الصحة النفسيةصحة

كيف تعرف انك ماعاد تتالم

كيف يمكن أن تعرف أنك لم تعد تشعر بالألم مرة أخرى؟ الآلام المستمرة غالبا ما تقضي على الإحساس. تطلق على هذه الحالة اسم التبلد، حيث تشعر ببرودة شديدة تجاه كل ما يحدث حولك. إذا انقلب العالم رأسا على عقب، فلن تكترث. ستوجه إليك العديد من الاتهامات بأنك شخص بارد الأعصاب أو أنك لا تمتلك المشاعر والأحاسيس، وأنك لا تشعر بمن حولك ولا تقدر حجم الحدث وأهميته. ومع ذلك، أنت ببساطة بريء من جميع تلك الاتهامات، لأنك تعانيت بما فيه الكفاية لتصل إلى هذه الحالة، وتجاوزت الكثير من أنواع الألم التي أدت إلى التبلد. ومن خلال هذه المقالة على موسوعتنا، سنتعرف بالتفصيل على هذا النوع من الحالات النفسية التي قد يتعرض لها الإنسان. فتابعونا.

جدول المحتويات

كيف تعرف انك ماعاد تتالم

الجميع يتحدث عن الألم، ولكن الألم الحقيقي لا يمكن أن يروى. نحن نتحدث ونعمل ونكتب ونضحك ونتشارك كل شيء. نرقص ونفرح وننجح ونحزن ونخاف ونبكي دون أن يشعر أحد بآلامنا. نواجه ونعاتب ونصمت ونتحدث ونثور ونحزن ونعود للصمت مرة أخرى. هذه هي الحالات التي يواجهها الإنسان في حياته.

على الرغم من أنه قد يظهر أمامك بمظهر جيد، إلا أنه في الحقيقة أفضل منك في بعض الأحيان، ولكن ما يخفيه ليس مهينا على الإطلاق. يعيش أزماته ويواجه مشاكله بصمت تام، من دون أن يشعر به أحد، ويتجنب مشاركة الآخرين في أمورهم، سواء كانت حزينة أم سعيدة.

يعيش حياته بشكل تام بذاته، دون أن ينتبه لما يقوله الآخرون أو يفعلونه، فيبدأون باتهامه بالأنانية وحب الذات، ويقول البعض الآخر أنه منعزل ومنغلق على نفسه، ويقول آخرون أنه لا يهتم بمشاركتهم فرحهم أو حزنهم.

هل يتأثر بتلك الكلمات؟، لا والله لن يؤثر بهم كلامهم على الإطلاق، بل سيستمر في حالة اللامبالاة التي اعتاد عليها منذ زمن بعيد. لن يهمه كيف يراه الآخرون من حوله، وما هي الصورة التي يتشكل في أذهانهم عنه، كل ما يفكر فيه الآن هو البعد. الابتعاد عن كل شيء قد يؤثر على حالته النفسية، فتزداد سوءا أكثر مما يعيشه، يتجنب التصادم بالآخرين مرة أخرى.

كم مرة تعلقت بشخص وفارقته، كم مرة شاركت الآخرين سعادتهم وحزنهم وتركوك وحيدا في أحزانك، وكم مرة حاولت الاندماج معهم والمشاركة معهم، ولكن في النهاية تلقيت فقط الألم.

هناك العديد من العلامات التي يمكنك استخدامها لمعرفة أنك لم تعد تعاني، وسنذكرها لكم في الأسطر التالية.

كيف اعرف أني كئيب

لا تتعجب عندما يصفك البعض بأنك شخص كئيب، فهم لا يشعرون بمدى معاناتك، كل ما يرونه منك هو عدم اهتمامك، ومن العلامات التي تدل على كئابتك وعدم احتضانك للألم، التي يمكنك ملاحظتها وتعرف من خلالها أنك حزين ومكسور الروح بنظر البعض:

تبلد الإحساس

  • عدم القدرة على مشاركة الآخرين أفراحهم، أو أحزانهم، فإن حدث ما يصيبهم لن تتأثر، وإن تعرضوا لحادث سعيد لن تشعر بالسعادة، فالحالتين عندك سواء.

اللامبالاة

  • إذا توجه أحدهم إليك بكلام سيء واستهزاء، فلن تهتم بالرد عليه ولن تحزن بشكل أساسي، ولن أكذب عليك عندما أقول لك أنك لن تتذكر هذا الكلام على الإطلاق.
  • لن يتغير الأمر إذا أبدى الجميع إعجابهم بك وشخصيتك أو أشادوا بك، فإن التمجيد أو الانتقاد لن يكون لهما تأثير في تحفيزك أو إحباطك.

الانعزال

  • عدم الرغبة في مشاركة كلمات الآخرين وأحاديثهم، حيث اعتادوا على اعتبارك عضوا غير مؤثر بينهم، لذا لم تكن مهتما بهم من البداية.

النوم لفترات طويلة

  • النوم هو أفضل وسيلة للهروب لمن يعانون من تبلد المشاعر، ففيهم يجدون راحة شديدة من كل ما يعانونه في الواقع.

اضطرابات في الشهية

  • غالبا ما يتعرض هذا الشخص لاضطرابات حادة في الشهية، حيث يزداد اندفاعه لتناول الطعام بشكل كبير، أو يفقد شهيته تماما ويتوقف عن تناول الطعام.

سوء الحالة النفسية

  • يعاني من حالة نفسية سيئة، لذا سرعان ما يبكي بسبب أسباب ضئيلة، أو يظهر انفعاله داخليا، دون أن يعلن ذلك للآخرين.

صفات الشخص المريض نفسياً

  • من المؤكد أن أعراض التبلد أو فقدان الشعور تعتبر حالة من حالات الأمراض النفسية، والتي تنجم عن تعرض الإنسان لصدمات كثيرة في الحياة، والتي تسبب له ألما شديدا.
  • فالأحزان تتعاقب، وينتج خيبة الأمل في الأشخاص أو الفشل المستمر عن الشعور بعدم الاهتمام، وهذه أحد العوارض الناتجة عن الاكتئاب.
  • يجب علينا أن لا نستهين بهذا الأمر، ففي بعض الحالات يكون الاكتئاب أشد قوة من السرطان، حيث يدفع الشخص بسرعة للتفكير في الانتحار وإنهاء حياته.

كيف تتخلص من تبلد المشاعر

هناك العديد من النصائح التي يمكنك اتباعها للتخلص من تلك الحالة على الفور، وهي:

  • أن تحيط نفسك بمجموعة من الأشياء التي تولد في نفسك الطاقة الإيجابية، مثل الألوان الزاهية وضوء الصباح وغيرها من الأمور التي تساهم في بث السعادة في نفسك.
  • قم بالتخلص من جميع الأفكار السلبية والذكريات المؤلمة التي تراودك دائما، وحاول استبدالها بلحظات سعادة جديدة تصنعها بنفسك.
  • تشكيل صداقات جديدة والمشاركة مع العائلة في التجمعات الأسرية والاستمتاع بهذه اللحظات.
  • ممارسة الرياضة، حتى لو لمدة ساعة واحدة على الأقل.
  • زيارة الأماكن المفضلة مثل شواطئ البحر والمتنزهات.
  • ممارسة الأعمال اليومية والتخلص من أوقات الفراغ الممكنة أن تزيد من حدة الاكتئاب.
  • تناول الأطعمة المفضلة، وكذلك الأطعمة التي تزيد من هرمون السعادة في الجسم، والاستماع إلى أنواع من الموسيقى الهادئة.

في النهاية، إذا لم تكن تلك الأمور السابقة مفيدة لك، عليك أن تستشير طبيب نفسي، الذي سيوصي ببعض العلاجات النفسية التي ستقلل من حدة فقدان الإحساس أو الاكتئاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى