الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

شرح مناهج المفسرين

هناك اليوم العديد من مناهج المفسرين، ويعتبر التفسير من العلوم الدينية المهمة التي تهدف إلى فهم الأوامر والأحكام التي بلغنا الله بها في القرآن الكريم. في هذه الموسوعة، سنوضح لكم ما هو علم التفسير وأشهر المفسرين وتفاسيرهم للقرآن الكريم.

مناهج المفسرين

في البداية، يتوجب علينا أن نفهم ما هو علم التفسير وما المقصود به، ونحتاج أيضا إلى معرفته وفهمه، وسنقدم تفصيلا لذلك

ما هو علم التفسير؟

علم التفسير يعرف بأنه علم البيان والتوضيح، ويشير إلى علم تفصيل وتيسير كلام الله عز وجل، وبيان أحكامه وأوامره، وقد وصف بعض العلماء علم التفسير بأنه يختص بفهم آيات القرآن الكريم وتوضيح أحكامه وحكمه.

يعرف البعض الآخر الله بأنه علم يتعلق بنزول الآيات وأسباب نزولها وتصنيفها بناء على مكان نزولها – مكة أو المدينة – وأيضا استنباط معانيها وأحكامها.

مصادر تفسير القرآن الكريم

ويعتمد المفسرون في تفسيرهم لآيات الله سبحانه وتعالى على عدة مصادر، من بينها ما يلي:

المصدر الأول القرآن الكريم نفسه

يمكن أن نجد أن القرآن الكريم يفسر نفسه في بعض الأحيان، حيث نرى آية قد تفسر وتوضح ما قبلها من أحكام، وأنه يبسط قول معين في مكان ويزينه في مكان آخر حتى يكون لدينا جزء مفسر لجزء.

يجب على متعلم تفسير القرآن الكريم أن ينظر في البداية إلى القرآن الكريم ويجمع آيات الموضوع الواحد، حيث سيجد بينها بعض الآيات المبسطة والآيات المجملة التي يمكن استنباط المعنى منها.

المصدر الثاني النبي ” صلى الله عليه و سلم”

من الواضح أن ثاني مصدر قوة في التفسير هو سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، فبعد أن أنزل الله القرآن عليه وعلمه أحكامه وحفظه، نجد أن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) هو أحد الأشخاص الأكثر مصداقية بعد القرآن.

باعتبار أن الصحابة كانوا يعودون إلى النبي عليه الصلاة والسلام فيما يكون غير مفهوم لهم، فيشرح النبي الكريم لهم معنى ذلك وما يأتي من أحكام العقيدة والدروس المستفادة منها أيضا.

المصدر الثالث الاستنباط الذاتي و الاجتهاد في التفسير من الصحابة

ويستند هذا المصدر إلى تفسيرات وفهم الصحابة لآيات القرآن الكريم، ونجد هنا اختلافا في درجة تفسير الصحابة لآيات القرآن الكريم بسبب اختلاف قوتهم العقلية ومعرفتهم بالظروف المحيطة لنزول الآيات واختلاف معاني الكلمات لديهم.

و من اشهر المفسرين من الصحابة : الخلفاء الأربعة وعبد الله بن الزبير وابن عباس وعبد الله بن مسعود وأيضا زيد بن ثابت.

المصدر الرابع اتفاق القرآن مع التوراة والإنجيل

ونجد أن القرآن يتفق مع التوراة والإنجيل في بعض المسائل، مثل قصص الأنبياء وحكايات الأمم السابقة، وهذا يعد مصدرا للتفسير.

و هنا نجد أن بعض الصحابة الذين اعتنقوا الإسلام وكانوا يهود أو نصارى هم من استمروا في تفسير القصص القديمة مثل عبد الله بن سلام ووهب بن منبه وكعب الأحبار.

يعتبر هذا المصدر مختص بقصص الأنبياء حيث لم يفصل القرآن القصص، ولكنه جاء بالعبرة والموعظة فقط.

مناهج المفسرين في تفسير القرآن الكريم و أشهرهم

ويعني هذا هنا أن هناك طرق استخدمها المفسرون في تفسيرهم وتوضيحهم لآيات الله عز وجل والخصائص التي يتميزون بها في تفسيرهم أيضا.

ونجد أن هناك اثنين منهجين اعتمد عليهما المفسرون في تفسير القرآن الكريم وهما:

  • التفسير بالأثر

وهذا ما اتبعه النبي صلى الله عليه وسلم أو ما نقل عنه من التابعين والصحابة، ومن أشهر المفسرين الذين اتبعوا هذا المنهج:

تفسير الطبري وكتابه جامع البيان عن تأويل القرآن

الطبري هو شخص يعرف باسم أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري، وهو عالم محترم ومحفوظ للمعرفة، واستقر في بغداد ويعتبر تفسيره واحدا من أكثر التفاسير شمولا وقوة وفقا لآراء العلماء.

اعتمد الطبري في تفسيره على الآتي :

  • تفسير القرآن يعتمد على تفسير بعض الآيات بعضا، حيث يجمع بين التفسير المبسط والتفسير الشامل، ويستند أيضا إلى تفسير النبي محمد والصحابة والتابعين.
  • كان يرفض أي رواية لا يثق في صحتها.
  • يجمع الآراء ثم يبنى على أساسها رأيا محايدا لا يتعارض معها.
  • أشار إلى الأحكام المذكورة وذكر آراء الفقهاء حولها
  • يذكر في تفسيره أسباب نزول الآيات.
  • شرح كل آيات القرآن ولم يترك منها آية واحدة.

تفسير ابن كثير تفسير القرآن العظيم

هو الفقيه إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي، وتفسيره يعتبر من أسهل وأيسر التفاسير حيث اعتمد في تفسيره على ما يلي:

  • يبدأ بذكر السورة وسبب نزولها ومكان نزولها، ثم يبدأ في تفسير آياتها بالقرآن ومن ثم بأحاديث النبي واجتهادات الصحابة والتابعين.
  • تعزى الروايات إلى الأشخاص الذين رووها من الصحابة والمفسرين.
  • كان يذكر آيات الأحكام الفقهية ويفصلها، ويذكر فيها آراء الفقهاء والصحابة والتابعين أيضا.
  • كان لديه معرفة كبيرة، فعندما يذكر آية، يتألق في توضيح معناها بما أوتي من فهم لا يتعارض مع القرآن الكريم.

التفسير بالرأي

وهو يعني اجتهاد الشخص واستنباطه لمعاني القرآن الكريم وعليه أن يكون:

  • بسبب نزول الآيات ومفردات المعاني حدثت ملما.
  • أن يكون متعلما لجميع العلوم الأساسية التي تؤهله لتفسير القرآن وتوضيح معانيه.
  • أن يتميز بالموضوعية ويبتعد عن الشهوى، فذلك يعترض على فهمه بوضوح وبموضوعية.
  • أن يحافظ على تناغم الآيات ولا يتعارض مع تفسير القرآن الآخر.
  • يجب أن يضع الحديث النبوي أمامه وألا يتعارض مع تفسيره أيضا.
  • أن لا تتعارض معاني الكلمات في اللغة العربية.
  • لا يجب أن يتأثر بالمذاهب الدينية في تفسيره.
  • أن يقدم رأيه واجتهاده بتواضع ولا يدعي أنه هو التفسير والفهم الصحيح للآيات.

و من اشهر المفسرين بالرأي:

تفسير أبي حيان البحر المحيط

الإمام محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الأندلسي، المعروف بأبي حيان الأندلسي، اعتمد في تفسيره على اجتهاداته الشخصية، وقال العلماء عنه إنه أقرب إلى كتاب النحو أكثر من أن يكون كتاب تفسير.

وهذا الكتاب متوفر في ثمانية مجلدات، وقد استند إلى تفسير ابن النقيب الذي ورد فيه أقوال أئمة التفسير وكتاب التحرير، حيث كان يعتقد أنه أكبر كتاب في علم التفسير.

لقد شرحنا لكم ما هو علم التفسير والمقصود به والمبادئ التي يجب علينا اتباعها عند التفسير، بالإضافة إلى المناهج التفسيرية التي اتبعها المفسرون في كتاباتهم وأشهر المفسرون وكتبهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى