الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

حكم من لم تقضي صيام رمضان

قرار بشأن من لم يصم في شهر رمضان، الشهر الذي فرضت فيه الصيام وهو الشهر الأعظم في قلوب المسلمين، بسبب السلام الداخلي والراحة التامة التي يجدونها في الاقتراب من الله العزيز الجليل، وبالتالي فإن الصيام يكون محبوبا لهم ويستمتعون بأداء هذه الفريضة ابتغاء لوجه الله سبحانه وتعالى. تم فرض الصيام على كل مسلم ناشئ، عاقل، وصحيح الحالة القادر على الصيام. ولقد أباح الإسلام الفطر لبعض المسلمين مثل المرضى والمسافرين وغيرهم، ولكنهم ملزمون بقضاء الأيام التي أفطروا فيها خلال شهر رمضان بعد انتهائه. فماذا يحدث إذا لم يقم المسلم بقضاء الأيام المفروضة عليه؟ هذا هو الموضوع الذي سنناقشه في هذه المقالة.

حكم من لم تقضي صيام رمضان

لدى الكثير من المسلمين أسباب مشروعة لعدم الصيام في شهر رمضان الكريم الذي أوجب الله على جميع المسلمين الصيام، فمنهم من يقضي أياما فطرها في شهر رمضان بعد انقضاء الشهر الكريم، ومنهم من لا يقضي أيام الصيام التي فطرها حتى يأتي رمضان القادم، ويكون معظم الذين يجب عليهم قضاء أيام من رمضان هم النساء بسبب الحيض أو النفاس المستمر، ومن الواجب قضاء المفطرات بعد انتهاء الشهر، ولا يوجد مانع من تأجيل القضاء لما قبل رمضان، وذلك بناء على حديث عائشة رضي الله عنها حيث قالت: “كان علي الصيام من رمضان، فلا أستطيع أن أقضي إلا في شعبان”، ولا يوجد ضرر في تأخير القضاء، ولكن من المستحب أن يتم القضاء بأسرع وقت ممكن، ونحن لا نعلم في أي لحظة سنموت.

حكمه حسب رأي الجمهور من علماء الأمة

من لم يقض ما عليه من أيام صيام في شهر رمضان المبارك حتى يدرك رمضانا آخر، فإنه يجب عليه:

  • التوبة عن هذا الإثم.
  • قضى أيامه في صيام شهر رمضان المبارك.
  • يجب دفع كفارة عن كل يوم تفطر فيه، وهي إطعام مسكين عن كل يوم من أيام الفطر، ويكون مقدارها نصف صاع من طعام البلد الذي يعيش فيه.

تختلف آراء العديد من الأئمة الكبار للأمة الإسلامية بشأن ضرورة دفع كفارة لمن لم يقض حتى يصل رمضان التالي.

رأي الشافعية والمالكية والحنابلة

وافق الأئمة الثلاثة على ضرورة دفع الكفارة، وتقديم وجبة للفقير عن كل يوم قضى فيه الصيام بالإضافة إلى قضاء تلك الأيام.

رأي الإمام أبي حنيفة

رأى الإمام أبو حنيفة أنه ليس على الشخص الذي لم يقض الأيام التي أفطر فيها من شهر رمضان حتى وصول رمضان التالي أن يدفع كفارة بإطعام مسكين عن كل يوم، بل يجب عليه فقط قضاء تلك الأيام، وذلك بناء على قول الله في الآية رقم 185 من سورة البقرة: “ومن كان مريضا أو علىٰ سفر فعدة من أيام أخر “، فلم يذكر الله في هذه الآية الكريمة وجوب دفع الكفارة على من أفطر بغير عذر.

رأي الإمام البخاري

يرى الإمام البخاري رحمه الله أنه إذا حان شهر رمضان الجديد ولم يكمل قضاء الأيام المفروضة عليه في الشهر السابق، فإنه يجب عليه أن يقضي فقط الأيام التي أفطرها في كل رمضان. وحجته هي أن الله لم يذكر الإطعام في هذه الحالة في كتابه، بل قال فقط “عدة من أيام أخر.

رأي الشيخ ابن عثيمين

يعتقد أنه ليس هناك حاجة لدفع كفارة الإطعام لأيام الصوم لأنها مخالفة للقرآن الكريم ولم يتم ذكر دفع الكفارة لأيام عيد الفطر للأعذار التي أباحها الله لعباده.

من يُباح لهم الفطر في أيام شهر رمضان

  • المريض بمرض يُرجى الشفاء منه.
  • بغض النظر عن إيجاد المسافر مشقة في سفره أم لا.
  • إذا كانت المرأة مرضعة أو حامل ويؤثر الصيام على صحتها أو صحة جنينها.
  • المرأة الحائضة أو النفساء ممنوع عليهما الصيام.
  • المريض بمرض لا يُرجى البرء منه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى