الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

بحث عن الرقى والتمائم

نظرة موجزة عن الرقية والتمائم حيث نزل القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة برسالة للبشرية تهدف إلى الإيمان بالله واتباع الحق الذي أنزله الله تعالى. وعلى الرغم من ذلك، بعض الناس قد آمنوا بالعديد من الاعتقادات الخاطئة وتطبيقها في حياتهم، مثل وضع المصحف الشريف تحت وسادة المريض أو فوق رأسه، وشراء آيات قرآنية مكتوبة على لوحات لتعليقها في المنزل، وتعليق المصاحف في السيارات، حتى وإن كان بعض هؤلاء الأشخاص لا يصلون الصلوات الفرضية أو النوافل، على الرغم من عدم وجود دليل يثبت صحة هذه المعتقدات في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة، مع العلم بأن ذلك يعرض الكتاب الشريف للانتقاص من قدسيته عندما يوضع في مكان غير طاهر أو في مكان به حيض أو جنابة.

• وبعض المسلمين يستخدمون الرقي والتمائم لحماية أنفسهم من الشر والضرر على الرغم من أن الله هو حافظ لجميع عباده. وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز “إذا تعرضت لضرر من الله فلا يمكن لأحد أن يزيله، وإذا تعرضت لخير من الله فإنه هو القادر على كل شيء” (سورة الانعام 17). وقال الله تعالى “إذا تعرضت لضرر من الله فلا يمكن لأحد أن يزيله إلا هو، وإذا أراد أن يمنحك خيرا فلا يمكن لأحد أن يمنع فضله، وهو الغفور الرحيم” (سورة يونس 107). وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الرقى والتمائم والتولة هي أشكال للشرك” ورواه أحمد بن حنبل من رواية ابن مسعود.

• بالنسبة للرقية، فهي طريقة أتت أيضا تحت اسم العزائم. أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى إمكانية استخدامها في حالات العين والحمة، حيث أن هذه الحالتين خاليتان من الشرك بالله تعالى. أوضح العلماء أن التمائم تعني الخرز والعظام أو أي شيء يتم تعليقه على الأطفال على أمل أن تحميهم من الحسد. أشار العلماء إلى أن تعليق التمائم محرم في حالة الاعتقاد بأنها تسبب النفع وتمنع الحسد من دون الله، وأشار العلماء إلى أن ذلك يعتبر نوعا من أنواع الشرك الأكبر. أما في حالة الاعتقاد بأن التمائم تحمي من الجن، فهذا يعتبر نوعا من أنواع الشرك الأصغر، حيث أنه يجعل هذه التمائم سببا لتحقيق السلامة.

• على الرغم من أن الإسلام يحرم استخدام الرقي والتمائم، إلا أن بعض المسلمين لا يزالون يستخدمون التمائم لحماية أنفسهم من الحسد والعين. فمنهم من يعلق الخرز في منزله أو سيارته، ومنهم من يعلق نعلا أو رمحا ظنا منه أنه يحميه من الحسد، ومنهم من يلف حوله خيطا أحمرا وأسودا يسمى بالبريم لحمايته من الحسد. ويأتي ذلك بسبب جهل هؤلاء الأشخاص بتحريم هذه الأشياء والتمسك بها، وقد قال أبو السعادات: التمائم هي الخرزات التي كان العرب يعلقونها على أطفالهم لحمايتهم من العين، لكن الإسلام أبطلها.

احاديث عن الرقي والتمائم

• توجد العديد من الأحاديث الشريفة عن النبي صلى الله عليه وسلم التي توضح الحكم في الرقية والتمائم. ومنها تصريح صحيح للرسول صلى الله عليه وسلم لعقبة بن عامر رضي الله عنه حيث قال: “من علق تميمة فقد أشرك”. وهذا مذكور في صحيح الجامع

• وفي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن من علق التمائم فإنها تعتبر توكلة. وعن عيسى، ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: دخلت على عبد الله بن عكيم أبي معبد الجهني وسألته: ألا يعلق شيئا؟ فقال لي: الموت أقرب من ذلك. وقال النبي: (من علق شيئا فقد توكل عليه) صحيح الترمذي.

• وقد جاء الحديث الشريف في حكم من يقوم باتخاذ ما يحميه غير الله سبحانه وتعالى وجزائه عند الله وقال الإمام أحمد : حدثنا هشام بن القاسم ، حدثنا أبو سعيد المؤدب ، حدثنا من سمع عطاء الخراساني ، قال : ” لقيت وهب بن منبه وهو يطوف بالبيت ، فقلت : حدثني حديثا أحفظه عنك في مقامي هذا وأوجز. قال : نعم ، أوحى الله تبارك وتعالى إلى داوود : يا داوود ، أما وعزتي وعظمتي ، لا يعتصم بي عبد من عبادي دون خلقي ، أعرف ذلك من نيته ، فتكيده السماوات السبع ومن فيهن ، والأرضون السبع ومن فيهن : إلا جعلت له من بينهن مخرجا.أما وعزتي وعظمتي لا يعتصم عبد من عبادي بمخلوق دوني ، أعرف ذلك من نيته : إلا قطعت أسباب السماء من يده ، وأسخت الأرض من تحت قدميه ، ثم لا أبالي بأي أوديتها هلك ).

في النهاية، أمر الله سبحانه وتعالى عباده باللجوء إليه، ولا يمكن لهم أن يستفيدوا أو يتأذوا بأي شيء آخر يفعلونه. وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز “ولا تدع مع الله ما لا ينفعك ولا يضرك، فإن فعلت ذلك فإنك من الظالمين. وإنما يكشف الله الضر عنك، وإذا أراد بك خيرا فلا يمنعه أحد من عباده بفضله، وهو الغفور الرحيم” (سورة يونس، الآية 106، 107)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى