الجيش و الدفاعالقوانين والحكومات

حرب العاشر من رمضان

كما أن شهر رمضان هو شهر القرآن وشهر تلاوة القرآن وذكر الله تعالى، فقد كان وما يزال شهر الانتصارات الحافلة بأعظم القيم في التاريخ الإسلامي القديم والحديث، وفي هذا المقال سنتعرف على حرب العاشر من رمضان أو حرب أكتوبر، أحد انتصارات المسلمين والعرب في التاريخ الحديث، التي تعد شاهدا على زوال المحتل والمغتصب ولو بعد حين، فتابعونا على موسوعة

اسباب حرب أكتوبر

بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر وتولي الرئيس محمد أنور السادات قيادة البلاد، قرر الرئيس المصري السادات والرئيس السوري حافظ الأسد اللجوء إلى الحرب لاستعادة الأراضي التي فقدتها البلدين في سيناء بمصر وفي الجولان بسوريا

قصة حرب اكتوبر

التخطيط

بدأ التحضير للتخطيط للحرب عند تولي الفريق سعد الدين الشاذلي منصب رئيس أركان القوات المسلحة، وبعد دراسة الإمكانيات المصرية المتاحة ومقارنتها مع إمكانات إسرائيل، تم الهدف من ذلك التوصل إلى خطة تتناسب مع هذه الإمكانات، ووصل الشاذلي إلى أن الخطة بشكل عام يجب أن تكون محدودة، وأن يكون هدفها عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف، والتمركز دفاعيا بمسافة 10 إلى 12 كم شرق القناة حتى التجهيز للمرحلة التالية من تحرير الأرض، ولكن هذا الاقتراح تم رفضه، وكانت الخطة بعد المشاورات خطتين:

  • الخطة 41 التي تهدف إلى الاستيلاء على المضائق الجبلية في سيناء
  • خطة بناء المآذن العالية وهي خطة الفريق سعد الدين الشاذلي

وتم التخطيط أيضا لخداع العدو وتضليله قبل الحرب، ولإقناعه بعدم الاستعداد للقتال في المستقبل القريب  

موعد الحرب

تم تحديد موعد الحرب استنادا إلى عدة عوامل، وهي:

  • الموقف العسكري الإسرائيلي.
  • حال القوات المصرية.
  • تشمل المواصفات الفنية للقناة المد والجزر وحالة الجو
  • ضرورة ملاءمة التاريخ مع الواقع السوري
  • تكاد موعد الانتخابات البرلمانية يتزامن مع موعد الحرب، مما يؤدي إلى انشغال العدو
  • توقف البث الإذاعي والتلفزيوني في إسرائيل خلال العطلات الرسمية

احداث حرب اكتوبر

الضربة الجوية

نفذت أكثر من 200 طائرة حربية ضربات جوية على الأهداف الإسرائيلية، وأطلقت وسائل الاتصال ضد العدو وأثرت في إمداداته وذخيرته، وتسببت في خسائر فادحة له في الساعة الثانية بعد الظهر 14:00

المدفعية

بعدها بخمس دقائق 14:بدأت المدفعية بالقصف المكثف للتحصينات الإسرائيلية، وقامت قوات المشاة بتأمين التسلل عبر إبطال آلية عمل خط بارليف، وانتهى القصف في الساعة 14:20، وبدأ قصف أقل لتأمين قوات المشاة فقط

عبور القناة

تمكن قسم كبير من المشاة من عبور القناة في الساعة 18:30 عبر الجسور العائمة التي صممها سلاح المهندسين الذي استمر في إحداث ثغرات في الساتر الترابي، وفي الساعة 22:30 تم الانتهاء من بناء سبعة جسور، وبدأت الأسلحة الثقيلة في العبور

الهجوم المضاد الإسرائيلي

نظمت إسرائيل ثماني ألوية مدرعة لمواجهة الجيش المصري الذي عبر القناة، واندلعت المواجهات في 8 أكتوبر، وتصدت القوات المصرية بشجاعة للهجمات الإسرائيلية، وحدثت بعدها عدة معارك

تطوير الهجوم

طلب وزير الحربية الفريق أول أحمد إسماعيل من رئيس الأركان الفريق سعد الدين الشاذلي تطوير الهجوم شرق القناة لتخفيف الضغط على الجبهة السورية في 11 و12 أكتوبر، وعارض الشاذلي ذلك بشدة معتبرا أنه سيؤدي إلى انتحار القوات بسبب ضعف الحماية وسهولة تعرضها للقوات الإسرائيلية. لكن الوزير أصر على ذلك، وتم تنفيذ التطوير في الفترة من 13 إلى 14 أكتوبر، وتعرضت القوات المصرية لخسائر كبيرة نتيجة لهذا الهجوم، مما أدى إلى انسحاب القوات المصرية إلى رؤوس الجسور

ثغرة الدفرسوار

نتيجة لقرار تطوير الهجوم، إذا وجدت ثغرة غير آمنة بشكل كاف، وتم التحقق منها من قبل القوات الإسرائيلية، ستركز الهجوم عليها، وعلى الرغم من قوة المقاومة من الفرقة المصرية، نجحت القوات الإسرائيلية في التوغل إلى غرب القناة بعد توفير الدعم من المدرعات والمظلات

حاولت القوات المصرية سد الثغرة، ولم تستطع إيقاف القوات الإسرائيلية إلا عند ترعة الإسماعيلية

وقف إطلاق النار

بعد أن أدركت الخسائر، تم وقف إطلاق النار قبل السادات، ولكن إسرائيل لم تحترم هذا القرار. نجحت في حصار السويس، ولكن الجيش المصري والمقاومة الأهلية ورجال الشرطة تمكنوا من فك هذا الحصار. ثم تم إعلان وقف إطلاق النار مرة أخرى، ولكن الجيش الثالث تم حصاره. تم إعلان وقف إطلاق النار مرة أخرى واستمر حصار الجيش. انتهت المفاوضات بشأن إمدادات غير عسكرية للجيش الثالث. تم تبادل الأسرى، ولكن لم تتوصل المفاوضات إلى نتيجة ملموسة. تم تعيين اللواء الجمسي نائبا لمصر خلفا للشاذلي الذي استقال. ثم تم إعادة المفاوضات وتم الاتفاق على فتح قناة السويس للملاحة في عام 1975، وانسحبت القوات الإسرائيلية عن قناة السويس على بعد 55 كيلومترا

الجبهة السورية

على الجانب المقابل، نجحت القوات المصرية في اختراق خطوط آلون وتركزت على نقطتين شمال وجنوب القنطرة، وبدأت في التقدم نحو الطرق التي تربط الجولان ببحر الجليل. وكانت الجبهة السورية تشكل خطرا كبيرا على إسرائيل بسبب قربها من تل أبيب، فقررت إسرائيل الاعتماد على القوات الجوية لقصف المدرعات السورية. وكانت القوات السورية تتطلع للاستيلاء على مرصد جبل الشيخ، في حين عملت القوات الإسرائيلية على شن هجوم مضاد حتى وصلت إلى الخط الأول قبل بدء الحرب. وعاد الوضع إلى ما كان عليه عند وقف إطلاق النار، حيث استعادت القوات السورية مواقعها الحصينة وانضمت إليها قوات عراقية وأردنية. واستمرت إسرائيل في تقدمها حتى وقف الاشتباكات، مما أدى إلى انسحابها إلى قرب الحدود. وظل هناك قوة قليلة لكلا الجانبين، وتم توفير قوة دولية للحماية

تحدثنا اليوم عن حرب العاشر من رمضان، والتي تعد من انتصارات المسلمين في التاريخ الحديث خلال شهر رمضان المبارك. نسأل الله تعالى أن يجعل انتصاراتنا مستمرة في كل وقت وحين، وأن يعز الإسلام والمسلمين. تابعونا على موسوعة ليصلكم كل جديد، ودمتم في رعاية الله    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى