الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

معنى أحاديث الاريكة

في هذا المقال، سنتحدث عن الجدل الذي ظهر في الآونة الأخيرة حول الاعتماد على الحديث النبوي في التشريع وما إذا كان يجب أن نقدم الحديث أولا للقرآن قبل الاستفادة منه أم لا. سنتعرف أيضا في هذا المقال على إحدى روايات أحاديث الأريكة وما قاله النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الشبهة. سنقوم بتحقيق هذا الحديث ونبين معنى المفردات المستخدمة وما يمكن استنتاجه منها بخصوص حجية الحديث. سنقدم أيضا معلومات حول تدوين السنة وحفظها وعلم الجرح والتعديل

جدول المحتويات

نص الحديث

أخبرني عبد الوهاب بن نجدة، أخبرني أبو عمرو بن كثير بن دينار عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عوف عن المقدام بن معدي كرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا إني أعطيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على سريره يقول: اتبعوا هذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولا أي حيوان ذو ناب من الأسود ولا لقطة من أي حيوان محمي إلا إذا تخلى عنها صاحبها، ومن ينزل بقوم عليهم أن يرضوا به، فإن لم يرضوا به فعليه أن يتبعهم بمثل ما قرأت)

تخريج الحديث

  • حريز بن عثمان الرحبي اليحصبي وفي بعض النسخ جرير بن عثمان وهذا خطأ لأنه ليس ذكرا في كتب الرواة الستة والله أعلم
  • تم استخراج الحديث من الترمذي وابن ماجه، وهو حديث حسن غريب بهذا الشأن عند الترمذي، وحديث أبي داود أتم منهما

معاني كلمات الحديث

  • الكتاب: القرآن.
  • ومثله معه: أي الوحي الكامن وغير المعلن في القرآن، أو هو توضيح الوحي الظاهر وتفسيره وتفصيله، أو أحكام شبيهة للقرآن في وجوب العمل أو في الكمية
  • ألا يوشك: تحذير من مخالفة السنن التي نص عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي ليست مذكورة في القرآن
  • رجل شيعان: تعني سوء الفهم الناتج عن الشبع أو حماقة المال والجاه
  • على أريكته: يشير إلى الأثاث المزين ويشمل أولئك الذين يعيشون في رفاهية دون الحاجة إلى العلم
  • فأحلوه: أي اجعلوه حلالًا.
  • فحرموه: أي اجعلوه حرامًا.
  • ألا لا يحل لكم: يبدأ في بيان بعض ما لم يذكر في القرآن.
  • ولا لقطة: ما يلتقط مما ضاع من شخص.
  • معاهد: أي كافر بينه وبين المسلمين عهد أمان.
  • إلا أن يستغني عنها صاحبها: أي يتركها لمن أخذها لغناه عنها.
  • يقروه: يضيفوه.
  • يعقبهم بمثل قراه: يجازيهم بأعمالهم، أي يأخذ مكانهم، ويقال أن هذا في حالة الضرورة أو أنه منسوخ

ما يستفاد من الحديث

  • أشار الخطابي إلى أن هناك دليل في الحديث يظهر أنه ليس هناك حاجة لعرضه على الكتاب، وأن أي حديث مثبت يكون دليلا في حد ذاته ولا يحتاج إلى عرضه على القرآن
  • في هذا الحديث ، تم الرد على منكري السنة ، حيث يعتبر القرآن والسنة هما الوحي المحفوظ. القرآن هو كلام الله الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم من خلال جبريل بواسطة الوحي ، والحديث أيضا هو وحي وفقا لقوله تعالى: “وما ينطق عن الهوى. إنه إلا وحي يوحى”. (النجم 4، 3)

كيفية حفظ السنة

حفظت السنة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قام الصحابة بحفظها، ومنهم من حفظها في السر ومنهم من حفظها بالكتابة، وكان هناك بعضهم يحفظ الكثير وبعضهم يحفظ القليل، وكان أبو هريرة هو الأكثر حفظا

بداية تدوين الحديث

بدأت توثيق السنة كما ذكرنا في عهده صلى الله عليه وسلم بواسطة الصحابة، ولكن هذا التوثيق لم يكن منظما وكان قليلا، حتى جاء عصر التابعين وكثرت الفتن وانتشر الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر عمر بن عبد العزيز ابن شهاب الزهري بتنظيمه وترتيبه وفقا لضوابط معينة، وأرسل هذا الأمر إلى الولاة في بقية البلاد

علم الجرح والتعديل

  • يقول الإمام مسلم أن الإسناد هو جزء من الدين وأن الرواية لا تكون إلا عن طريق الثقات وأن الجرح في الرواة بما هو فيهم جائز وبل واجب وأنه ليس غيبة بل هو من باب حفظ شريعة الدين
  • هذا العلم مخصص لهذه الأمة، ودليله من القرآن الكريم في قوله العزيز: (يا أيها الذين آمنوا إذا أتاكم فاسق بنبأ فتثبتوا أن تصيبوا قوما بجهالة فيصبحوا على ما فعلتم نادمين)
  • وعلماء الجرح والتعديل قد وقفوا بثبات أمام الأكاذيب المزيفة، فوضعوا شروطا وضوابطا لقبول الحديث وهي: اتصال السلسلة النقلية، وعدم وجود تشويه، وعدم وجود عيب، وعدالة الرواة، ودقة الرواة، ولذلك تركوا لنا تراثا يتعلم به حتى يوم القيامة، وهو تراث العلم عن سيد البشر محمد بن عبد الله

في النهاية، نحن نؤمن بأن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، طالما انطبق على شروط علماء الحديث، يمكننا استخدامه كدليل شرعي قوي بذاته، دون الحاجة إلى الاعتماد على طرق أو أدلة أخرى. نسأل الله تعالى أن يهدينا وإياكم إلى الطريق المستقيم، وأن نكون من الشافعين المشفعين، وأن يرزقنا الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين. آمين. والله أعلم. تابعونا على الموسوعة لتصلكم أحدث المعلومات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى