الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل السعي لفك السحر حرام

هل السعي لإزالة السحر حرام لأنه يسبب الضرر، وبعض الناس يعتبرونه من الأمراض التي يجب الذهاب للمتخصصين لتشخيص العلاج المناسب، ولكن هناك بعض التفاصيل التي يمكن أن تجعل المسلم يقع في الشرك ونعاذ بالله، ويهتم موقع الموسوعة العربية الشاملة بعرض جميع الأحكام المتعلقة بهذا الأمر.

هل السعي لفك السحر حرام

يستطيع الساحر إلغاء السحر الذي قام به، أو يختفي بأساليب أخرى، وغالبا يعمل الساحر مع الشياطين ويستخدم الطرق المرضية التي ترضيهم، وبذلك يتمكنون من التواصل مع الناس وجعلهم يعبدونهم بدلا من الله.

يمكن للشياطين أن تغري الإنسان بالانحراف عن عبادة الله أو الاقتراب منه عبر أفعال محظورة، وذلك لإزالة السحر الذي ألقوه على المسحور.

لذلك، يجب تجنب زيارة السحرة والكهنة والعرافين وعدم الاعتقاد بما يقولونه. وقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم أن من يأتي عرافا أو كاهنا ويصدقه بما يقول، فإنه يكفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.

يمكن علاج السحر بوسائل أخرى، مثل القراءة على المسحور، وهناك أدوية أخرى يمكن استخدامها لإزالة السحر.

ومن بين هذه الأدوية ورق السدر، حيث يأخذ العلماء سبع ورقات من السدر ويقرأ فيها آية الكرسي وآيات السحر التي نزلت في القرآن الكريم، ثم يدعوا قائلا: اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا بشفائك، شفاء لا يترك أي مرض.

يتناول المسحور هذه الأوراق ويغتسل بها، وبإذن الله يزول السحر.

ما حكم الذهاب لشيخ لفك السحر

تم استلام سؤال من أحد المواطنين حول جواز فك السحر، وقام الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بالإجابة على هذا السؤال خلال بث مباشر على صفحة الدار الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك.

وأشار إلى أنه يجوز فك السحر والأعمال السحرية بشرط الاستعانة بمتخصص في هذا المجال، ولكن يجب التأكد من أن الشخص المعني هو إنسان صالح ولا ينتمي إلى الدجل والشعوذة، وأن يكون مشهورا بصلاحه بين الناس.

يحظر الذهاب إلى الدجالين والسحرة، حيث نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال: “من أتى عرافا واستفسر منه عن شيء وصدقه، فليس له صلاة لأربعين ليلة.

وبهذا يتسنى فك السحر والأعمال بشروط محددة ومعروفة بين الناس.

ما يجوز وما لا يجوز في فك السحر

إذا انتبهت إلى وجود سحر فيك يبعد الناس عنك ويثير فيهم الكراهية لك، فينبغي عليك أن تقوم بحل هذا السحر باستخدام القرآن الكريم والأدعية النبوية، ولا يجوز حله باستخدام سحر مماثل له، كما ذكر جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “هذا من عمل الشيطان”، وقد ذكر العالم ابن القيم رحمه الله تعالى: “النشرة هي حل السحر عن المسحور، وهناك نوعان منها”، وأشار إلى أن استخدام سحر مماثل للسحر غير جائز ويعتبر من عمل الشيطان.

أما النشرة التي تحتوي على الأدعية والرقية الشرعية، فهي مسموحة، ومن بين الآيات التي يمكن قراءتها في هذا السياق آية الكرسي والآيات المتعلقة بالتعوذ برب الفلق ورب الناس، وهذه الآيات تعتبر وسيلة فعالة لطرد الشياطين.

ومن الأمور المهمة التي يجب أن يتحلى بها المسحور هي الاستقامة في نفسه، والالتزام بأوامر الله وتجنب محظوراته. ويجب أن يحافظ على أذكار الصباح والمساء وأثناء النوم والاستيقاظ. ويجب أن يذكر الله بلسان رطب، وأن يثق بالله ويرضى بقضائه، وأن يدعو الله ليفك السحر عنه، وأن يتوجه إلى شيخ يقوم بالعلاج بالرقية الشرعية. والله أعلم.

حكم السحر والذهاب للسحرة في الشرع

أثناء البث المباشر، أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، على السؤال قائلا: “من غير المشروع الذهاب إلى السحرة والدجالين والعرافين والمشعوذين، إنها حرام شرعا”، مستشهدا بحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال الإمام مسلم: “من أتى عرافا واستفتاه لم تقبل له صلاة أربعين ليلة”.

وأضاف شلبى: وهذا الحديث ينطبق على من يذهب إلى العراف ويسأله فقط، فماذا لو أنك صدقته؟ ويشير إلى أنه يمكن الذهاب إلى شخص من الصالحين وليس بدجالا أو مشعوذا أو غيره، ويعرف بالصلاح وأموره واضحة تماما، ويدعو لك بالشفاء.

علاج السحر بالسحر ابن عثيمين

بسم الله الرحمن الرحيم، قبل الإجابة على هذا السؤال، يجب التنويه أن السحر من أكبر المحظورات ويعتبر كفرا إذا استعان الساحر بالأرواح الشيطانية في سحره.

وقد قال الله تعالى في القرآن: واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان، وما كفر سليمان، ولكن الشياطين كفروا، يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت. ولا يعلمان أحدا حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر، فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين الزوجين. ولا يضرون بهم أحدا إلا بإذن الله، ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم. وقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق، ولبئس ما اشتروا به أنفسهم، لو كانوا يعلمون.” (سورة البقرة، الآية: 102)

هذا يدل على أن تعلم السحر محظور، ومن المسموح حل السحر عن المسحور باستخدام الأدعية والأدوية المباحة والقرآن.

وأفضل ما يمكن قراءته على المسحور هو قوله تعالى “قل أعوذ برب الفلق” و “قل أعوذ برب الناس”. ويمكن أيضا التخلص من السحر بواسطة سحر آخر، وهذا يختلف بين العلماء.

من العلماء هناك من يأذن في العلاج من السحر لما فيه من إزالة الشر عن المسحور، وهناك من يمنع ذلك ويقول إنه لا يجوز إزالة السحر إلا بسحر آخر، وهذا الأخير هو الأفضل لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “النشرة من عمل الشيطان.

لكن إذا تم علاج السحر بالقرآن أو الأدعية المشروعة، فلا يوجد في ذلك أي مشكلة، وعلى المسحور أن يظل صبورا وأن يكثر من قراءة القرآن والأدعية المشروعة حتى يشفيه الله من ذلك.

الحذر والابتعاد عن السحر هو الأمر الأفضل لتجنب الانحراف عن الملة، والحمد لله رب العالمين.

المعينات على مقاومة السحر

ينصح العارفون بزيادة الدعاء إلى الله والاستعانة به، فإنه القادر على كل شيء ويستجيب لدعاء المضطر ويزيل البلاء، وقد قال الله تعالى: “أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ۗ أإلٰه مع الله ۚ قليلا ما تذكرون“. (سورة النمل، الآية: 62) وعلينا أن نثق بالله ونتوقع منه الخير.

لا يجب أن يشغلنا التفكير في أعمال السحرة والشياطين، ولا ينبغي أن يثير فينا الخوف ما يقوله بعض الرقاة وغيرهم عن وجود السحر في المقابر وما شابه ذلك، فقد يكون هذا مجرد أساطير.

إذا كان هناك سحر موجودا، فلا يجب علينا أن نلجأ إليه لإبطاله، فهناك طرق أخرى يمكن استخدامها، ومن أهمها الرقية الشرعية. ويفضل أن يقوم المريض بالرقية بنفسه، إذا كان بالإمكان، لأن ذلك يعزز فرصة الشفاء، وإذا لزم الأمر يمكن لشخص آخر أن يقوم بالرقية.

يجب على المؤمنين أن يحافظوا على استقامتهم في العقيدة والأعمال، ويتجنبوا التعامل مع السحرة والمشعوذين، ويمكن الرجوع إلى الفتاوى المشار إليها للحصول على مزيد من المعلومات.

من الأمور التي تساعد على التخلص من السحر هي الاستقامة في طاعة الله والحفاظ على الفرائض، وخاصة الصلاة، وتجنب الآثام والمنكرات، وخاصة الكبائر.

من الأمور التي تساعد أيضا في الحفاظ على الذكر، خاصة أذكار الصباح والمساء، فالذكر يجلب النعم ويدفع النقم، ويجب علينا أن نثق بالله ونشكره على نعمه، ويجب ألا نغفل عن ذكر الله، لأن ذلك يعزز النعم ويقلل النقم، وبعض السلف كانوا يحرصون على ذكر الله باستمرار ويقولون: “ما أقبح الغفلة عن ذكر الذي لا يغفل عن ذكرك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى