ليتك لم تكن شيئا

أتمنى أنك لم تكن شيئا ، عندما ينهار صرحك العظيم أمام عينيك، عندما تحبين بعمق وتجدين أن الحب يتلاشى في الهواء، عندما تعطين أكثر مما تأخذين، عندما ينبض قلبك بالأمل ثم ينام بألم، عندما تصرخين ولا يوجد من يسمع الصراخ، عندما ترغبين في الهروب من العالم والناس وحتى من نفسك دون أن تستطيعي، عندما يرقص الجميع على أنغام أحزانك، فأنت هنا في حالة انهيار وانسحاب واضحة، وأعلم أن ما ترددينه الآن وما يدور في عقلك هي عبارة “أتمنى أنك لم تكن شيئا”، لذا سأكتب لك اليوم على هذه الموسوعة لتنظرين بتأن في كلماتي عسى أن تهدئي قلقك وتشفي غليلك. تابعيني في الأسطر التالية.

ليتك لم تكن شيئا – لماذا ظهرت في حياتي

عندما يتركك الحبيب، ستسألين لماذا ظهرت في حياتي؟ هل كان من الأفضل أن تبقي سرابا أو هواء أو حتى لا شيء على الإطلاق؟ ولكنه لن يجيبك وسيستمر في ذكر المبررات السخيفة التي لم تعد تطربنا أو نصدقها أو نستمتع بها. لذا، عندما يبدأ في قول تلك الأكاذيب، لا تجبري نفسك على الاستماع والاهتمام. قولي له بكل هدوء أن وقتك ومشاعرك وفكرك واهتمامك أثمن من أن يضيع في اللاشيء أو يضيع على الأرض. أخبريه بانسحابك وأنك لم تعد قادرة على استكمال تلك اللعبة السخيفة. إذا بدأها هو، فقد حان دورك لإنهائها.

أريد أن أتعافى

بعد أن تبتعدي عنه، ستدخلين في مرحلة الانسحاب تماما مثل المدمنين. وهنا يأتي دور الإرادة، فلا تسمحي لنفسك أن تنهاري أو تنقادي له وتطلبي وده مرة أخرى. وتذكري دائما أن من باعنا بأرخص الأثمان لن نشتريه مرة أخرى. لذا، أغلقي كل الأبواب التي يحاول حبه القديم فتحها بقلبك. وربتي على قلبك بقوة وقولي له: يا قلبي، لن تكون إلا مقبرة لحبه ولن أهوى في شرك هدم الكرامة. وخلال تلك الفترة، حاولي أن تشغلي نفسك بأعمال كثيرة، لأن أول ما ستفكرين فيه هو حبيبك السابق. لذا، انغمسي أكثر وأكثر في عملك وقولي لنفسك أنك ستنجحين فيه أكثمن السابق. أو قد تتعلمين العزف على آلة موسيقية أو الطبخ أو حتى الخياطة. المهم أن تتعلمي شيئا جديدا والهدف هو دخول تحدي يساعدك على نسيان الألم الذي يعضك. وإذا حاول هو العودة للتلاعب مرة أخرى، فلا تعطيه الفرصة وأخبريه أن حياتك أصبحت أفضل بدونه وأن الحب الذي كان بينكما لم يكن سوى وهم من نسج خيالكما. أو قد تقولين له أنه كان حقيقة ولكنه لعب بتلك الحقيقة وجعلها تصبح سخيفة، وأنك لن تقبلي بالمزاح في الحب.

مرحلة التماثل للشفاء

تماما كما قرأت التشابه في الشفاء، فجميع الآلام التي شعرت بها بسبب فقدانه لم تكن مجرد آلام عادية، فأنت لم تتعرض للإصابة في ذراعك مثلا، بل تعرضت للإصابة في قلبك وأعضائك، لذلك كان الألم كبيرا والجرح عميقا، وكان هناك حاجة لفترة لتتعافي من هذا المرض اللعين. والآن أنت قد تعافيت وشفيت، وأعلم أن رحلة ألمك وعلاجك لم تكن سهلة على الإطلاق، ولكن كانت ضرورية لكي تعودي لممارسة حياتك كالسابق. والحقيقة أنك لن تعودي كالسابق بالضبط لأنك أصبحت الآن واعية ومدركة لأشياء كثيرة ومررت برحلة من الألم بمفردك حتى تخرجي منها واقفة على قدميك باسمة ومشرقة، لذا أقول لك يجب أن تكافئي نفسك بطرق مثل السفر إلى أماكن جديدة وبعيدة ومثيرة، أو حضور الحفلات والاستمتاع بالحياة من جديد، والخروج مع الأصدقاء والتنزه، أو زيارة المدينة الترفيهية واستعادة ذكريات الطفولة، أو حتى الوقوع في حب جديد، من يعلم، ولكن هذه المرة يجب أن يكون صادقا.

همسة في أذنك

وأخيرا أقول أن مرحلة التعافي قد تطول وقد تقصر، وذلك راجع إلى مدى عمق العلاقة ونوعها وشكلها الاجتماعي، بالإضافة إلى قوة الحب ومدى قوة المرأة ذاتها أيضا، فقد تأخذ فترة التعافي شهرا أو سنة أو أكثر من ذلك، لذلك أنصحك صديقتي ألا توقفي حياتك على شخص أيا كان وأن تكملي المسير، ولا تقولين ليتك لم تكن شيئا لأن الواقع يقول أن كنت شيئا موجودا بالفعل، بل قولي لولا هذه التجربة لم أكن لأصل إلى الخبرة والصلابة والمكانة التي أنا عليها الآن، ولا تقلقي فكل شيء سيء سيمر فقط ثقي بالله وكوني دائما مقيمة للصلاة وأخبري الله بكل شيء يؤلمك في سجودك فهو أعلم بألم القلوب التي في الصدور، ولا تنسي أن تدعي الله بشكل مستمر أن يقف لجوارك ويمنحك القوة والصبر والسكينة.