الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار

هل صحيح أن شهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار؟، نحن الآن على وشك استقبال شهر رمضان المبارك، ذلك الشهر الذي أشار إليه الله عز وجل في القرآن الكريم. وكما ذكر في الأحاديث النبوية التي نقلها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، فإن هذا الشهر له فضل كبير ومكانة عظيمة في الإسلام، وقد اختصه المولى بنزول القرآن الكريم في ليلة القدر، تلك الليلة التي تعادل ألف شهر. ويجتهد المسلم فيه في العبادة والطاعة في كل وقت، ولكن بعد انتهاء العشر الأوائل من الشهر يقال إن أيام الرحمة قد انتهت وبدأت أيام المغفرة. وبعد انتهاء العقد الثاني من الشهر يقال إن المغفرة قد انتهت وبدأ العتق. فهل حقا رحمة الله ومغفرته تنتهي؟ وهل هناك حديث صحيح يثبت ذلك؟ سنتعرف على ذلك من خلال هذا المقال على موسوعة اليوم.

رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار

حسبما نقل سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عن شهر رمضان المبارك “إنه شهر يبدأ بالرحمة ويتوسطه المغفرة وينتهي بعتق من النار”.

وفيما يتعلق بصحة هذا الحديث، أفاد أهل العلم بأنه حديث منكر، وذكروا آخرون أنه ضعيف، سواء في السند أو في المتن.

وذلك لأنه لا يمكننا أن نثق في رواية سعيد بن المسيب؛ لأنه لم يحفظ أحاديث سلمان الفارسي على الإطلاق. وهذا ينطبق على السند.

فيما يتعلق بمضمون الحديث، لا يمكننا تحديد رحمة الله الواسعة التي تشمل كل شيء في عشرة أيام فحسب، وكذلك المغفرة والعتق، فهذه هي صفات الله عز وجل التي يمكن للمسلم أن يحظى بها في رمضان أو في أي وقت آخر. لا يمكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحديدها.

ومن هنا، يجب على المسلمين أن ينتبهوا لما ينقلونه عن رسولهم الكريم، لأن نقل أقوال خاطئة عنه يؤدي إلى الكثير من الإهانات سواء لك أو لشخص آخر. وفي الفترة الأخيرة، بدأ الكثير من الأئمة في نقل هذا القول في الخطب، لجهلهم بضعف هذا الحديث. ونسوا قوله صلى الله عليه وسلم “من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.

الحقيقة في هذا هي أن فضائل الله ليست مقتصرة على أيام معينة، والدليل على ذلك هو ما نقله أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم “عندما يكون أول ليلة من رمضان، تصفد الشياطين ومردة الجن، وتغلق أبواب النار، ولا يفتح منها باب، وتفتح أبواب الجنة ولا يغلق منها باب، وينادى كل ليلة يا طالب الخير تعال، ويا طالب الشر انحصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة”. حديث صحيح.

ومن هذا الحديث الصحيح نتبين أن الأول لا يمكن أن يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه لا توجد تناقضات بين الأحاديث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى