قصة عمر بن الخطاب
سنروي لكم قصة عمر بن الخطاب، أمير المؤمنين، واحدا من الصحابة الجليلين الذي عرف بالشجاعة والقوة والورع. كان يحب رسول الله ويخاف على الإسلام ويحث الناس على الدخول فيه، على الرغم من أنه كان كافرا ومدمنا للخمر في البداية. هل تعرفون من نتحدث عنه؟ تعرفوا على قصة عمر بن الخطاب، واحد من البشر المبشرين بالجنة، ومنجزاته وفتوحاته المتعددة، من خلال الموسوعة والتفاصيل التي قد تكون جديدة لكم.
قصة عمر بن الخطاب
- اسم أمير المؤمنين رضي الله عنه وأرضاه هو عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، ولقب بأبي حفص، وكان من قبيلة عدي.
- ولد بعد عام الفيل بثلاثة عشر عاما في مكة المكرمة، وكان فقيرا في طفولته وعمل في العديد من الوظائف.
- في البداية كان يرعى الإبل، وتعلم الكثير منها وأثرت في شخصيته، جعلته أكثر قدرة على تحمل أي صعوبات تواجهه.
- وظل هكذا حتى وصل إلى مرحلة الشباب، وكان يعتنق دين الوثنية. وتصرفاته كانت مشابهة لباقي العرب؛ يعبد الأصنام ويشرب الخمر، وكان من أكثرهم شربا.
- ترك رعاية الإبل وتفرغ للتجارة، وبدأت علامات الثراء تظهر عليه، وأصبح له مكانة كبيرة بين قبيلة قريش، ومنحوه بعض المهام الكبيرة، وجعلوه سفيرا لهم مع القبائل المعادية، لأنه كان شخصية قوية وشجاعة وذكاء.
- لم يترك أي شخص يعتنق الإسلام إلا واضطهده بغض النظر عن قربه أو بعده، ومن أبرز الأمثلة أخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها.
مواصفات سيدنا عمر بن الخطاب
- كان مشهورا بين قبيلته وكافة قريش، وتميز منذ صغره بالقراءة والكتابة ورعاية الإبل.
- كان قويا ومخيفا للناس، وقاسيا في التعامل.
- فارس بارع يجيد ركوب الخيل، وماهر في التجارة لأنه يتردد كثيرا على أسواق عكاظ، وذلك بمجازاة.
- سريع البديهة، وحكيم، يستشيره الكثيرون.
دخول عمر بن الخطاب في الإسلام
- تنوعت الروايات حول هذه القصة كثيرا، حيث كان للناس رأيين، الأول أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن في المسجد وكان يتلو سورة الحاقة، وأذهله صوته وقالب الشعر، فاكتشف أنه من أجود أنواع الشعر، وفاجأه بأن الله يقول (إنه لقول رسول كريم * وما هو بقول شاعر ۚ قليلا ما تؤمنون * ولا بقول كاهن ۚ قليلا ما تذكرون * تنزيل من رب العالمين).
- وبعضهم اتفق على أنه في يوم ما تعمدوا قتل رسول الله، وعندما علم نعيم بن عبد الله حاول منعهم فقال (هل أخبرتك بالعجب يا عمر؟ أن أختك وخنتك قد خططوا وتركوا ينكونك كما كنت). ثم ذهب إلى بيت أخته، وكان هناك خباب بن الأرت يعلمهم القرآن، وعندما سمع صوت عمر اختبأ سريعا. وسأل أخته وزوجها عن حقيقة إسلامهما، وعندما عرف بدأ سعيد بن زيد يضربه بقسوة، وعندما حاولت فاطمة أن تحمي زوجها لكمتها في وجهه حتى اندلع الدم منه. وقالت أخته (يا عمر إذا كان الحق ليس في دينك، هل تشهد أن لا إله إلا الله وتشهد أن محمدا رسول الله؟)
- ثم طلب أن يأخذ المصحف منها ليقرأه، وعندما كانوا يتوضأون، قرأ سورة طه، وأول ما قاله هو “أرني محمد”، وأخذه خباب بن الأرت للرسول الله في دار الأرقم وأعلن إسلامه، وكان ذلك نصرا للإسلام والمسلمين.
تأثير دخول عمر بن الخطاب الإسلام على المسلمين
- منذ أن أسلم وخرج من بيت الأرقم، يتقدم الناس معه إلى الكعبة المشرفة، ويمارس المسلمون شعائر دينهم بحرية تامة وبدون خوف من المشركين.
- كان من الأشخاص الأكثر إيجابية وتفاعلا، حيث يشجع الناس على الفعل الحسن وينهاهم عن الشر، ولم يترك مجلسا دون طلب المشورة حتى إذا لم يطلب منه.
- كان متدينا جدا وخائفا من الله وتعاليمه. وهناك العديد من المواقف التي تدل على ذلك، مثل عام الجوع حيث كان هناك نقص في الحبوب وسمي بعام الرمادة، وكان يأكل طعامه بالزيت حتى بدأت تصدر منها أصوات القرقرة، ولم يكن يهتم كثيرا وقال لها “اقرقري” أو “لا تقرقري” فأنا لن أندم على استخدام السمن والناس جائعون.
- من بين الأوضاع التي تدل على خوفه الشديد من الله وتقواه، عندما مر على رجل يقرأ (إن عذاب ربك لواقع وليس له دافع)، فبكى كثيرا حتى مرض، وظهرت عليه خطوط سوداء من كثرة البكاء.
خلافة سيدنا عمر بن الخطاب
كان الخليفة الثاني بعد وفاة سيدنا أبي بكر الصديق، وتسلم الخلافة في عام 634 ميلادية. واشتهر بكونه مثل السيف في تحقيق العدل بين جميع الناس دون تمييز بين المسلم وغير المسلم. وحصل على العديد من الألقاب بمن فيها أمير المؤمنين والفاروق بسبب قوته في تمييز الحق من الباطل. عمل على توسيع الدولة الإسلامية وأدخل العديد من البلدان مثل العراق ومصر وليبيا وجنوب أرمينيا.
وفاة سيدنا عمر بن الخطاب
قتل رضي الله عنه وأرضاه في عام 23 هجريا، 644 ميلاديا في المدينة، على يد أبو لؤلؤ المجوسي.