى، وهذا هو السبب في استمرارها بمكانتها العريقة عبر التطورات الحضارية، وما زالت تتعلم وتتقن من قبل الكثير من غير الناطقين بها حتى اليوم .
وأحد أبرز ما يميز اللغة العربية هو أنها عالم واسع من المعاني والمفاهيم والمضامين والمرادفات التي تأسرك ببلاغتها وأسلوبها الراقي في نطقها والأنيق في كتابتها، حيث يمكن كتابة حروف اللغة العربية الثمانية والعشرين بأكثر من طريقة تندرج تحت اسم الخطوط العربية، واليوم سنقدم لكم مقالا يحتوي على تاريخ نشأة وأنواع الخطوط العربية القديمة من موقع موسوعة .
أنواع الخط العربي
الخط العربي هو فن كتابة الجمل والعبارات بواسطة أحرف اللغة العربية، وتتميز بتشابك الأحرف ومرونة تشكيلها وإخراجها كعمل فني مميز وراق. ويتميز الخط العربي بأنه يشبه فن الرسم أكثر من أسلوب الكتابة التقليدي.
يحرص الأشخاص الذين يتقنون فن رسم الخطوط العربية على رسمها وتصويرها بأجمل الصور لإبراز عظمة وجمال الخط العربي. ويطلق على الشخص الذي يتقن أساليب وأساليب رسم الخطوط العربية اسم “خطاط”
يعد الخط العربي هو واحدا من الفنون العربية الإسلامية الخالصة، وذلك لارتباطه ارتباطا وثيقا بكتابة القرآن الكريم، واهتم المسلمون منذ زمن بعيد بفنون الخطوط العربية العريقة مما ساهم في تعدد وازدهار أنواع الخطوط العربية.
الخط الكوفي
يعد الخط الكوفي واحدا من أقدم الخطوط العربية، والذي تم اشتقاقه من الخط النبطي الذي كان شائعا في شمال شبه الجزيرة العربية، واستخدم الخط الكوفي في كتابة المصاحف حتى القرن الخامس الهجري، وما زالت هناك نسخة من القرآن الكريم المكتوبة بالخط الكوفي في العام 168 هجريا تحتفظ بها دار الكتب المصرية بالقاهرة
تتميز حروف الخط الكوفي باتساقها، وغالبا ما يستخدم المسطرة أثناء كتابتها في الطول والعرض، وتطور الخط الكوفي بشكل كبير في العصر العباسي حتى تفرعت أنواعه إلى أكثر من سبعين نوعا بين الخط الكوفي البسيط، الكوفي المسطر، الكوفي المتلاصق، الكوفي المتشابك.
ويعد الخط الكوفي من أفضل وأرقى أنواع الخطوط العربية التي تم استخدامها في زخرفة وتزيين المعالم الإسلامية. ويعتبر من يتقن الخط الكوفي فنانا وليس مجرد خطاطا، حتى قال عنه غوستاف لويون في أحد كتبه: “إن للخط العربي شأنا كبيرا في الزخرفة، ولا يستغرب أنه ذو انسجام عجيب مع النقوش العربية، ولم يستخدم في الزخرفة حتى القرن التاسع الميلادي سوى الخط الكوفي ومشتقاته مثل القرمطي والكوفي القائم الزوايا)
بدأ الخط الكوفي في الانحسار مع ظهور الخط النسخ في القرن السادس الهجري واستبدله في بعض المناطق ما يعرف بالخط العربي .
خط الرقعة
هو الخط الذي يستخدمه الناس في كتاباتهم اليومية، وهو من أقدم وأسهل الخطوط العربية، مع حروفه الجميلة ورسمها المستقيم، كما أنه من الخطوط السهلة في الكتابة والقراءة.
وقد أرجع البعض تسميته بهذا الاسم بسبب استخدامه من قبل الناس في كتابة الرسائل القديمة، ولكن هذا التفسير تعارضه بعض المؤرخين ويعتقدون أنه خطأ قصير الأحرف يعتمد على النقطة، وأنه مشتق من الخط الثلثي والنسخي، وتتنوع أنواعه بشكل كبير.
يعود ابتكار الخط الرقعة إلى الأتراك في عام 850 هجريا، حيث جعلوه الخط الرسمي في جميع معاملاتهم الرسمية في الدوائر الحكومية، بسبب سهولة كتابته وقصر الحروف وسرعة الكتابة .
خط الثلث
الخط الثلث هو أصل الخطوط العربية وأجملها، ولكنه أصعبها في الإتقان والكتابة، ويستخدم كمعيار لتقييم فن وإبداع الخطاط، ولا يعتبر الخطاط فنانا إذا لم يتقن الخط الثلث، فإن لم يتقنه فإنه يظل خطاطا وليس فنانا مهما اتقن من الخطوط الأخرى .
ويعتبر ابن مقلة هو أول من وضع قواعد هذا الخط المتمثلة في النقاط والمقاييس والأبعاد، وكان له الدور الكبير في تطويره وإثرائه.
واستخدم خط الثلث في تزيين المساجد والمصاحف والمحاريب والقباب لجماله وشكله الجميل. ومن أهميته الكبرى، قد يتساهل بعض الخطاطين والنقاد في كتابة أي من القواعد الخاصة ببعض الخطوط الأخرى، لكنهم يركزون ويحاسبون بشدة على الالتزام بقواعد خط الثلث، إذ يعتبر من أصعب الخطوط في الضبط والقواعد
وكان المرحوم هاشم البغدادي رحمه الله أشهر الخطاطين المعاصرين الذين برعوا في رسم خط الثلث.
خط النسخ
يعتبر خط النسخ هو أقرب الخطوط في الشكل والرسم إلى خط الثلث، ويمكن أيضا اعتباره فرعا من فروع خط الثلث، ولكنه يعد أقل صعوبة وأكثر قاعدية، ويستخدم خط النسخ لنسخ القرآن الكريم، وذلك لأنه يتميز بجماله وحسن هيئته وسهولة رسمه .
تم استخدام خط النسخ في كتابة العديد من المخطوطات العربية، ونجد أن القرآن الكريم مكتوب بخط واضح وسهل القراءة، واستخدم أيضا في كتابة اللوحات والحكم والأمثال المعلقة في المساجد والمتاحف الإسلامية، ويمكن تشكيله بشكل أقل من خط الثلث.
والخط النسخ المستخدم حاليا من قبل الخطاطين مستوحى من الخط النسخ الذي ابتكره العباسيون وتفوقوا في تشكيله ورسمه، حيث قام ابن مقله بتحسينه ونمطه الأتراك حتى وصل إلينا في أقصى جماله وروعته في هذه الأيام .
هاشم محمد البغدادي هو أشهر خطاط معاصر الذي تميز في فن الخط النسخ، وظهرت مهارته في كتابه “قواعد الخط العربي”، وهو الكتاب الأول الذي يمكن العثور عليه في مكتبات الخطاطين المحترفين والمبتدئين على حد سواء.