فضل صلاه الضحى
تعد الصلاة هي العبادة الأهم بين جميع العبادات التي شرعها الله عز وجل لعبادة المؤمنين، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادة. وهناك العديد من الأحاديث التي أشير فيها إلى أهمية الصلاة وأن الفرق بين الرجل المسلم والرجل الكافر هو أداء الصلاة. وأن الصلاة هي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة. فإذا صلحت صلاة الإنسان، صلحت جميع أعماله الأخرى. أما إذا فسدت صلاة الإنسان، فسدت جميع أعماله الأخرى. والله يوعد الساهي عن الصلاة. ويجب أن يقم المسلم بأداء الصلاة مهما كانت الظروف التي يمر بها. فإذا كان لا يستطيع أن يقم بأداء الصلاة وهو واقف، فيقوم بتأديتها وهو جالس. وإذا كان لا يستطيع أن يقم بأداء الصلاة وهو جالس، فيقوم بتأديتها وهو نائم، حتى ولو بعينيه. ويجب أن يتم تأدية الصلاة في أوقاتها المحددة، ولا يجب أن يتأخر الصلاة مهما كانت الظروف.
سنن الصلاة
المعنى الكلمة “سنن” في اللغة هو الأساليب المعتادة وتشمل العادات والتقاليد التي يمارسها الناس على مر الزمان. والسنة في الإسلام هي كل ما ورد عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، سواء كان فعلا أو قولا أو صفة أو تقريرا. وتنقسم السنة النبوية إلى عدة أنواع، فهناك السنة المستحبة والسنة المؤكدة والسنة الواجبة. وجميع هذه السنن تشترك في أن من يقوم بها سيحصل على أجر مؤكد، ومن لا يقوم بها لا يعاقب عليها. ولكن التأسي بالرسول عليه السلام هو أمر مستحب، فهو خير البشر. ومن السنن المؤكدة صلاة الوتر، وذلك تأكيدا لقول النبي عليه السلام “إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن”. وكذلك ركعتي الفجر من السنن المؤكدة، حيث قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام “لا تدعوهما ولو طاردتكم الخيل”. وصلاة الضحى أيضا تعتبر من السنن المؤكدة، وذلك استنادا إلى حديث عائشة حيث قالت “كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعا ويزيد ما شاء الله”. وأكد العلماء الكثير منهم أن صلاة الضحى سنة مؤكدة، وقال الشيخ ابن باز عنه رحمة الله أنها سنة مؤكدة فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم ودل أصحابه على فعلها.
تعريف صلاه الضحى
التعريف الشرعي لصلاة الضحى هي إحدى صلوات النوافل التي يتم أداؤها بعد ارتفاع الشمس بحوالي ميل، كما يطلق على صلاة الضحى أيضا اسم صلاة الإشراق أو صلاة الشروق، وذلك لأنها تؤدي بعد شروق الشمس. هناك بعض الفقهاء الذين يرون أن صلاة الضحى تختلف عن صلاة الشروق، ولكن الإجماع بين العلماء يؤكد أن صلاة الضحى هي صلاة الشروق، وذلك لتأكيد حديث ابن عباس رضي الله عنهما حيث لم يكن يعلم ما هو الإشراق، فاستفسر من أم هاني وأخبرته أن النبي صلى الله عليه وسلم قد جاء لها وتوضأ وصلى صلاة الضحى وأخبرها أن هذه هي صلاة الإشراق. كما يذكر أيضا أن صلاة الضحى تسمى أيضا صلاة الأوابين، والأواب هو الذي يعود عند نوبة، وقد ورد هذا الاسم في بعض الأحاديث الشريفة عن الرسول عليه السلام، منها الحديث الشريف {أوصاني خليلي بثلاث لست بتاركهن أن لا أنام إلا على وتر وأن لا أدع ركعتي الضحى فإنها صلاة الأوابين وصيام ثلاثة أيام من كل شهر}.
حكم صلاه الضحى
أشار العديد من العلماء إلى أن صلاة الضحى تعتبر سنة مستحبة، أي أن من يؤدي هذه الصلاة يحصل على أجر ولا يثم بذلك. ومع ذلك، اعتبر الشافعية والمالكية أن صلاة الضحى هي سنة مؤكدة، ولكن بعض الحنابلة لديهم رأي مختلف بعدم تشجيع الاستمرارية في أداء هذه الصلاة لتجنب التشابه مع الصلوات المفروضة
وقت صلاه الضحى
يعتقد العديد من العلماء أن الوقت المناسب لأداء صلاة الضحى هو بعد ظهور الشمس في السماء بمقدار حوالي مترين وحتى قبل زوال أشعة الشمس بوقت قصير. وأفضل وقت لأداء صلاة الضحى هو عندما ترتفع الشمس في أعلى نقطة في السماء وتصبح حرارتها أكثر شدة، وذلك يدعم قول النبي صلى الله عليه وسلم “صلاة الأوابين حين ترمض الفصال”، وتعود كلمة “ترمض” إلى الرمال الساخنة، والفصال يشير إلى صغار الإبل الذين يهربون من الرمال بسبب شدة حرارتها ولأنها تحرق أخف هذه الإبل
عدد ركعات صلاه الضحى
يقول الحنابلة والشافعية أن أدنى عدد لركعات صلاة الضحى هو ركعتان وأكبرها ثمانية ركعات وإذا صلى الشخص أكثر من ثمانية ركعات دون قصد فإنه يحتسبها كسنن، أما إذا صلى الشخص أكثر من ثمانية ركعات بقصد فالزيادة لا تعتبر صلاة ضحى وفقا للحنيفة فإنه من الممكن أن يصل عدد ركعات صلاة الضحى إلى ست عشرة ركعة وبالنسبة للمالكية، يرون أن أعظم عدد لركعات صلاة الضحى هو ثمانية ركعات ولكن إذا صلى الشخص أكثر من ثمانية ركعات فإن الركعات الزائدة تحتسب كسنن ولا كراهة في ذلك.
فضل صلاه الضحى
ومذكور في العديد من الأحاديث النبوية أن صلاة الضحى لها فضل كبير وأن المسلم يحصل على أفضل الجزاء عند أدائها، وأنها من الصلوات التي يجب أن يؤديها بسبب فضلها العظيم، ومن فضائلها أن من قام بالوضوء وذهب إلى المسجد وصلى ركعتين من صلاة الفجر وانتظر حتى يصلى صلاة الضحى، فإنه يحصل على أفضل مكافأة من الفوز بأعظم غنيمة، وهذا يتوافق مع حديث الرسول الذي قال فيه “ألا أخبركم بأسرع كرة وأعظم غنيمة من هذا البعث؟” وذكر قصة رجل توضأ في بيته وذهب إلى المسجد وصلى فيه الفجر وبعدها صلى ركعتين من صلاة الضحى. وصلاة الضحى تعتبر صدقة لكل جزء في جسم الإنسان، والمسلم الذي يصلي هذه الصلاة يحصل على مكافأة مثل مكافأة التهليل والتكبير والتسبيح، وهذا ما ذكره الحديث الصحيح للرسول الذي قال فيه “يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة” وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، ويحصل على مكافأة من ذلك بأن يصلي ركعتين من صلاة الضحى. ومن يقوم ليصلي صلاة الضحى ولا يريد إلا أداء هذه الصلاة، فإنه يعتبر كأنه قام بأداء عمره، وهذا ما قاله الرسول في الحديث الشريف “من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة”. وكذلك في الحديث “من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر، وصلاة على أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين