المعوقين وذوي الإحتياجات الخاصةالناس و المجتمع

هل طفلي التوحدي يعرفني

عزيزي القارئ، نحاول من خلال مقالنا اليوم أن نوفر حلا، وربما إجابة لسؤال يدور في خاطرك، وهو هل يعرفني طفلي التوحدي؟ يواجه العديد من الآباء والأمهات صعوبة في التعامل مع ابنهم المصاب بالتوحد، ويعتقدون أنه لا يعرفهم ولا يفهم ما يحيط به، ولا يستطيع التعبير عن احتياجاته بشكل صحيح. لذا، سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة في السطور القادمة على موسوعتنا.

هل هل طفلي التوحدي يعرفني

فلنقل يا عزيزي القارئ، إن التوحد في الأساس هو اضطراب عصبي يصيب الأطفال، وبالتالي يؤثر على إدراكهم ووعيهم وفهمهم، وتتجلى أعراضه في ضعف التواصل والتفاعل الاجتماعي، وتكون اهتماماتهم وسلوكياتهم مقيدة إلى حد ما.

إن الطفل المصاب بالتوحد يظهر استجابة قليلة للأشخاص الذين ينادونه، فالتواصل لديه يكون عن طريق النظرات أكثر من استخدام الكلمات، ولا يجيد استخدام لغة الجسد والإيماءات للتعبير عن نفسه، ويترافق مرض التوحد بشكل معتدل مع العدوانية وضعف في استخدام اللغة، وقد يقوم أحيانا بتدمير ممتلكاته وقد يصر على ضرب رأسه أو عض يديه.

أعراض مرض التوحد

يشترك العديد من الأطفال في مجموعة من الأعراض المختلفة التي تشير إلى إصابتهم بالتوحد، وعندما تظهر هذه الأعراض على طفلك، فهذا يعد إشارة بداية الإصابة بمرض التوحد، ولتتعامل مع طفلك في السنوات القادمة، عليك أن تنتبه لهذه الأعراض التي قد تظهر للطفل، ومنها:

  • إذا كان هناك عدم استجابة للطفل لأي صوت من أصوات العائلة خلال الشهور الأولى، فقد يكون ذلك مؤشرا على القلق.
  • تلك الأطفال لا يقلدون أحدا، ولا يستخدمون إيماءات أو تعبيرات جسدهم، وهذا يعكس الأشخاص العاديين.
  • يتحرك من مكان لآخر ويدور كثيرا حول نفسه ويرفرف بذراعيه كأنه يحلق ويصفق.
  • لا يكون لديه استجابة أو شعور تجاه الآخرين سواء بالحزن أو الفرح، ولا يشعر بأي تضامن معهم.
  • يركز النظر على فم الشخص الذي يتحدث، ولا ينظر إلى عينيه.
  • في حالة وجود تأخر في النطق والكلام وعدم تطوير اللغة واستخدامها بشكل جيد.
  • يكون الطفل انطوائيا، ولا يجيد أو يحب التعامل مع الآخرين، ويفضل الجلوس لفترة طويلة بمفرده.
  • ضعف المهارات المختلفة لديه، وتراجعها.
  • إذا كان يشعر بالاستياء أو يرفض الأصوات المحيطة به، ولا يحب أي تفاعل مع الآخرين.

نصائح وإرشادات للتعامل مع مصاب التوحد

عزيزتي الأم، لا تفقدي الأمل في طفلك، حيث توجد العديد من الأساليب الحديثة التي يمكنها المساعدة في تحسين حالته وزيادة كفاءته ومهاراته، ويمكنه أن يشارك ويتواصل مع الآخرين.

التدخل المبكر

لا يمكننا معرفة مدى تطور حالة شخص يعاني من التوحد، ولكن التدخل المبكر هو أحد الأمور المفيدة التي قد تساعد في علاج المصاب بالتوحد.

التحدث بجمل تحمل أكثر من معنى

من الضروري أخذ الحيطة عند التواصل مع مريض التوحد، ويجب تجنب استخدام كلمات ذات معان متعددة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث مشاكل أو سوء فهم.

الزمن

من الصعب على الطفل أن يفهم بعض المعاني المجردة، خاصة إذا كنا نتحدث عن الزمن، لذلك من المهم إجراء إشارات بصرية أو استخدام ساعة رملية أو جهاز تحديد وقت.

معرفة إيقاع الطفل

من المهم أن ندرك أن الطفل المصاب بالتوحد يحتاج وقتا طويلا لإكمال مهمة ما، بالمقارنة مع الأطفال العاديين، وبالتالي يجب أن نمنحه وقتا إضافيا، ومن المهم أن تتكيف العائلة مع هذا الوضع.

اجتياح الأحاسيس وتحديدها

يجب أن ندرك أن المرضى المصابين بالتوحد يشعرون بالخوف بشكل كبير من المشاعر والأحاسيس القوية، بمعنى آخر، يخافون من الأصوات العالية والأضواء الساطعة والضجيج الصاخب والمفاجآت، ويمكن أن يتسبب كل ذلك في غضب شديد لا يمكن السيطرة عليه، لذا من الضروري توفير بيئة هادئة تساعدهم على التعلم، وأيضا توفير ملابس مريحة لارتدائها، ويجب على الأم تجنب استخدام العطور القوية وعدم أخذهم إلى أماكن مزدحمة بالناس.

إتاحة الأدوات

الطفل المصاب بالتوحد، يهتم بكل شيء بصري حوله؛ لأن ذلك يساعده على فهم البيئة المحيطة به، وأيضا على التواصل والحديث الشفوي مع الآخرين، سيكون له تأثير كبير عندما يتم دعمه بصور ذات ألوان مشرقة، أو تحتوي على كتابات، لذا فإن الإشارات البصرية والصور التوضيحية ستكون مفيدة في التفاعل مع طفلك، وستكون وسيلة فعالة للتواصل.

وسائل تساعد في تفاعل الطفل التوحدي مع الآخرين

من المهم توفير وسائل تفاعلية تزيد من مشاركة الطفل المصاب بالتوحد مع من حوله، ومن بين تلك الوسائل:-

اللعب بشكل متوازي

الطفل يواجه صعوبة في المشاركة في الأنشطة الجماعية أو المباريات أو ممارسة ألعاب رياضية، ولكن يمكن للأم أن تدعوه للمشاركة حتى لو لبضع دقائق، أو تصحبه لتشجيع الآخرين أثناء اللعب.

اللعب التفاعلي وتشجيع الطفل عليه

من الأشياء التي تؤثر إيجابا على الطفل المصاب بالتوحد هو مشاركته في أنشطة مختلفة مع مجموعات صغيرة، لكي يتمكن من تجربة التفاعلات في نطاق ضيق، من خلال المشاركة في الأنشطة الجماعية، حتى يتمكن من معرفة طعم النجاح وقيمة التحدي، ولكي تتعرف الأم على أفضل ما يحبه طفلها.

تكوين صداقات

  • من الضروري أيضا أن تشجع الأم طفلها على تكوين صداقات مع الآخرين، مع مراعاة قدراته واهتماماته، ولكن في نفس الوقت يجب على الأشخاص المحيطين به أن يكونوا على دراية بمرضه، حتى يتمكنوا من فهم تصرفاته وبالتالي تسهيل التعامل والتفاعل معه.
  • بالإضافة إلى ذلك، عزيزتي المرأة، لا تنسي متابعة الطبيب المختص والمعالج لطفلك أو ابنك والعمل على العلاج النفسي والطبي إلى جانب الجوانب السلوكية والتربوية.
هذا مقالنا اليوم إليك، ونتمنى أن نكون قد أجبنا على السؤال الذي طرح في البداية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى