أدلة و مراجعاتكتب و أدب

رحمه حرف الالف

رحمه حرف الالف ، حرف الألف هو من أكثر الحروف استخداما في اللغة العربية، وقد قيل أن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحظوا أن حرف الألف هو الأكثر انتشارا في اللغة العربية، فقام الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بإلقاء خطبة خالية من حرف الألف، وفي هذا المقال نقدم لكم نسخة من تلك الخطبة بدون حرف الألف

جدول المحتويات

خطبة الامام علي بدون حرف الالف

يقول:

حمد وثناء وجلال

  • أشكره على عظمة نعمته، وأثني على نعمه، وأسبق في الاعتراف برحمته، وأكملت كلمته، وأنجزت مشيئته، وأدركت حجته، وقامت قضيته، وأشكره بشكر يقر بربوبيته، وأنا مخضع لعبوديته، وأعترف بتوحيده، وأستعيذ من وعيده، وأرجو من ربي مغفرة تنجيني، في يوم يشغل عن فصيلتي وأبنائي، ونستعين به ونسترشده، ونؤمن به ونتوكل عليه، وأشهد له بضمير مخلص مؤمن، وأبرره بتوحيد عبد مقتنع، وألوهيته ألوهية عبد مخلص.
  • لا يمتلك شريكا في ملكه، ولم يكن له ولي في صنعه، عظيما في مشيره ووزيره، فريدا عن أمثاله ونظيره.
  • العلم يغطي، والبطن يعلم، والملك يقهر، والعصا تغفر، والعبد يشكر، والحكم يعدل، والتكريم والتفضيل.
  • لا يزال ولم يزل، ليس له مثيل، وهو قبل كل شيء وبعد كل شيء.
  • بسموه، يعتبر ربا متفردا بعزته، متملكا بقوته، متقدسا بعلوه، متكبرا.
  • ليس يدركه بصر، ولم يحط به نظر.
  • قوي ، منيع ، بصير ، سميع ، عليم ، حكيم ، رؤوف ، رحيم ، عزيز ، عليم.
  • من الصعب وصفه بالكلام، وضل في نعته من يعرفه.
  • قرب فبعد، وبعد فقرب.
  • يستجيب لدعوة من يدعوه، ويحقق طلب عبده ويحبه.
  • ذو لطف خفي وبطش قوي ورحمة واسعة وعقوبة موجعة.
  • رحمته جنة واسعة وعقوبته جحيم مغلق ومنكر.

صلاة على المصطفى

  • شهدت بعثة محمد عبده ورسوله صفية وحبيبه وخليله، بعثه في أفضل عصور الزمان، ورغم المعاناة والكفر، فهو رحمة للعبيد ونعمة لمزيده.
  • اختتم بالنبوة وأقوى به حجته، ووعظ ونصح وبلغ وكدح، كان رحوفا بكل مؤمن ورحيما ووليا سخيا وذكيا ورضيا، عليه رحمة وسلام، وبركة وتعظيم، وتكريم من رب غفور رحيم قريب مجيب.

نصيحة واجبة

  • أوصيكم جميعا الذين حضروا، بتقوى ربكم، وذكرتكم بسنة نبيكم، فعليكم أن تحترموا يأنبوتكم، وتخافوا من تساقط دموعكم، وتتقوا لتنجوا في يوم يذهلكم، ويبتليكم فيه من ثقلت حسناته وخف وزن سيئاته
  • ليكن سؤالكم مسألة ذل وخضوع وشكر وخشوع وتوبة ونزوع وندم ورجوع، ولتستغلوا كل فرصة قبل فواتها، صحتكم قبل مرضكم وشبابكم قبل هرمكم وقوتكم قبل ضياعها ووقتكم قبل اشتغالكم وحضوركم قبل سفركم، قبل أن تكبروا وتصبحوا مرضى وتملوا من طبيبكم وتفقدوا مصدر دخلكم وتتغير عقولكم وتستنزفوا عمركم، ثم يقال: إنها فرصتكم الضائعة وجسمكم المتهاوي، قد تألمتم كثيرا وحضرت لكم جميع الأشخاص المقربين والبعيدين، فتأملتم بأعينكم ورغبتم بنظركم وتعبتم من الحزن وسكنتم لهواكم وجذبتم أنفاسكم وألمتم من خسارة حفل زفافكم وحفرتم الجدران وتعبتم من رعاية أطفالكم وانتشرتم عنهم وقسمتم ممتلكاتكم وفقدتم بصركم وسمعكم وتمتمتم وجهكم وتجردتم من ملابسكم واستعدتم للموت وودعتم وسلمتم وحملتم جثته فوق سرير وصليتم عليه بالتكبير ونقلتمه من البيوت المزخرفة والقصور المبنية ووضعتمه في قبر ضيق مرصوص بالطين والحجارة ورشتم عليه حفره وهدمتم الأمل بعودته ونسيتم أخباره وتراجعتم عنه ومآسيه وأقاربه وأصدقائه وأحبابه وتغيرتم معه قرينته وحبيبه وصديقه المخلص، فهو محشور في القبر ومحتجز في الهلاك، يجتاح جسمه ديدان القبر ويسيل صديده من أنفه، يسحق ثوبه ولحمه ويجفف دمه ويهشم عظامه، حتى يوم القيامة ينشر من قبره

يوم القيامة

  • ثم ينفخ في الصور ويدعو للحشر والنشور، فيحدث اضطراب في القبور ويبدأ في ظهور الصدور، ويأتي كل نبي وصديق وشهيد ومتكلم، ويأتي لفصل حكمه رب قدير، فإنه خبير وبصير بعباده، فكم من زفرة تزعجه وحسرة تحزنه في مشهد عظيم وجليل، بين يدي ملك كريم، يعلم كل شيء صغيرا وكبيرا
  • في ذلك الوقت، يكون عرقه مثبتا، ويزيد قلقه، وتعبره عبرات غير مرحومة، ويصرخ بصوت غير مسموع، وتكون حجته غير مقبولة، وتظهر صحيفته، وتظهر جريرته، ويعبر كل عضو فيه عن سوء عمله، وتشهد عينه بنظرته، وتشهد يده بقوتها، وتشهد رجله بخطواتها، وتشهد جلده بلمسه، وتشهد فرجه بلمسه

العذاب

  • ويتهدده بالنكر والنكير، ويكشف عنه بصير، فيسلسل جيدا، ويغل ذراعه، وسيتم سحبه وحده، فيورد إلى جهنم بعذاب شديد، ويعذب فيها في النار، ويسقى شربة من حميم يحرق وجهه، ويجرح جلده، يعذبه زبانيته بمقمع من حديد، يتجدد جلده بعد نضجه بجلد جديد، فيستغيث فيعرض عنه خزنة جهنم، ويستصرخ فيبقى لفترة طويلة بندم

الثواب

  • نستعيذ بالله القدير من شر كل مصير، ونسأله أن يعفو عنا إذا رضي عنا، وأن يغفر لنا قبل أن نستغفر منه، فإنه هو حامي طلباتنا ومنفذ ما نرغب فيه، فمن يبتعد عن عذاب ربه سيسكن في جنته بجواره، وسيعيش في قصور مبنية، وسيكون له حور عين وحفدة، وسيشرب من أكواب طيبة، وسيسكن في حضرة فردوسه، وسينعم بالملذات، وسيشرب من نبع تسنيم، وسيشرب من عين سلسبيل الممزوجة بزنجبيل، وسيكون مختوما برائحة المسك الدائمة للسرور، وسيشعر بالسعادة، وسيشرب من خمور في روضة مشرقة وفيرة لا يصاب بالصداع من شربها، ولا ينزف هذه المنزلة من خشية ربه وحذر نفسه، وهذه هي عقوبة من عصى خالقه وتجاوزت رغباته

خاتمة

  • هذا هو قول مفصل وحكم عادل، وأفضل القصص المحكية ووعظ بها النص، نزلت من الحكيم الحميد، وأنزل بها روح القدس الواضح، على نبي مهتد مكين، وصلوات الله وسلامه عليه وعلى الرسل السفرة المكرمين الأبرار
  • أعتصم بالله الرحيم من شر كل شيطان مرجوم، بل تضرع بكل تضرع لكم، وليتضرع بكل تضرع لكم، فلنستغفر ربنا وربكم جميعا                

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى