التعليموظائف و تعليم

قصة مؤثرة ذات معاني حقيقية

سنروي لكم اليوم قصة مؤثرة، تحكي عن سوء الظن، ودائما لا نرى الحقيقة بشكل كامل، لأنها تختبئ خلف ستار كالوس المسرح، وإذا كان لدينا الشجاعة لمعرفة ما يحدث خلفه ننتزعه لنرى الحقيقة. من خلال موسوعة نقدم لكم قصة قصيرة بعنوان الرسام.

جدول المحتويات

قصة مؤثرة

في إحدى الأحياء الشعبية كان هناك رسام ثري يعيش في منزل فخم على الرغم من البيئة البسيطة المحيطة به، يبيع لوحاته بأسعار مرتفعة، وفي نفس الحي يعيش جزار يعمل بجهد كبير طوال اليوم ليوفر المال والطعام لأسرته، الجزار ليس فقيرا ولم يحصل على المال الكثير مثلما يحصل عليه الرسام.

في يوم من الأيام، نجح ابن الجزار في مدرسته بنتيجة جيدة، فقرر والده توزيع اللحم مجانا على سكان الحي، احتفاء بتفوق ابنه، مما أثار دهشتهم وأبلغهم بأن هذا أمر ثمين جدا وسيكلفه الكثير، ولكن الأب لم يهتم وفعل ما يريد.

ثم بدأ الجزار يعمل حتى منتصف النهار ويعود إلى منزله، وكانت زوجته تسأله عن سبب عودته مبكرا، فيجيبها بأنه باع كل لحمه، وكان الصبي يتعجب، وفي اليوم التالي عندما راقب الصبي والده بدون أن يلاحظه، شاهده يبيع بعض اللحم ويوزع الباقي، فغضب الصبي من أفعال والده، وتأكد الصبي أن والده لم يفعل ذلك في يوم واحد بل في كل يوم.

الصبي يُعنف والده على بيع اللحم بالمجان

ذهب الصبي إلى منزله و قال لأبيه بحُزن: هل توزع اللحم مجانا يا أبي كما يقول البعض؟ فنظر له الجزار وهو يبتسم، ثم قال: فعلا، قمت بذلك يوم نجاحك يا بني، فرد الصبي بغضب: يقولون إنك توزعه مجانا كل يوم، فاقترب أبيه منه وقال برضى: أبيع اللحم لمن يستطيع شراءه فقط، ومن لا يستطيع أعطيه مجانا، فنظر الصبي بحزن وقال: هناك رسام ثري يعيش في هذه الحارة، لماذا لا يفعل ما تفعله. شعر أبيه بالتوتر قليلا، ثم تركه وذهب، وفي مساء يوم آخر، صادف الصبي الرسام في طريقه إلى المنزل، نظر إليه بوجه مبتسم وسلم عليه، فنظر الصبي بغضب شديد ومضى في صمت، ثم أوقفه الرسام طالبا من الصبي أن يذهب لشراء بعض الأدوية له، فرفض الصبي واستمر في سيره.

موت الرسام واكتشاف الحقيقة

في يوم وفاة الرسام، لم يشعر به أحد إلا الجزار. بعدها، تعجب الصبي وتعجب سكان الحارة، لأنه توقف عن توزيع اللحم مجانا. فرد الجزار على الصبي عندما سأله: لقد توفي الرسام، وكان يخفف عني كربي ويقوم بشراء ما تبقى من اللحم في منتصف اليوم ويقول لي وزعه على الفقراء واذهب إلى منزلك باكرا لتستريح قليلا.

هناك العديد من الدروس التي يمكن استخلاصها من هذه القصة، ولكن أهمها وأكثرها وضوحا هو أننا لا يجب أن نحكم على الآخرين بسرعة دون أن نعرفهم، وأن الحقيقة دائما أبعد عن ما نتوقع، وأن كل ما نراه ليس إلا انعكاس لأنفسنا، فالرسام كان يفعل الخير ولكنه لم يبوح به، واعتقد الصبي أنه طماع وبخيل، وفي الواقع، كان الرسام يخفف من معاناة أبيه ويشتري اللحم لتوفير حياة أفضل لهم، وعندما عرف الصبي الحقيقة الكاملة، أصابته ضميره بالذنب والندم، وهذا هو عقابه الأشد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى