أكلات و مشروبات

اتهام النبي بالشك

اتهام النبي بالشك يأتي نتيجة رغبة بعض المخالفين في التشكيك في دين الله تعالى وإيمان الرسول صلى الله عليه وسلم. فقد أشار هؤلاء الذين يشككون في الإسلام إلى وجود شك لدى الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالدين. وقد استدلوا بهؤلاء المشككين على ذلك من آية قرآنية في سورة يونس، حيث قال الله تعالى: “فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين”.

اتهام النبي بالشك :

• كما استدل المتشككون على أقوالهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف “نحن أحق بالشك من إبراهيم”. وقد قام المتشككون بتفسير ذلك بأنه قد تحقق الشك في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالدعوة إلى دين الله تعالى الإسلام. وقد قاموا باستخدام الآية الكريمة والحديث الشريف للإشارة إلى صحة أقوالهم.

الدليل على خطأ اتهام الرسول صلى الله عليه وسلم بالشك :

• من الأدلة على أن اتهام الرسول صلى الله عليه وسلم بالشك خطأ هو أن الله سبحانه وتعالى قد اختار الرسل والأنبياء لتوجيه الناس إلى الخير ودعوتهم لله، فكيف يمكن للرسول صلى الله عليه وسلم الذي اختاره الله وتفضل عليه على جميع الخلق أن يكفر بالدعوة التي جاء بها ليدل الناس على الإيمان والعودة إلى الله سبحانه وتعالى. فمن غير المنطقي أن يأتي أحد الرسل أو الأنبياء أو الصالحين بدعوة أو رسالة ليدعو الناس للإيمان بها ثم يكفر بها أو يشك فيها. كما أنهيستحيل حدوث ذلك مع الحقيقة أن الله سبحانه وتعالى قد عصم النبي صلى الله عليه وسلم من الخطأ.

• الدليل الثاني على اتهام النبي صلى الله عليه وسلم في الإسلام هو أن إيمانه وتوحيده كانا سبب ثباته وتحمله الصعاب من أجل نشر الإسلام، كما أن القرآن الكريم لم يقدم دليلا على شك النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة الإسلامية وتنزيل الله تعالى، ولم يأت بأي شيء يثبت ذلك.

• اما عن الاية الكريمة من سورة يونس بقوله تعالى: {إذا كنت في شك، فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك. لقد أتىك الحق من ربك، فلا تكونن من المترددين.}” سورة يونس، الآية: 94. في هذه الآية، يخاطب الله تعالى الناس بالكلام وليس الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد أخبر الله تعالى الناس بأنهم يجب عليهم أن يحترسوا من التشكيك في صحة دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم في الإسلام.

• لا يوجد دليل يثبت أن الكلام كان موجها إلى الناس وليس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ويمكن الاستدلال على ذلك من الآية الكريمة في نفس السورة من سورة يونس، حين قال الله تعالى: “قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله، ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين”. فالآية الكريمة في سورة يونس جاءت لتوجيه الكلام إلى الكفار واستهزاء بهم، ولم يكن الهدف منها توجيه اتهام الرسول صلى الله عليه وسلم بالشك.

• واحدة من الأدلة على تبرئة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشك هي أن الحديث الشريف الذي نقل عنه لم يكن دليلا على شك سيدنا إبراهيم عليه السلام. إذ لم يكن سؤال إبراهيم عليه السلام لله سبحانه وتعالى لأجل الشك في قدرة الله تعالى، بل كان لطمأنة قلبه، كما ورد في سورة البقرة في قول الله سبحانه وتعالى: “وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتىٰ ۖ قال أولم تؤمن ۖ قال بلىٰ ولٰكن ليطمئن قلبي ۖ قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل علىٰ كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا ۚ واعلم أن الله عزيز حكيم” (سورة البقرة الاية رقم 260).

• تأتي الآية الكريمة لتوضح أن إبراهيم عليه السلام كان يسأل الله تعالى لاختبار مدى قبوله لدعائه وطلباته وليس لأجل الشك، حيث لم يسأل إبراهيم عليه السلام الله قائلا “هل تستطيع أن تحيي الموتى؟” بل قال “رب أرني كيف تحيي الموتى”، وهذا يعني أن إبراهيم عليه السلام كان يسأل لمعرفة كيفية إحياء الموتى وليس للتأكد من صحة إحياء الموتى.

• وقد قصد رسول الله من هذا الحديث الشريف “نحن أحق بالشك من إبراهيم” أن يكون يقينه مثل يقين إبراهيم عليه السلام، فإذا لم يكن إبراهيم عليه السلام يشك في الإيمان بالله تعالى أو بالدعوة، فنحن أكثر يقينا منه وإذا شك إبراهيم، فإننا أحق بالشك. وبناء على يقين إبراهيم عليه السلام، قال الله تعالى في سورة الأنبياء: “ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين” (سورة إبراهيم، الآية 51).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى