بحث عن المشتقات
نقدم لكم بحثا شاملا ومفصلا عن المشتقات، حيث تتميز اللغة العربية بخاصية الاشتقاق، فهي لغة اشتقاقية، وهذا يعني وجود مواد لغوية يمكن تشكيلها بأشكال لفظية مختلفة، وتتميز كل صيغة منها بوزن خاص ووظيفة خاصة، بينما معظم اللغات الأخرى حول العالم هي لغات انضمامية، حيث يتم إضافة حرف أو حرفين إلى الكلمة لتصبح كلمة أخرى ذات معنى مرتبط، وتتميز اللغة العربية بأنها لغة اشتقاقية، وهذا يعني أن الاشتقاق في العربية يبرز عن غيرها من اللغات، ويتم تنظيمهبقواعد خاصة ومقاييس قليلة، وفي موسوعة نقدم المشتقات في هذا المقال المثير.
بحث عن المشتقات
المشتق هو ما يستخرج من شيء آخر، ويتشابه في التركيب والبناء.
المشتق في علم الصرف هو الكلمة المأخوذة من بنية الفعل، فهي تشتق منه.
فدائمًا ما كانت العرب تشتق الكلمات من بعضها، مثل:
كلمة جن وكلمة جنين وكلمة جنة وكلمة جنة.
جميع هذه الكلمات مشتقة من الأصل “اجتنان” ، فاجتن اجتنانا أي استتر.
وهذا هو المقصود بالمشتقات وهي كلمات مأخوذة من الفعل ومشتقة منه.
تعرب المشتقات وفقا لموقعها في الجملة ولا تحمل إعرابا ثابتا.
اسم الفاعل
اسم الفاعل هو اسم مشتق من الفعل يشير إلى من قام بالفعل أو وقع منه.
يتشكل اسم الفاعل من الفعل الثلاثي على وزن “فاعل”.
صياغته من الفعل الثلاثي
- من الفعل الثلاثي الصحيح:
يكون الفعل على وزن “فَعَلَ”.
ويكون اسم الفاعل على وزن “فَاعِل”.
مثال: كَتَبَ كَاتِب.
- من الفعل الأجوف:
إذا كان الفعل ثلاثيا ويحتوي على الألف، فسيتم تحويل الأف إلى همزة في صياغة اسم الفاعل.
مثال: قَالَ قَائِل.
إذا كان الفعل الثلاثي مجوفا، وعينه ياء، أو واو؛ فإنه يبقى كما هو.
مثال: عَوِرَ عاور.
- من الفعل الناقص:
إذا كان الفعل الثلاثي ناقصا، أي آخره حرف علة؛ فيجب أن يعامل اسم الفاعل كاسم منقوص؛ لذلك يتم حذف آخر ياء في حالتي الرفع والجر فقط، ويتم استبدالها بتنوين العوض.
مثال: دَعَا دَاعٍ.
من غير الفعل الثلاثي
يتم صياغته من غير الفعل الثلاثي على شكل الفعل المضارع بتحويل حرف المضارعة إلى ميم مضمومة، مع كسر الحرف الذي يسبق الحرف الأخير.
ويكون وزن اسم الفاعل في هذه الحالة بناء على وزن الفعل وأصله.
مثال: أنْكَرَ يُنْكِر مُنْكِر.
إذا كان الحرف قبل الأخير ألفا؛ فإنه يبقى كما هو في اسم الفاعل.
مثال: يَخْتَار مُخْتَار.
ويظل الوزن كما هو في هذه الحالة؛ لأن الوزن لا يتأثر بالتآكل.
هناك بعض الأسماء للفاعل من خلاف هذه القواعد، وهي قليلة جدا، وتشمل:
- أَسْهَبَ مُسْهَب.
- أحْصَنَ مُحْصَن.
هناك أفعال غير ثلاثية بصيغة اسم الفاعل الثلاثية، مثل:
- أيفع يافع.
- أمحل ماحل.
صيغ المبالغة
هي أسماء مشتقة من الأفعال لتعبر عن معنى الفاعل وتؤكد المعنى وتعززه وتكثره.
أوزانها
تجنب استخدام صيغ المبالغة إلا من الفعل الثلاثي، ولها عدة أوزان، هي:
فَعَّال
مثل: عَلَّام، سفَّاح، لمَّاح.
مِفْعَال
مثل: مِقْدَام، مِطْعَان، مِسْمَاح.
فَعُول
مثل: شَكُور، أَكُول، صَبُور.
فَعِيل
عَلِيم، نَصِير، قَدِير.
فَعِل
حَذِر، فَطِن، لَبِق.
كما لها أوزان أخرى لكنها قليلة الاستعمال، وهي:
- فاعول، مثل: فاروق.
- فِعِّيل، مثل: صِدِّيق.
- مِفْعيل، مثل: مِعْطير.
- فُعَلَة، مثل: هُمَزَة، لُمَزَة.
- فُعْال، مثل: كُبارا.
الصفة المُشبة
هو اسم يشتق من الفعل اللازم ليدل على معنى الفاعل، والاختلاف بين الصفة المشبهة واسم الفاعل هو أنه يشير إلى صفة ثابتة.
أوزانها
- إذا كان الفعل يتبع نمط “فعل”، فإنه ينقسم إلى ثلاثة أوزان، وهي:
أولًا: المؤنث “فَعِلَة”.
مثل: فَرِح فَرِحَة.
ثانيًا: “أفْعَل” مؤنثه يُصاغ على وزن “فَعْلاء”.
مثل، أحمر حمراء.
ثالثًا: “فَعْلان” مؤنثه يُصاغ على وزن “فَعْلى”.
مثل: عَطْشَان عَطْشَى.
- إذا كان الفعل على وزن “فَغُل”؛ فتكون أوزان الصفة المشبهة كالآتي:
“فَعَل”، مثل: حَسُنَ حَسَن.
“فُعُل”، مثل: جَنُبَ جُنُب.
“فَعَال”، مثل: جَبُنَ جَبَان.
“فَعُول”، مثل: وَقُرَ وَقُور.
“فُعَال”، مثل: شَجُعَ شُجَاع.
- إذا كان الفعل على وزن “فعل”، فإن الصفة المشبهة تصيغ على وزن “فيعل.
- مثل: جاد جَيِّد.
كما أن هناك أوزان أخرى للصفة المُشبهة، هي:
- فعيل، مثل: كريم، بخيل.
- فَعْل، مثل: فَحْل، ضَخْم.
- فِعْل، مثل: صِفْر، مِلْح.
- فُعْل، مثل: صُلْب، حُرّ.
اسم المفعول
هو اسم يشتق من الفعل المستمر المجهول، ويشير إلى ما تمت عليه الفعل.
صياغته
من الفعل الثلاثي
يتصاغ من الفعل الثلاثي على وزن “مفعول”.
- من الفعل الثلاثي الصحيح، مثل: كَتَبَ مَكْتُوب.
- من الفعل الثلاثي الأجوف، وعينه واو، أو ياء؛ فإنه يأتي بصيغة المضارع، مثل: قال يقول مقول.
- من الفعل الثلاثي الأجوف؛ تُرد الألف إلى أصلها، مثل: يهاب مَهِيب.
- من الفعل الثلاثي الناقص؛ نستخدم صيغة المضارع، ثم نقلب حرف المضارعة إلى ميم مفتوحة، ثم نضعف الحرف الأخير، مثل: دعا يدعو مدعو.
من الفعل غير الثلاثي
يتشكل على وزن الفعل المضارع، ويتم تحويل حرف المضارعة إلى ميم مضموم، ويتم فتح الحرف الذي يسبق الحرف الأخير.
مثل: أخرج يُخْرِج مُخْرَج.
ملاحظات
- يمكن صياغة اسم الفاعل من الفعل اللازم، إذا تم استخدام شبه الجملة معه، مثل: الكرسي مجلوس عليه.
- هناك أفعال تشذ فيها صياغة اسم المفعول عن القاعدة، وهي:
أجَنّه مجنون.
أحَمّه محموم.
أسَلّه مسلول.
- هناك أوزان تُستخدم بمعنى اسم المفعول، وهي:
“فَعِيل”، مثل: جَريح، قَتيل.
“فَعُولة”، مثل: رَكُوبة.
“فِعْل”، مثل: حَبّ.
اسم الزمان واسم المكان
هما اسمان يتم تشكيلهما على نفس الوزن، حيث يعبر اسم الزمان عن وقت وقوع الفعل، ويعبر اسم المكان عن مكان وقوع الفعل، ويتم التفريق بينهما من خلال سياق الجملة التي يستخدمان فيها، ومعانيهما.
صياغتهما
من الفعل الثلاثي
على وزن “مَفْعِل”.
- إذا كان الفعل يبدأ بحرف الواو، مثل: وَلَدَ مَولِد، وَعَدَ مَوعِد.
- إذا كان الفعل أجوف عينه ياء، مثل: بَاتَ مَبيت.
- إذا كان الفعل صحيح عينه مكسورة في صيغة المضارع، مثل: جَلَسَ يَجْلِس مَجْلِس.
على وزن “مَفْعَل” في غير الحالات السابقة، مثل:
- أَكَلَ مَأْكَل.
- رَمَى مَرْمَى.
من الفعل غير الثلاثي
يتم إعطاؤهما وزن اسم المفعول غير الثلاثي؛ حيث يتم قلب ياء المضارعة إلى ميم مضمومة، مع فتح الحرف الذي يسبق الحرف الأخير، مثل:
أخرج يُخرج مُخْرَج.
أسماء زمان تشذ عن القاعدة
مسجد ، مشرق ، مغرب ، مفرق ، مسقط ، منبت ، منسك ، مرفق ، مجزر ، مطلع ، مسكن ، معدن ، مخزن.
اسم الآلة
هو اسم مشتق من الفعل الثلاثي المتعدي فقط؛ لكي يشير إلى الآلة.
أوزانه
“مِفْعَال”، مثل: مِفتاح، مزمار.
“مِفْعَل”، مثل: مِصعد، مِشرط.
“مِفْعَلة”، مثل: مِلعقة، مِسطرة.
صيغ أخرى استحدثتها اللغة العربية
“فاعلة”، مثل: ساقية.
“فاعول”، مثل: ساطور.
“فعّالة”، مثل: كسّارة.
- أسماء آلات تشذ عن القاعدة، مثل: مُنْخُل، مُكْحُلة، مُسعُط.
- أسماء آلات جامدة غير مشتقة، ولا تندرج تحت أي قاعدة، مثل: سكين، سيف، فأس، شوكة، وما إلى ذلك.