الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
موضوع عن التوحيد
في هذه المقالة، سنتحدث عن موضوع التوحيد، الشهادة التي نرددها عدة مرات يوميا وهي أنه لا إله إلا الله، وهو الخالق الوحيد، لا شريك له في الملك، ولا يوجد لأحد غيره سلطة على عباده، ولا يملك أي شخص سواه القدرة على تدبير الأمور كما يشاء. لم ينجب أولادا أبدا، وليس له وريث في ملكه الذي هو الفرد الصمد. في هذا الموقع، سنستعرض بالتفصيل معنى التوحيد، بالإضافة إلى أهميته وأنواعه.
موضوع عن التوحيد
- الخطوة الأولى لضمان إيماننا هي الاعتراف بأن الله واحد فرد صمد لا يلد ولا يولد، لا يشارك في ملكه أحد، وهو الواحد الأحد الذي تنبع جميع الأمور منه، وبيده جميع مفاتيح الأمور.
- خلق الجن والإنس للعبادة فقط، وجوهر العبادة هو التوحيد.
- لذلك، في الأسطر التالية، سنشرح لكم معنى التوحيد ودلالاته، ونوضح أنواعه المختلفة وأهميته.
التوحيد
- التوحيد هو أن تؤمن بأن الله هو الرب الوحيد لك، فلا تعبد غيره، ولا تطيع إلا ما أمر به.
- ومن يجعل مع الله إلها آخر فقد أشرك، والله يغفر جميع الذنوب التي يرتكبها الإنسان ولو كانت مثل زبد البحر إلا أن يشرك به.
- في الواقع، التوحيد هو فطرة تولد معنا جميعا. عند النظر إلى المشركين الذين كانوا يعبدون الأصنام في العصور القديمة، نجد أنهم قد ضلوا عن الطريقة الصحيحة وعبدوا أصناما لا تسمع ولا تنطق بدلا من الله. ومع ذلك، لم ينكروا وجود الله على الإطلاق، بل بحثوا عن قوى أعلى منهم، مؤمنين بأن هذا الكون الشاسع ومعجزاته لا يمكن أن يكونوا قد نشأوا من العدم.
- بالنظر إلى أنفسهم وأموالهم، وكيف يتم تدبير أمورهم، علموا أن هذه الأمور لا تحدث بالصدفة وأنه يجب وجود يد عليا تنظمها وتكون هي المسؤولة في النهاية.
- لذلك، الأصل في الطبيعة البشرية هو التوحيد والإيمان بوجود خالق، ولذلك اتبعت النفوس السوية الرسل والأنبياء وصدقت معجزاتهم التي جاءت من عند الله، وتحملوا العذاب والاهانة بإيمانهم باليوم الآخر وبأن الله لن يظلم أحدا وسيجازيهم بجزاء صبرهم.
- أما الأشخاص ذوي النفوس الضعيفة، فقد رفضوا وجود إله يعاقب ويثيب ويجازي الناس على أعمالهم، ولذلك كانوا يعبدون الأصنام ولم يؤمنوا بالبعث بعد الموت ووجود محاسبة لأفعالهم الكبيرة والصغيرة.
التوحيد وأقسامه
التوحيد لله يكون بثلاثة صور هي :
توحيد الربوبية
- والإيمان يعني أن الله هو الخالق الوحيد لجميع المخلوقات في هذا الكون، ولا يمكن لأي شخص آخر أن يأتي بهذا الأمر.
- وأنه الملك الوحيد في هذا الكون ولا يوجد له سلطان آخر على كل شيء كبير وصغير فيه.
- ويعتقد أنه كعالم الغيب يعرف كل شيء الظاهر والمستتر، ويعلم ماضي الأمور ومستقبلها، وهو مختص في علم الغيب فقط.
توحيد الألوهية
- أن لا يشرك مع الله إلها آخر، فكثير من الناس يؤمنون بوجود إله خالق قادر على كل شيء، ولكنهم يعبدون غيره من خلقه أو تصنيعهم للأصنام.
- لا يجوز العبادة إلا لله سبحانه وتعالى، وما دون ذلك يعتبر شركا والعياذ بالله.
توحيد الصفات والأسماء
- الله سبحانه وتعالى يمتلك العديد من الأسماء والصفات التي تعبر عن قدرته وتظهر رحمته، والإيمان بهذه الصفات والأسماء جزء لا يتجزأ من التوحيد.
- الإيمان بها ليس مجرد إيمان بصحتها، ولكنه إيمان بتحققها فعلا وليس مجرد قول، ولا يجوز تحريفها عن معناها سواء بالتهويل أو بالنفي.
- مثال على ذلك قول الله تعالى “وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء“
- وهنا نلاحظ أنه سبحانه وتعالى له يدين مبسوطتان لعباده يعطي كيفما يشاء، ما لا يجوز لنا هو أن نتصور يديه بأنها تشبه يدي عباده وهو الذي ليس كمثله شيء.
أهمية التوحيد
- التوحيد بالله هو الجوهر الذي يضمن صلاح عقيدة المسلم وقوة إيمانه.
- لا طريقة للفوز بالجنة إلا بالإيمان بالله وحده بلا شريك.
- الإيمان بقضاء الله وقدره في ما يحدث له من حزن أو فرح.
- الاطمئان بأن أمور العباد بين يدي خالق واحد عادل مما يبعث الطمأنينة في النفوس.
- ميزان الكون الذي بدونه تضطرب النفس البشرية، وتفقد هويتها التي خلقت لأجلها وهي العبادة.