أدلة و مراجعاتكتب و أدب

شرح درس الفاعل ونائب الفاعل

نتحدث اليوم عن واحدة من أهم دروس النحو العربي، حيث إن الجملة في اللغة العربية تكون إما جملة اسمية أو جملة فعلية، ولا بد أن تحتوي الجملة الفعلية على فعل وفاعل، وقد يأتي نائب الفاعل مكان الفاعل، ولذلك فإن هذه الدرس مهم لأنه يعتبر جزءا أساسيا من النحو، وستواجهه كثيرا أثناء قراءتك للجمل المختلفة، وسنحاول اليوم توضيح كل ما قد يكون غير واضح حول موضوع الفاعل ونائب الفاعل، فتابعونا مع الموسوعة. اللهم أننا نطلب منك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين

شرح درس الفاعل ونائب الفاعل

تعريف الفاعل

  • الفاعل في اللغة هو من أوجد الفعل أو قام به
  • وفي اصطلاح النحويين: هو اسم موصوف أو مؤول بالموصوف ينسب إليه فعل مفعول به مبني للمعلوم أو تفسير ذلك الفعل الذي يسبقه
  • والاسم المعروف هو الاسم الصريح مثل محمد وفاطمة والمدرسة وغيرها من الأسماء
  • المؤول بالصريح هو المرتبط بحرف المصدر، إما لفظيا أو تقديرا، وهناك ثلاثة حروف هي (أن وما وأن)، كما في قوله تعالى: (أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم)، حيث أن الفاعل للفعل هو المؤول المكون من أن والفعل أنزلنا، وكذلك في قوله تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم)، حيث أن فاعل الصفة المشبهة هو المصدر المؤول المكون من ما المصدرية والفعل الماضي عنتم
  • والفاعل لا يكون غير اسم، لذا لا يأتي فعلا ولا حرفا
  • وشبه الفعل أو ما يتعلق بتفسيره يشمل كل ما يقوم به الفعل مثل اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة وصيغة التضخيم واسم التفضيل والمصدر واسم المصدر واسم الفعل
  • وذلك مثل قوله تعالى: (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس)، فألوانه تؤثر بشكل فعال على مختلف، وهي اسم فاعل، ويمكن معرفة ما إذا كان الاسم يقوم بعمل الفعل أم لا من خلال وضع الفعل مكانه، ففي غير القرآن يمكن أن نقول: شراب يختلف ألوانه
  • يشترط أن يكون الفعل متقدما على الفاعل، ولا يجوز للفاعل أن يتقدم على الفعل بأي حال من الأحوال، حتى لا يحدث جملة اسمية مثل: محمد قام

أحكام الفاعل

وجوب الرفع

  • معنى أن إعراب الفاعل هو الرفع دائما، فيتم رفعها في اللفظ وعلامة رفعها هي الضمة، كما في قوله تعالى: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون)، أو بالواو كما في قوله تعالى: (قد افلح المؤمنون)، أو الألف، كما في قوله تعالى: (قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب)، ويرفع بضمة مقدرة كما في قوله تعالى: (ولقد جاءكم موسى بالبينات)، وتكون في محل رفع إذا كانت ضميرا أو اسم إشارة أو اسما موصولا أو اسما مؤولا
  • يمكن للفاعل أن يجر فعله بإضافة المصدر، كما في قوله تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين)، أو بإضافة زائدة، مثل قوله تعالى: (أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير)، ويمكن للفعل أن يجر بالباء الزائدة كما في قوله تعالى: (وكفى بالله شهيدا)، أو باللام الزائدة كما في قوله تعالى: (هيهات هيهات لما توعدون)
  • ويمكن أن يتكون الفاعل ويرتفع المفعول إذا فهم المعنى، وقد سمع عن العرب: خق الثوب المسمار، وهذا استثناء في القاعدة

لا يحذف

لأنه يعتبر عمدة أي عنصر أساسي في الجملة الفعلية وهو المحكوم عليه، فلا يكون الحكم ممكنا بدون المحكوم عليه، فإذا وجد في الجملة فإنه يكون الفاعل، وإذا لم يوجد فإنه يكون ضميرا مستترا يرجع إلى ما تقدم، مثل: محمد قام، أي: هو

وجوب تأخره عن رافعه

يجب أن يتأخر الفاعل عن الفعل أو يأتي عمل الفعل في ترتيب الجملة. إذا حدث شيء مخالف لذلك، يجب تقدير الفعل ضميرا مستترا يرتبط بالجملة السابقة. على سبيل المثال، عندما يكون المبتدأ نحو “محمد قام” أو عندما يتبع أداة تختص بالأفعال مثل أدوات الشرط والتحضيض، يعبر عن المقدم كفاعل لفعل محذوف واجبا يشير إليه المذكور. على سبيل المثال، قوله تعالى “وإن أحد من المشركين استجارك فأجره”، نقول “أحد” كفاعل لفعل محذوف، والتقدير هو “وإن استجارك أحد من المشركين استجارك

وجوب تجرد فعله من علامتي التثنية والجمع

  • فنقول: قام محمد، وقاما المحمدان، وقاموا المحمدون، وقامت الهندات، ومنه قوله تعالى: (قال رجلان)، وقوله: (وقال الظالمون)
  • وبعض العرب يضيفون للفعل المؤكد أو الجمع علامة تدل على التثنية أو الجمع، فيقولون: ضربوني قومك، وضربتني نسوتك، وضرباني

صحة حذف الفعل مع بقائه

وذلك يكون جائزًا وواجبًا:

  • يمكن حذف الفعل إذا تم الإجابة على سؤال صريح عن الفاعل، مثل قوله تعالى: (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله)، والجواب هنا هو “الله” هو من خلقهم. يمكن أيضا حذف الفعل إذا تم الإجابة على سؤال ضمني، مثل قوله تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال.رجال)، وفي هذه الجملة، “رجال” هم الفاعل للفعل المحذوف، وكأنه تم طرح سؤال “من الذي يسبح؟” والجواب هو “رجال”. يمكن أيضا حذف الفعل إذا تم الإجابة بالنفي، مثل قولك “بلى زيد” للشخص الذي قال “لم يحضر أحد
  • يتم حذف الفعل وبقاء الفاعل في مكانه، وذلك بأن يتم تفسير الفعل المحذوف بفعل يأتي بعده ويكون مرتبط بضمير الفعل أو ملابسته، أو بمعنى آخر أن يأتي بعد أداة تتعلق بالأفعال. على سبيل المثال، قوله تعالى: (إذا السماء انشقت)، فالسماء هي الفاعل للفعل المحذوف ويتم تفسيره بالفعل المذكور بعده. ومثال آخر في قوله تعالى: (وإن أحدا من المشركين استجارك) وقد سبق شرحه

تأنيث الفعل له وتذكيره

  • إذا كان الفاعل مؤنثا، فإن الفعل يكون مؤنثا وإذا كان مذكرا، فإن الفعل يكون مذكرا.
  • إذا كانت الفعل في الماضي فإن تاء التأنيث تأتي في نهايته، وإذا كان في المضارع فتأتي في بدايته وهي تاء المضارعة، مثل: قامت هند وتقوم سلمى.
  • ويجب تأنيث الفعل في موضعين: الشرط الأول أن يكون المبتدأ ضميرا متصلا يعود إلى مؤنث حقيقي أو مجازي، حيث المؤنث الحقيقي هو الذي له أب أو أم، والمؤنث المجازي هو الذي ليس له أب أو أم، مثل: هند نجحت، والشمس طلعت، والشرط الثاني أن يكون الفعل اسما ظاهرا متصلا بفعل حقيقي مؤنث، كما في قوله تعالى: (قالت امرأت العزيز الآن حصحص الحق).
  • ويجوز التأنيث والتذكير في موضعين: هناك حالتان يمكن أن يكون فيهما الفاعل اسما مؤنثا ظاهرا، الأولى عند فصل الفاعل عن الفعل بفاصلة، مثل “أتت القاضي بنت الواقف”، والثانية عندما يكون الفاعل اسما مجازيا مؤنثا، مثل قوله تعالى: “وجمع الشمس والقمر”.

الأصل أن يتقدم الفعل ثم الفاعل ثم المفعول

  • يجوز تقديم الفاعل على المفعول ويجوز تأخيره بشكل عام
  • يجب تقديم الفاعل عند حدوث اللبس، مثل ضرب موسى عيسى وأكرم صديقي، أو إذا كان الفاعل والمفعول ضمائر متصلة ولا يوجد تحديد في أحدهما، مثل قوله تعالى: (واصطنعتك لنفسي)، فلا يجوز في هاتين الحالتين تقديم المفعول على الفاعل
  • يجب أن يتم تقديم المفعول على الفاعل فقط وعدم تقديم الفعل، مثلا إذا كان المفعول ضميرا متصلا والفاعل اسما ظاهرا مثل فوله تعالى: (ما ودعك ربك وما قلى)، وذلك لكي لا ينفصل الضمير عن إمكانية الاتصال به، أو إذا كان الفاعل متصلا به ضمير يعود على المفعول، ففيجب تقديم المفعول لكي لا يعود الضمير على كلمة متأخرة في الجملة وبترتيب، على سبيل المثال قوله تعالى: (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن)، أو إذا كان الفاعل محصورا بكلمتي إلا أو إنما، مثل قوله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، وما أكرم محمدا إلا حسام
  • ويجب تقديم المفعول على الفعل والفاعل: إذا كان الفاعل يحمل أدوات الشرط والاستفهام، مثل قوله تعالى: (فأي آيات الله تنكرون)، أو إذا كان الفاعل ضميرا منعزلا عند التأخير فيجب أن يتصل به مثل قوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين)

نائب الفاعل

تعريف نائب الفاعل

هو ما يحل محل الفاعل بعد حذفه وتغيير صيغة الفعل ويأخذ أحكام الفاعل

أسباب حذف الفاعل

قد يحذف الفعل لعدة أسباب، ومنها:

  • الجهل به: نحو سرق الثوب، كسر الزجاج.
  • أو يتم حذفها للتبسيط، مثل قوله تعالى: “وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به”، وكتصحيح للسجع، مثل: “من طابت سريرته حمدت سيرته”، أو تصحيح النظم مثل قول الشاعر

علقتها عرضا وعلقت رجلا آخر وعلق رجل آخر غير ذلك

  • أو يحذف الفعل لغرض معنوي: تستخدم عدة أساليب في اللغة العربية للتعبير عن عدم تعلق غرض بذكره، مثل قوله تعالى: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها)، أو للإبهام، مثل: تصدق اليوم بمليون جنيه، أو للتعظيم، مثل: لعن إبليس، أو للتحقير مثل: قتل علي ابن أبي طالب أو الخوف منه مثل ظلم محمد أو الخوف عليه مثل قول الأم لزوجها كسر الزجاج خوفا على ولدها من العقاب
  • عندما يتم حذف الفاعل لأحد هذه الأسباب ويتم تنفيذ الفعل من قبل المفعول به أو غيره ، يجب أن تطبق عليها الأحكام التي ذكرناها سابقا للفاعل

بناء الفعل للمجهول

والأفضل في هذا الاسم هو أن نقول بناء الفعل للمفعول أو لمن لم يسم فاعله، لأن هناك أغراض أخرى لحذف الفعل غير الجهل بالفاعل كما تعلمنا

  • إذا كان الفعل مضارعا نضيف أوله ونفتح ما قبل آخره، فنقول فيه يضرب، وإذا كان ما قبل الآخر واوا أو ياء قلبت ألفا، مثلك يقول يقال، ويبيع يباع
  • وإذا كان الفعل في الماضي، فإنه يحتوي على حرف الواو في بدايته وينقض ما قبل آخره، نقول “ضرب ضرب
  • إذا كان الماضي يبدأ بتاء زائدة، فنقوم بإضافة الثاني أيضا، مثل “تعلمت تعلما
  • إذا بدأ الكلمة بالهمزة المتصلة والضم الثالث مع الأول، مثال: انطلق انطلق
  • إذا كان الماضي معتل العين مثل قال وباع جاز فيه ثلاثة أوجه: الكسر الخالص وقلب الألف ياء، والضم الخالص وقلب الألف واوا، والإشمام مع قلب الألف ياء، والإشمام هو الإتيان بحركة بين الضم والكسر، فنقول في قال: قيل وقول وقيل
  • وإذا كان الماضي ثلاثيا مضعفا، فإنه يحتوي على الثلاثة أوجه المتقدمة، مثل شد: شد شد شد

الأشياء التي تنوب عن الفاعل

المفعول به

  • هو الشخص الذي ينوب عن الفاعل ولا يمكن لأحد آخر أن ينوب عنه، وذلك كما قال تعالى: (وغيض الماء وقضي الأمر)
  • إذا كان المفعول به ضميرا مستترا للمخاطب والمتكلم، فقد أتينا بضمير مرفوع، مثل أكرمك محمد: أكرمت
  • وإن كان ضميرًا للغائب، مثل: أكرمتهم نقول أُكرموا.  
  • إذا كان الفعل المبني للمجهول يؤثر على مفعولين ليسا المبتدأ والخبر، فإن المفعول الأول يكون نائبا للفاعل والثاني يبقى منصوبا، على سبيل المثال: كسي الفقير ثوبا
  • ويمكن للثاني أو حتى الثالث أن ينوب في الفعل المتعدي إلى ثلاثة مستقبلين، ولكن عند وجود التردد، فيجب أن ينوب الأول فقط

المجرور بحرف الجر

  • وذلك عند فقد المفعول به، مثل: يسير في البحر، كما قال تعالى: “ولما سقط في أيديهم”
  • ومع ذلك، يجب أن يكون حرف الجر متصرفا، أي أنه يجر أي نوع من الأسماء، ولا يجوز استخدامه مع مذ ومنذ لأنهما يجرون فقط الأسماء التي تشير إلى الزمان، ولا يجب أن يكون حرف الجر يعبر عن التعليل مثل اللام

الظرف

  • يمكن أن يحل الظرف محل الفعل مشترطا أن يكون متصرفا ومختصا
  • والمتصرف: فإنه ليس ثابتا ومستمرا كما هو الحال في الظرفية، بل قد يتغير أحيانا مثل يوم وشهر، وبالنسبة للأفعال التي تحتاج إلى حروف الجر “عند” و “مع” و “قبل” فلا يمكن استبدالها بالظرفية
  • والمختص: هو الذي يمكن أن يكون وصفه مثل صوم يوم طويل، أو يمكن أن يضاف إليه مثل: صوم يوم الخميس، أو يمكن أن يكون علما، مثل: صوم رمضان

المصدر المختص

  • يعوض المصدر المتخصص عن الفاعل بشرط الاختصاص والتصرف كالظرف
  • المتصرف هو الذي يتجاوز النصب على المصدر، أي ليس من الكلمات التي تعرب مفعولا مطلقا منصوبا دائما، لذا لا يجوز استخدام كلمات مثل سبحان ومعاذ بنصب المصدر
  • والمختص هو ما يخصص بوصف أو إضافة أو غيرهما، وهذا مثل قوله تعالى: (فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة)

نيابة غير المفعول مع وجوده

  • إذا اجتمع المفعول به مع غيره، فإن البصريين يلزمون إنابة المفعول به عن الفاعل، وعند فقدان المفعول به يمكن إنابة غيره دون أولوية لأحد على الآخر
  • ويجوز إنابة غير المفعول مع وجوده، ولا يعطى الأولوية للكوفيون
  • ومثال ذلك: ضرب المهمل ضربا شديدا يوم تفريطه في واجبه
  • فالبصريون: يجب أن يكون المفعول المهمل الذي كنت تتعامل معه بدلا عن الفاعل
  • والكوفيون: لا يجب ذلك.

هذه كانت معلومات عن بابي الفاعل ونائب الفاعل ، وهما من أهم أبواب اللغة العربية التي يجب على كل من يدرس النحو العربي أو يتعامل معها أن يكون على دراية بها. نسأل الله أن يعلمنا وينفعنا بما تعلمنا ، فهو ولي ذلك وقادر عليه. تابعونا على الموسوعة العربية الشاملة لتصلكم كل جديد في مختلف العلوم والفنون ، وتبقون في أمان الله      

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى