قصر المصمك وأهميته التاريخية والحضارية، قد يقلل البعض من الأهمية السياحية للمملكة العربية السعودية إلى السياحة الدينية الإسلامية التي تشمل رحلات الحج والعمرة سنويا، ولكن الأراضي السعودية تحتضن العديد من المواقع التاريخية التي تعكس عراقة وحضارة السعودية على مر السنين.
تمتلك المملكة العربية السعودية إرثا حضاريا طويل يمتد من العصور القديمة حتى العصر الإسلامي، ويتجسد هذا الإرث في العديد من المناطق التاريخية والعمرانية مثل القصور والحصون والمنشآت العسكرية والمقتنيات الأثرية، بالإضافة إلى اللوحات والنقوش الجدارية التي تعود للعرب القدماء وتشهد على حضارتهم القديمة.
واحدا من أبرز دلائل الفنون المعمارية والذي يقع في قلب العاصمة السعودية الرياض، وهنا توجد أهم معلومات عن قصر المصمك من موقع موسوعة.
قصر المصمك واهميته التاريخية والحضارية
- يعرف المصمك أو المسمك بأنه حصن شديد البناء وارتفاعه.
- يعود تاريخ بناء قصر المصمك العريق إلى عهد الإمام محمد عبد الله الرشيد، حيث كلف الأمير عبد الرحمن بن ضبعان ببنائه في عام 1282 هـ / 1895 م، عندما تولى الأمير ولاية الرياض، وشكل الحصن جزءا من قصر الإمام عبد الله في الرياض.
- وحل قصر المصمك كشاهد على معركة فتح الرياض التي وقعت في عام 1319هـ / 1902م بين آل سعود وآل رشيد والتي انتهت بانتصار آل سعود ليستعيدوا بعدها مدينة الرياض تحت سلطتهم. وما زالت هناك بعض الآثار الحضارية التي تشهد على تلك الأحداث، مثل بقايا سن الرمح الذي قتل به عامل آل رشيد ابن عجلان.
- بعد ذلك تم استخدام حصن المصمك كمستودع لتخزين الأسلحة والمعدات الحربية حتى تم إصدار قرار ملكي بتصنيفه كمعلم تراثي حضاري يشير إلى إحدى أهم مراحل تأسيس المملكة السعودية على يد الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله وطيب ثراه.
- يتكون قصر المصمك الموجود في حي الديرة في قلب العاصمة السعودية الرياض من عدة أبراج ذات شكل مخروطي وجدران مرتفعة تم بناؤها من الطوب اللبني أو الطيني، ويحتوي على العديد من النوافذ ذات شكل مثلث لتهوية القصر، وما يميزه عن القصور الأخرى هو أن جدرانه الخارجية العالية تخفي العناصر الداخلية مثل المسجد والديوانية والبئر والعديد من الغرف التي تحيط بالفناء الداخلي المفتوح.
- في عام 1980م، أصدر الملك سليمان آل سعود حفظه الله أمرا بإجراء عدد من الترميمات والتجديدات للحفاظ على القصر كمعلم حضاري وأثري عريق.
أهم المعالم الحضارية لقصر المصمك
بوابة قصر المصمك
- تقع بوابة قصر المصمك في مقدمة المعالم الحضارية الهامة وهي في الجهة الغربية منه، ويبلغ ارتفاعها 3.6 متر وعرضها 2.65 متر وسمكها 10 سم.
- تم بناؤها باستخدام جذوع النخيل والأثل، وتحتوي على ثلاثة أعمدة يبلغ سمك كل واحدة منها 25 سم.
- هناك في وسط البوابة فتحة صغيرة تسمى “الخوخة” وتستخدم كبوابة صغيرة، وهي ضيقة جدا بحيث لا يسمح إلا لشخص واحد بالمرور من خلالها منحنيا، وهذه الفتحة تشهد المعركة الشرسة التي وقعت بين الملك عبد العزيز آل سعود وأعدائه، ولا تزال رأس الحربة المكسورة موجودة فوقها.
مسجد القصر
- يوجد مسجد قصر المصمك على الجهة اليسرى من المدخل.
- يتكون المكتبة من عدد من الغرف الواسعة التي تحتوي على العديد من الأعمدة في الداخل، وعدد من الرفوف لوضع المصاحف، بالإضافة إلى المحراب وعدد من الفتحات في السقف والجدران للتهوية.
مجلس القصر
- تسمى أيضا الديوانية، وتقع في الجهة المقابلة لمدخل القصر.
- هي غرفة مستطيلة الشكل، وتحتوي على وجار مشابه في الشكل للوجار التقليدي في منطقة نجد.
- تحتوي الغرفة على العديد من فتحات الإنارة والتهوية.
بئر قصر المصمك
- يوجد البئر في الجانب الشمالي الشرقي من قصر المصمك، ويتم سحب المياه منه بواسطة دلو يتم توصيله بالبكرة الموجودة على فوهة البئر، وقد ساعدت البئر في جعل القصر قويا ومتكاملا ذاتيا من حيث الماء.
أبراج القصر
- يوجد برج بشكل أسطواني يبلغ طوله 18 متر وعرضه 1.25 متر في كل زاوية من زوايا القصر، يتم الصعود إليه عن طريق درج ثم استخدام اثنين من السلالم الخشبية، ويحتوي كل برج على أماكن للرماية والتصويب في الأعلى.
- يوجد في وسط القصر برج مربع الشكل يعرف بـ “المربعة” والذي يطل على القصر بأكمله من خلال الشرفة العلوية الموجودة به.
فناء القصر
- يتضمن قصر المصمك فناءا رئيسيا واسعا، ويحيط به مجموعة من الغرف المتصلة ببعضها بواسطة أعمدة داخلية.
- يوجد درج في الجهة الشرقية من الفناء يستخدم لنقل الزوار إلى الطابق الأول والطابق الأخير “السطح” من القصر.
- يحتوي فناء قصر المصمك على ثلاث وحدات سكنية، حيث كانت الأولى منها مخصصة لإقامة الحاكم، والثانية لحفظ الأموال، بينما تم استخدام الوحدة الثالثة لإقامة ضيوف القصر وزواره، وتتميز الوحدات الثلاث بترابطها معا.