الصحة النفسيةصحة

بحث عن آثار إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم

تؤدي إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم إلى تغيير شخصيتهم بشكل كبير، وتأثير الإيذاء الذي يتعرضون له في الصغر لا يمكن علاجه بسهولة. كلما طالت فترة الإيذاء، زادت صعوبة علاجه. لذا من الضروري بشدة إبعاد الطفل عن الأماكن والأشخاص الذين يساهمون في إيذائه، ويجب على الآباء الذين يهملون أولادهم أن يتوقفوا عن ذلك قبل فوات الأوان. ولكن كيف يدرك الآباء أنهم يسيئون للطفل أو أنه يتعرض لمعاملة سيئة في المدرسة أو من أصدقائه أو غيرهم؟ لأن أشكال وعوامل الإساءة للأطفال غامضة بالنسبة للكثير من أفراد المجتمع، سنشير إليها ونتحدث عن كيفية حماية طفلك من آثار سوء المعاملة على موقع موسوعة.

آثار إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم

يعاني الكثير من الأشخاص من عدم معرفتهم بالطريقة الصحيحة للتعامل مع الأطفال، ويظنون أن التعليم والتربية يكونان أكثر تأثيرا وفاعلية عند استخدام اللفظ القاسي أو العنف الجسدي، مما يجعلهم يتعاملون بهذه الطريقة مع الأطفال في المدارس أو في المنازل، حتى الوالدين اللذين يكونان أقرب وأعز الناس للطفل وأكثرهم حبا له، يقومان باللجوء إلى الضرب كوسيلة للتربية، دون أن يدركا أن ذلك يعتبر سوء معاملة.
: “يجب ذكر أن أي شخص أقل من ثمانية عشر عاما يعتبر طفلا، بما في ذلك المراهقين، وبالتالي فإن التعامل بطرق غير لائقة أو التعرض للعنف يصنف أيضا ضمن سوء المعاملة للأطفال، ولكن هذا لا يبرر تصرفاتهم الغير مسؤولة وغير المنطقية، بدلا من ذلك يجب استخدام العديد من الأساليب لتعليمهم القيم والعادات الاجتماعية.

مظاهر إيذاء الطفل

يمكن أن يتم سوء معاملة الأطفال بأشكال وصور متعددة، علما بأن أي إيذاء نفسي أو جسدي أو حتى إيذاء معنوي يتعرض له الطفل قبل الثامنة عشرة من عمره يعتبر سوء معاملة للطفل. ومن أبرز أشكال هذه الظاهرة ما يلي:

الإيذاء الجسدي

تشمل هذه المسألة إيذاء الطفل بالضرب، سواء من الوالدين أو المعلمين في المؤسسات التعليمية، ولا يقصد هنا التربية عن طريق ضربه على يده أو ظهره بضربات خفيفة للتوبيخ، بل المقصود هنا هو الضرب التعنيفي أو الانتقامي، ويشمل ضربه على وجهه أو سحبه من شعره، كما يشمل الضرب باستخدام أدوات صلبة للطفل.

الإيذاء العاطفي أو المعنوي

إيذاء الأطفال بالألفاظ الخارجة والتعنيف اللفظي المهين والجارح يعتبر أحد أبرز أشكال سوء معاملة الأطفال وأكثرها انتشارا في جميع أنحاء العالم، ويتم ذلك عن طريق توجيه الاتهامات واللوم للطفل في أي مشكلة صغيرة أو كبيرة، مما يقلل من قيمة الطفل ويهز ثقته بنفسه.

يندرج تحت إيذاء الأطفال عاطفيا بالمقارنة بالآخرين، حيث يلوم بعض الأهل أطفالهم لعدم تفوقهم في الدراسة أو الرياضة مثل أقرانهم أو حتى أخوتهم. وبعضهم يقوم بالمقارنة بطريقة لطيفة مثل: أريدك أن تجتهد لتصبح مثل هذا أو أفضل من ذلك، ولكنهم لا يدركون أن وضع الطفل في مقارنة مع الآخرين يسبب له إيذاء نفسيا، ويشمل ذلك المقارنة بجميع أشكالها.

الإهمال الطبي

تجاهل إصابة الطفل بأي نوع من الأمراض ومحاولة تقديم الرعاية الطبية في المنزل وعدم استشارة الطبيب قبل ذلك، على الرغم من أن بعض الأمراض البسيطة مثل الحمى والزكام وغيرها يمكن معالجتها في المنزل، إلا أن استشارة الطبيب قبل ذلك ستكون أكثر أمانا وتسرع في فترة الشفاء.

الإيذاء الطبي يشمل استخدام وصفات منزلية غير موثوقة على الأطفال، أو إعطائهم أطعمة معروفة بزيادة المرض، ويتضمن أيضا عدم رعاية الطفل أثناء مرضه، سواء من الوالدين أو المدرسة، حيث ترفض بعض المدارس منح إذن الغياب للأطفال حتى بعد إثبات إصابتهم بالأمراض.

الإهمال عامة

هذه ظواهر غير مقصودة والتي لا ينتبه إليها الوالدين حيث يجهلون احتياجات طفلهم للرعاية والحب، وبعض الآباء يعطون كل حبهم واهتمامهم لأحد أطفالهم ويتجاهلون الآخر بسبب كبره أو لأسباب أخرى، فإن تلبية احتياجات الأطفال لا تقتصر على الاحتياجات المادية فقط.

أعراض تعرض الطفل لسوء المعاملة

عندما يتعرض الطفل للإساءة في مرحلة الطفولة، فإن سلوكه وتعامله مع العالم يختلف عن الأطفال الذين نشأوا في بيئة محبة وتلقوا معاملة جيدة. تظهر تأثيرات الإساءة على الطفل على شكل أعراض عديدة، سنشير إلى أبرزها فيما يلي:

  • وضع مسافة بينه وبين أصدقائه وأقرانه.
  • مواجهة الكوابيس والأحلام المفزعة أثناء النوم.
  • التوقف عن ممارسة الأنشطة المحببة له.
  • الغضب المتكرر، والتعامل العدواني مع الآخرين، وتغيرات سلوكية أخرى.
  • قلة النشاط أو فرط النشاط.
  • انخفاض المعدلات الدراسية.
  • فقدان الثقة بالنفس والقلق المستمر.
  • ظهور مخاوف من أمور طبيعية.
  • الرغبة في الغياب عن المدرسة بشكل متكرر.
  • اعتماد أسلوب التحدي في التعامل مع أي شخص، كبيرا كان أم صغيرا.
  • محاولة إيذاء النفس عن طريق إهمالها أو وسائل الانتحار.

تجاهل آثار سوء معاملة الأطفال

الأعراض السابقة تستغرق وقتا للتعامل معها ولكن لا ينبغي على الآباء والأمهات تجاهلها أبدا، حيث أن تجاهل تأثير سوء المعاملة على الأطفال واستمرار إيذائهم قد يعرضهم للخطر بأن يتحول الطفل إلى شخص سيء، كما أن ذلك قد يؤدي إلى عدة مضاعفات أخرى، بما في ذلك ما يلي:
  • تعرضه لمشاكل بمثل:
    • الإصابة بإعاقات جسدية.
    • ضعف التركيز وعدم القدرة على التعلم.
    • مواجهة مشاكل صحية في الصغر مثل السكري وأمراض القلب والأمراض المزمنة للجهاز التنفسي.
    • زيادة احتمالة الموت المبكر.
  • البدء في اعتماد السلوك الخاطئ في التعامل مع الآخرين، مثل:
    • محاولة إيذاء الأخرين بالقول والفعل.
    • التصرفات الغير قانونية.
    • عدم القدرة على تكوين علاقات إجتماعية.
    • الاستمرار في إثارة المشاكل مع الآخرين وتضخيم المشاكل الصغيرة.
    • التعامل بلا اهتمام مع الدراسة، وبسبب ذلك يصعب الانتقال من سنة إلى أخرى.
    • محاولات الانتحار المتكررة.
  • الإصابة باضطرابات عقلية كبيرة، مثل:
    • اضطراب الشهية يكون بالشهية المفتوحة بشكل دائم، أو إنعدام الشهية الدائم.
    • القلق المستمر دون داعي.
    • الأرق المزمن والكوابيس.
    • اضطرابات الشخصية مثل الإنفصام وغيرها.
    • الإكتئاب الحاد.
    • اضطراب الكرب التابع للصدمات.
  • يكون للمعاملة السيئة تأثير كبير على الأطفال، وخاصة من الناحية العاطفية، وهي من الآثار التي لا يمكن معالجتها بسهولة، وتشمل ما يلي:
    • عدم الرغبة في الدخول في علاقات عاطفية وسرعة التخلص منها.
    • إنعدام الثقة في النفس.
    • الاعتقاد بأن العنف هو شيء طبيعي يؤثر على تعامل الأطفال مع أطفالهم في المستقبل.
    • إنعدام الثقة في الناس.

نصائح للحفاظ على صحة الطفل

الوالدان هما نقطة البداية في حياة الطفل وهما مساحة الأمان الخاصة به، لذلك فإن تعرضه للأذى من الوالدين يكون له التأثير الأكبر على تشكل شخصيته وسلوكه ضد المجتمع، كما أن حسن المعاملة والتربية من قبل الوالدين يساهم في علاج الطفل المعرض لأي أذى من أي جهة أخرى في حياته، وأفضل طريقة لتوفير بيئة آمنة خالية من سوء المعاملة المتعمدة وغير المتعمدة للطفل هي ما يلي:

منح الطفل الحب المطلوب

عادة ما تظهر مظاهر الحب الأبوي في التفاعل وتلبية احتياجات الطفل وطلباته وأمور أخرى. ولكن التواصل الجسدي واللفظي أكثر أهمية بكثير من ذلك، لأن الطفل لا يستطيع فهم الحب غير المباشر بشكل جيد. لذا، يجب على الأبوين إظهار هذا الحب من خلال قبول أطفالهم وعناقهم بشكل متكرر، وإخبار الطفل بمدى حبك له وأنه شخص ثمين وأهم شيء بالنسبة لك.

الاهتمام بالطفل

يجب مراقبة حالة الطفل والاستماع بعناية لمشاكله وذلك لأن البيئة التي يعيش فيها الطفل تحمل احتمالية كبيرة لتعرضه لأي نوع من أنواع سوء المعاملة، وعلى الرغم من عدم قدرة الأطفال على التعبير عن مشاكلهم بشكل صحيح أو تقديم شكاوى للوالدين، إلا أنه من الضروري الاستماع بشكل جيد لتفاصيل يومهم لتمكنك من تحديد ذلك.

التوعية الفكرية للطفل

يجب أن نتحدث مع الطفل عن كيفية التعامل مع الأغراب والحدود التي يجب عدم تجاوزها، ويجب أن نتحدث معه عن كيفية التعامل مع الأشخاص الذين يسيئون له، ونروي له القصص المناسبة لتوجيه تفكيره حول مظاهر الإساءة وكيفية التعامل معها، ونخبر الطفل بالطريقة الصحيحة لمنع الإساءة وتقديم الشكوى لشخص مسؤول مثل المعلمة في المدرسة والأم في المنزل.

 الإشراف التام على الطفل

يفضل أن يظل الطفل أمامك طوال فترة تواجده مع الأشخاص الغرباء، سواء في الخارج أو عندما يحضر الضيوف إلى المنزل، لكي تراقب كيفية تعامله معهم وكيفية تعاملهم معه، ومع ذلك لا يمكن للوالدين البقاء في المدرسة مع أطفالهم، لذا يجب التعرف جيدا على المعلم المسؤول عنهم لضمان سلامة ترك الابن أو الابنة بجانبه.
بهذه الطريقة، يتم الإشراف من خلال مراقبة سلوك الطفل والتحقق من الأماكن التي يرفض الذهاب إليها والأشخاص الذين يرفض التعامل معهم، أو يكره أن يبقى معهم، ويجب أن تكون متنبها بشكل كامل على إجبار الطفل على التعامل مع شخص يرفضه، لأنه قد يتعرض للأذى من قبل هذا الشخص، وبالتالي فإنك ستكون مشاركا في الجريمة إذا قمت بإرسال طفلك للتعامل مع هذا الشخص قبل التحقق من سلامة معاملته له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى