الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

شرح عذاب القبر في القرآن

نتحدث عن عذاب القبر ونعيمه في القرآن الكريم على موقع الموسوعة، وسنستعرض رأي الإمام الشعراوي في هذه القضية، إذ أن الله أنزل القرآن الكريم لتدبرنا لأمورنا ولنفكر في أمور دنيانا وآخرتنا، ولذلك جاءت ذكريات العذاب بعد الموت في القرآن مرات عديدة لتكون عظة للمسلمين.

جدول المحتويات

عذاب القبر في القرآن الكريم

على الرغم من ردود الكثير من المشككين أن القرآن الكريم لم يذكر عذاب القبر، فبوجود الكثير من الأدلة التي تثبت عكس ذلك وتؤكد على أنه هناك عذاب في القبر للمخطئين، كما يوجد نعيم وراحة للمصلحين.

من أمثلة عذاب القبر في القرآن ما ذكر في الآية الكريمة من سورة نوح:

  • من ذنوبهم غرقوا فأدخلوا النار ولم يجدوا لهم من دون الله أنصارا

ذكر الله تعالى أن قوم نوح قد غرقوا بسبب الذنوب والخطايا التي ارتكبوها في حياتهم، ثم دخلوا النار ليعاقبوا فيها، والعذاب حدث سريعا بسبب حرف الفاء الذي يدل على سرعة الحدوث.

الدليل الثاني في القرآن على وجود عذاب في القبر كان في سورة لوط، حيث قال الله تعالى:

  • (بسم الله الرحمن الرحيم)، فقد جعلنا الذين كانوا في العز والسلطان في الذل والهوان، وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل. صدق الله العظيم

في الآية الكريمة، يوضح الله تعالى كيف مات قوم لوط بعد أن خسف الله بهم الأرض، ثم أرسل عليهم أمطارا من حجارة متفتتة، ليؤكد على العذاب الذي لحق بهم بعد الموت، أي العذاب في القبر.

إذا كان العذاب ينتهي بموتهم، فما الهدف من نزول الحجارة على أجسادهم الميتة، ولكن كانت تلك حجارة محددة ومعلمة حيث تصيبهم في أي مكان، وقال تعالى: “مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد”، وهذا يدل على وجود عذاب في القبر بعد الموت.

  • في دليل آخر في سورة البروج، يقول الله تعالى عن أصحاب الأخدود

إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم وعذاب الحريق

يقول الله تعالى إن أصحاب الأخدود لن يعاقبوا بمجرد عذاب واحد في الآخرة، بل سيكون لهم عذاب آخر، وهو عذاب القبر وعذاب الحريق.

  • يتم تأكيد عذاب القبر مرة أخرى في القرآن الكريم في سورة الأنفال، حيث يقول تعالى:

وإذا رأيت حين يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ويذوقون عذاب الحريق، ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله لا يظلم عباده

ويوضح الله تعالى عقاب القبر للكفار، حيث تقوم الملائكة بضرب وجوههم عند استخراج أرواحهم وتعذبهم بعذاب الحريق، وهذا العذاب يختلف عن عذاب الآخرة، مما يؤكد وجود عذاب في القبر.

  • وفي سورة محمد يقول تعالي: ” فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ “
  • وفي سورة الأنعام يقول تعالي:

إذا رأيت الظالمين في غمرات الموت والملائكة يبسطون أيديهم، فاخرج نفسك اليوم لتجزى بعذاب الهون بسبب ما كنت تقوله على الله غير الحق وكنت تستكبر عن آياته

باسطو أيديهم تعني ضربهم وعذابهم، مما يعني أن الملائكة تعذب الظالمين الذين يكذبون على الله، وهذا العذاب ليس في الآخرة فقط بل في البرزخ أيضا.

  • في سورة التوبة، تم ذكر العذاب في قوله تعالى “وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلىٰ عذاب عظيم”

وفي هذه الآية تم ذكر عذابان، ثم أضيف إليهما عذاب الآخرة وهو عذاب جهنم، ويقول العلماء والمفسرون إن المقصود بالعذابان هما الأول وهو عذاب في الدنيا، والثاني ويشير إلى عذاب القبر الذي يقام فيه حتى تقوم الساعة.

نعيم وعذاب القبر في القرآن الكريم

لقد جاء القرآن ليجعل الناس يحبون فعل الخير والصالح، ولذلك ظهرت العديد من الآيات التي تتحدث عن النعيم في القبر وكذلك عن الجحيم فيه.

ومن هذه الأيات التي تحدثت عن الأمر:

  • سورة الواقعة حيث قال تعالي: لو لم تصلوا إلى الحلقوم وأنتم تراقبون ونحن أقرب إليها منكم ولكنكم لا ترون، فلماذا لا ترجعونها إن كنتم صادقين؟ وأما إذا كان من المقربين فلهم راحة ونعيم في جنة الروح والوريحان، وأما إذا كان من أصحاب اليمين فلهم سلام من أصحاب اليمين، وأما إذا كان من المكذبين الضالين فلهم نزول في حميم وتصلية جحيم

يتضح من هذه الآيات أن النعيم يبدأ بعد الموت مباشرة، حيث يأتي بسرعة بعد قبض الروح، فالمؤمن يعيش في راحة ونعيم بينما يعاني المكذب من عذاب يستمر حتى يأتي يوم القيامة، وهذا يؤكد وجود نعيم في القبر بجانب وجود عذاب.

  • وفي سورة آل عمران يقول تعالي: ولا تظن أن الذين قتلوا في سبيل الله ميتون، بل هم أحياء عند ربهم يرزقون، مبتهجين بما أعطاهم الله من فضله ومفرحين بمن لم يلحق بهم من خلفهم بأن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وهم يفرحون بنعمة من الله وفضله، وإن الله لا يضيع أجر المؤمنين

تعتبر هذه الآيات دليلا على أن الشهداء يتمتعون براحة ونعيم في القبر، وأنهم يسعدون بنعمة الله وخيره، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين والمؤمنين.

  • وفي سورة الحج يقول تعالى: “والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين * ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم”

في هذه الآيات يوجد دليل على أن من يقتل في سبيل الله أو يقتل وهو مهاجر في سبيل الله، فسيكون له ثواب جنة الله في الآخرة، حيث سيتمتع بالنعيم في القبر وهذا يتضح من قوله “ليرزقنهم الله رزقا حسنا”، وهذا يدل على وجود نعيم في القبر بجانب النعيم في الآخرة.

عذاب القبر في القرآن للشعراوي

وقد أشار الشيخ محمد متولي الشعراوي إلى أن العقاب في القبر يمكن أن يستنتج منه بعض الآيات، مثل قوله تعالى فيما يتعلق بفرعون.

في اسم الله الرحمن الرحيم، يتعرضون للنار صباحا ومساء ويوم قيام الساعة، فأدخلوا آل فرعون أشد العذاب

تشير هذه الآية إلى أن النار التي عرضت على فرعون ستحدث قبل قيام الساعة، وهذا لم يحدث بعد وفي الواقع فرعون لا يزال حيا في الدنيا، وهذا يعني أن العذاب يحدث في القبر قبل قيام الساعة.

وفقا لقول الإمام، فإن سؤال الفرد في القبر يأتي من الملكين، وما يتعرض له من نعيم أو عذاب هي أمور غيبية تماما ولا يمكن لأحد أن يشهدها أو يخبر بها غيره، ولكن يمكن استنتاجها.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى