الصحة النفسيةصحة

كيفية تطوير الذات وبناء الشخصية

قبل أن نناقش كيفية تطوير الذات، يجب أن تدرك كيف ترى نفسك؟ هل ترون نفسك غير مؤهل بما فيه الكفاية في حياتك؟ أم ترون نفسك جيدا وترغب في التطور أكثر؟ إذا كنت ترون نفسك سيئا، فيجب ألا تبتعد كثيرا. تعلم من أخطائك، وحدد موقفك في الحياة وأين ترغب في الوصول؟ اعرف إمكاناتك في جميع جوانب الحياة، وليس فقط في المجالات التي تحبها، لأنه ليس كل ما يحبه الإنسان قادرا على تنفيذه؛ فقد تجيد في مجال معين ولكنك تحب مجالا آخر، مثل الشخص الذي يحب لعب كرة القدم ولكنه غير قادر على اللعب بها؛ فهو لم يخلق لها وليس لديه المهارات اللازمة. حدد كيفية تعاملك مع الحياة عاطفيا وماديا؟ حدد الأشخاص الذين يكونون إلى جانبك في الصعوبات أو عند سقوطك. انقطع عن من يعرقل طريقك؛ من يسبب لك العناء والتعب وكل من يضغط عليك بشكل سلبي، يمكنك طلب آراء الآخرين في عملك من أولئك الذين تثق بهم. اعترف لنفسك أنك كنت سيئا ولكنك لا تزال ترغب في المشاركة. في هذا المقال، تقدم الموسوعة بعض النصائح التي قد تساعدك في تطوير ذاتك.

كيفية تطوير الذات وبناء الشخصية

  • لكي نتمكن من فهم أسباب سلوكنا وتصرفاتنا الحالية، يجب علينا فهم الماضي والتعرف عليه، قد يكون الماضي مؤلما ولكنه بالتأكيد هو السبب الأساسي لحالتنا الحالية من السلبيات والإيجابيات
  • فالتربية التي نحصل عليها منذ صغرنا، سواء من الأسرة أو المدرسة أو التفاعل مع الأطفال الآخرين والاحتكاك المستمر بالجيران والأقارب؛ بالإضافة إلى المكان الذي ننشأ فيه وطبيعة المناخ، كل هذه الأمور تؤثر بشكل كبير في تكوين شخصيتنا
  • إذا كانت التربية الأسرية تعتمد على الحرية والتعبير عن الرأي والعلاقة الودية بين الأفراد وتلبية الرغبات بشكل متوسط والمشاركة في النشاطات والتشجيع المستمر، ستصبح الشخصية قوية ومتأكدة ولا تشعر بالنقص وستكون قادرة على الأداء بشكل أفضل دائما
  • وعلى العكس، إذا كانت الأسرة مستبدة وتتبع أسلوب العقاب والقسوة تجاه أبنائها، فإن ذلك يؤدي إلى تكوين شخصية ضعيفة وغير واثقة
  • ومن هذا المنطلق يمكنك العثور على تفسير شخصيتك، فأي شيء يتحرك بعيدا عن الاستقامة
  • يؤثر المناخ أيضا في الشخصية، حيث أظهرت الدراسات العديدة أن الأشخاص الذين يعيشون في مناخ عالي الحرارة يكون لديهم ثبات انفعالي أقل، حيث يصبحون أكثر انفعالا واستثارة ولا يميلون لمساعدة الآخرين. لذلك، عندما تكشف عن كل ما حدث في طفولتك، ستتمكن من حل معظم مشاكلك الشخصية من خلال ذلك. وإذا كانت مشاكل الطفولة كبيرة، يمكنك أن تطلب مساعدة أخصائي في الارشاد النفسي ليساعدك في حلها والبدء من جديد

كن مستقلًا

  • لتحقيق ذاتك وتطويرها، يجب أن تشعر بالاستقلالية، ويبدأ هذا الشعور في سن 6 ل 7 سنوات حيث يشعر الطفل بالكبر والقدرة على تحمل المسؤوليات، يرغب في الركوب والذهاب للشراء وحده، ويرغب في ارتداء ملابسه وحده، يرغب في معاملة تليق بكبره، ومع مرور الوقت وابتعاد الوالدين، سيصبح الشخص مستقلا دون الحاجة لتعليم ذلك، ولكن يمكن تنمية الاستقلالية من خلال اختيار أهدافنا واختيار الطرق المناسبة، يمكن استشارة الكبار ذوي الخبرة ولكن دون فرض الرأي أو التحكم فيما نريد، يجب أيضا الابتعاد عن كل ما يعيق استقلاليتنا ويترك بصمات سيئة ومن يثبطنا وينتقد آراءنا واتجاهاتنا وطرقنا

ولذلك عدة خطوات :

  1. كسر شعورك تجاه المواقف المحرجة التي تعرضت لها من قبل. مرر فوقها ولا تدعها تؤثر فيك
  2. افصل نفسك عن والديك، لا يجب أن تظل متوحدا معهما إلى الأبد، فأنت الآن أصبحت كبيرا ويجب أن يكون لديك شخصية مختلفة عنهما، ابحث وانقد واكتشف بنفسك سمات شخصيتك الكامنة
  3. حاول أن تتقبل الأحداث المؤلمة الماضية وتخرجها من الكبت واللاشعور، واعلم أن كل هذا لم يحدث بإرادتك ولكن ما أنت عليه الآن هو إرادتك أنت
  4. لا تتبع دائما جميع القيم والمبادئ المفروضة في المجتمع، بل ابن منها ما يناسب تفكيرك وما أنت مقتنع به واصنع لنفسك مبادئ وحدود تمشي عليها

ابحث عن أهدافك

أسعد الناس هم الذين يعيشون من أجل تحقيق الهدف. الأهداف هي التي تمنح الحياة معنى، بينما من يعيشون للمتعة فقط سيجدون نهايتها. لذا، حدد لنفسك أهدافا تسعى لتحقيقها، وابحث عن معنى لحياتك بحيث تستيقظ كل يوم وأنت تعلم لماذا عليك أن تستيقظ

فكر فيما تريد حقًا

حياتك قيمة وثمينة، يجب عليك توجيهها نحو تحقيق أهدافك ومبادئك وقيمك. لا تسمح للأفكار السلبية بالسيطرة عليك. كثيرا ما يفكر الناس فيما لا يقومون به وينسون ما قاموا به فعلا. لتحقيق ذلك، يجب أن تتخلص من دفاعاتك الداخلية من خلال معالجة ماضيك وتقبل ما حدث دون قمعه أو تجنبه. عندما تتخلى عن دفاعاتك الداخلية، ستتمكن من التخلص من النقد الداخلي الذي يسألك دائما من أنت وماذا تعتقد عن نفسك. لا تتغير، لا تتجاهل، فأنت جيد كما أنت، لا تقم بالمحاولة. ستصبح مضحكا في نظر الآخرين. اتبع الطريق المضمون، لا تعبر عن آرائك أو أفكارك حتى لا تتعرض للسخرية. وإذا كنت تعيش مع شريك حياتك، ستجد نفسك لا ترغب في أن يهتم بك لأنك تعتقد أنك لا تستحق ذلك. ولكن ستنتهي كل هذه الأمور وستصبح شخصا إيجابيا يفكر فيما يريد لنفسه ويسعى للأفضل

اعرف قوتك الشخصية

  • فيما يتعلق بمعرفتنا بتأثيرها وأهميتها فيما حولنا، فإن كل شخص يؤثر فيما حوله بطريقة أو بأخرى؛ يقول الدكتور فايرستون: تعتمد القوة الشخصية على الثقة والكفاءة التي يكتسبها الأفراد في مراحل تطورهم، فالقوة الشخصية تعني أنك لست ضحية ولا تعزو أسباب فشلك إلى ظروف الحياة، بل أنت مقاتل قوي في هذه الحياة، تقف أمام الظروف وتتحداها
  • ولتكون لديك قوة شخصية يجب أن :
  1. تتخذ قرارات منطقية في حل المشكلات .
  2. صياغة أهدافك واختيار الوسائل المناسبة لحلها
  3. تكون مبادرًا ومستقلًا وليس اعتماديًا وسلبيًا .
  4. تكون مستعدًا لاكتشاف أفكار جديدة .
  5. تقبل النقد البناء .

ساعد الآخرين

  • يقول غاندي إن أفضل طريقة للعثور على نفسك هي أن تكرس حياتك في خدمة الآخرين، من خلال الكرم ومساعدتهم ومحاولة إسعادهم، فهذا يمنح الحياة معنى أعمق، وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يسعدون الناس ويساعدونهم يكونون أكثر سعادة من الآخرين، لذا يمكنك تبني الكرم والإيثار والرحمة لتحقيق الرضا والصحة النفسية

لكي تستمر في تطوير ذاتك، يجب عليك اختيار المجال الدراسي أو المهني المناسب لك لتثبت نفسك فيه وتظهر شخصيتك وتفكر في الآخرين، ويجب أن يكون هذا المهنة أو المجال:

  • مناسبة لذكائك و قدراتك وميولك : يجب أن تعترف لنفسك أن كل شخص مميز بشكل أو باخر، فأنت لديك قدرات تميزك عن الآخرين، والآخرين لديهم قدرات أيضا، لذلك إذا حاولت في عملك ولم تنجح فلا تعزز ذلك لنفسك ولا تلوم نفسك بل قبل أن تلك قدراتك وأنه ليس بإمكانك القيام بما لا تستطيع القيام به (رحم الله رجلا عرف قدر نفسه)
  • مناسبة لحالتك النفسية والشخصية، إذا كنت شخصا انطوائيا، فمن الصعب أن تقوم بأعمال تتطلب مواجهة الجماهير، وإذا كنت اجتماعيا، فمن الأفضل ألا تبقى وراء الكمبيوتر
  • أن تكون متفاعلا معها عاطفيا، أي أن تشعر بها أثناء قيامك بها مثل لاعب كرة القدم الذي يكون مرتبطا بالكرة حيث يمكن أن يؤثر إحساسه الشخصي على أداءه بسبب ارتباطه بها
  • أن تشعر بقيمتها بالنسبة للمجالات الأخرى .
  • أن تشعر بأهميتك فيها وبما يمكن أن تحققه بعدها

فكر في يومك

بعد عودتك من العمل وفي نهاية اليوم، قم بمراجعة كل ما حدث في ذلك اليوم من أخطاء أو مواقف وكيف تعاملت معها بشكل جيد. هل ساهمت بشكل جيد في هذا اليوم؟ وكيف ساهم الآخرون في مساهمتك؟ ما يمكنني فعله بشكل مختلف في المرة القادمة عندما يطلب مني شيء مشابه؟ وما يمكنني فعله غدا لأن أكون مختلفا عن الآخرين؟ وفي النهاية، اسأل نفسك ما تعلمته اليوم، سواء في العمل أو من خلال تفاعلك مع الآخرين؟

تعلم من الآخرين

عندما يكون لدينا دائما قدوة في الحياة والعمل، نتمنى أن نكون مثلهم دائما؛ ناجحين وجذابين وقادرين على أداء الأعمال بسهولة والتعامل بشكل جيد مع الآخرين. يمكننا مراقبة سلوكهم واستخلاص الدروس منه عن طريق الإجابة على بعض الأسئلة مثل: ماذا يمكنني فعله لتطوير نفسي في مجالي؟ وماذا يمكن أن يساعدني على أن أصبح أفضل؟ وما هي العوائق التي قد تعيق تركيزي وتشتت انتباهي؟ يمكن أن يكون هذا الشخص مديرا لي، أو صديقا، أو معلما في مدرستي، ولا تنس أن الاقتداء بالناجحين يجعلنا أيضا ناجحين

اكتشف معلومات عن عملك

حاول أن تبدأ مرة أخرى وتعتبر أنك تبدأ من الصفر، حتى لو كنت تعمل منذ سنوات يمكنك بدء عملك من البداية وهو البحث عن العمل الذي تقوم به وكيفية تطوره من خلال المواد العلمية الإضافية التي تساعدك في اتباع أفضل الطرق للعمل أو الاستذكار في أقل وقت وجهد، ومعرفة طرق التطور

مارس هواياتك

حاول تنمية نفسك في مجالات أخرى إلى جانب عملك، لا يمكنك الاستمرار في الوقوف في مكان واحد في عملك بدون حركة، يجب أن تخصص فترات للاستمتاع بنفسك وتطوير نفسك فيها أيضا، ابحث عن الأشياء التي تحبها وترغب في القيام بها ولكن تمنعك الحياة من ذلك. حدد على الأقل يوما أو يومين لتستعيد حيويتك ونشاطك فيها قبل العودة لعملك، اختر نشاطا يمكنك الاستمتاع به وتحقيق طاقتك به

اقرأ

القراءة هي مفتاح تطوير الذات ووسيلة لتعلم من أخطاء الماضي. إنها تنير العقل وتوسع الآفاق وتهذب السلوك. بالإضافة إلى ذلك ، تساعد على اكتساب اللغة وتسهم في أهم العمليات العقلية مثل التخيل والفهم. تعلمك القراءة التفكير النقدي والاستقلالية وتحليل المعلومات ووضع الخطط للمستقبل

هرم ماسلو لتطوير الذات

يقدم لنا العالم النفسي ماسلو هرما تدرجيا للاحتياجات التي يجب على الإنسان تحقيقها لتطوير وتحقيق الذات

  • الاحتياجات الأساسية تشمل توفير الطعام والشراب
  • الأمان يعني عدم الشعور بالخطر والتهديد
  • يحتاج الإنسان إلى الحب والانتماء، حيث يحب أن يشعر بانتمائه إلى مكان وأشخاص يحبونه بلا قيود
  • الحاجة إلى تقدير الذات حيث يرغب الإنسان دائما في أن يشعر بأهميته وأنه بحاجة لتقدير الآخرين لعمله وإنجازاته
  • بعد اتخاذ الخطوات السابقة لتحقيق الذات، يتشكل لدى الفرد شخصية قوية ومستقلة تسعى لتحقيق هدفها وتتطور باستمرار. تصل إلى الاكتفاء الذاتي وتساعد الآخرين، وتكون شخصية واثقة وجذابة وواضحة وصريحة

في النهاية قد تواجه بعض الصعوبات في الطريق، ولكن يجب أن تدرك أن جميع الناجحين قد مروا بهذه الصعوبات، وربما تجاوزوها، لذا لا تستسلم وكن طموحا، حاول مرارا وتكرارا حتى تحقق ما تريد، طالما أنت واثق من قدرتك على الوصول إليه، احتفظ بالأمل وكن متحمسا، فكلما زادت صعوبة الرحلة زادت متعة الوصول، وتابعنا على الموسوعة لتحصل على كل جديد في جميع مجالات الحياة

مصادر:

1،2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى