تعبير عن التعاون
تعبير عن التعاون
التعبير عن التعاون يبدأ بالمقدمة والمضمون والخلاصة ويناسب المستويات التعليمية الإعدادية وما فوقها، فالتعبير هو أن تعبر عن رأيك مدعوما بالحقائق والأدلة وتعبر عن مشاعرك تجاه الموضوع وأسباب اعتقادك بهذا الرأي.
مقدمة تعبير عن التعاون
يروى أن بطة كانت تعيش وتمرح مع أصدقائها، ولكنها ابتعدت عنهم وهاجمها كلب جائع، فركضت وصرخت طالبة المساعدة والنجدة
سمعها أصدقاؤها ومحيط بيتها من الجيران والعائلة، فركضوا لمساعدتها فخاف الكلب وهرب من كثرتهم وسرعة ضرباتهم دون تركه فرصة للإمساك به أحدهم، وهكذا عرفت البطة قيمة التعاون في مواجهة الخطر والابتعاد عن الوحدة والانفصال.
في الحياة، يتشابه الإنسان مع البطة في حالة الانعزال، لكنه لا يمكن أن يستمر في هذه الحالة لفترة طويلة، فما دام يعيش مع الآخرين، فإنه لا بد من التعاون بينهم، ربما لأنه يحتاج إلى المساعدة في مختلف جوانب حياته، وأعظم مساعدة يطلب فيها مساعدة الله في قضاء العبادة وبناء الأرض.
قال تعالى: تعاونوا على البر والتقوى ولا تتعاونوا على الإثم والعدوان
قال صلى الله عليه وسلم: “إن الله يساعد العبد ما دام العبد يساعد أخاه”،
مضمون تعبير عن التعاون
التعاون هو صفة إيمانية وحياتية مهمة تستقر بها حياة البشر على الأرض، ويختلف التعاون اعتمادا على الاتجاه الفكري والمعتقد الديني للأشخاص، ولذلك يمكن أن يكون التعاون إيجابيا في الخير والإعمار والتقدم، أو قد يكون سلبيا في الإثم والمعاصي والفساد والهلاك للأنفس والأشياء الحية وغير الحية.
التعاون هو السعي لتحقيق هدف محدد من خلال مشاركة أعداد من الناس، بدءا من اثنين على الأقل، والاتفاق على أهمية إنجاز العمل المطلوب أو الغاية المرغوبة، فهو فضيلة ومساعدة، وأحيانا ضرورة وظيفية وعملية لتحقيق نجاح المؤسسة والمشروع والهدف العام في أي مجال يتم التعاون فيه.
إذا لم تتعاون الشركات، لن يحدث التوافق والاستثمار التجاري والمتبادل، وإذا لم يتعاون الموظفون مع الرؤساء والعملاء، لن يتم العمل كما ينبغي، وإذا لم يتعاون الزوجان في تربية الأبناء، فلن يكون هناك مجتمع صالح، وإذا لم تتعاون الدول في حل المشكلات العالمية البيئية، ستحدث كوارث على الصعيد البشري والاقتصادي وغيره في كل أنحاء العالم.
التعاون مثل التروس يتشدد بعضها بعضا، ويعمل بانسجام، فإذا تفكك التروس لن يتمكن من إكمال العمل
التعاون يدخل في كل مكان وجميع أنماط الحياة والتصرفات لدى البشرية، سواء بين الجيران أو بين الطلاب والمعلمين أو بين المريض والطبيب وهكذا.
يؤدي التعاون إلى تحقيق الترابط الاجتماعي والدولي، كما يعمل على القضاء على الإجرام بتوحيد المجتمع والدولة ضد المجرمين والفاسدين، وكذلك تعاون الأطفال مع بعضهم في اللعب يعد نموذجا مصغرا للتعاون من أجل تحقيق ترفيه اللعب لجميع الأطفال.
ونظرا لأهمية التعاون وتأثيراته الكبيرة، تم دمجه في العملية التعليمية ضمن الاستراتيجيات الحديثة تحت اسم التعلم التعاوني الجماعي، حيث يعزز روح المحبة والتآخي وبالتالي يتيح فرصة اكتساب الصداقات وتعزيز الأخوة الإنسانية.
التعاون يؤدي إلى تنمية الذات والتنافس بين الأفراد والقرى والمدن والشعوب، ويزيد من الطموحات للتقدم في المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والوظيفية والأسرية وغيرها.
التعاون في وجود البيئة المسالمة يرفع قيم الأمان والتطور، نقيضه الفرقة والخلاف، اللاتان إن سادتا القيم في مجتمع أو أمة بعينها أدى هذا لسهولة السيطرة العدوانية الاحتلالية عليها وإضعاف نسيجها وقوتها، وبالتالي التغير الانتمائي والعقيدة والهوية لها، كما يحدث في عصر العولمة أو الأمركة التي تطمس معالم السيادة الدولية للشعوب لصالح قوى أكبر مهيمنة.
وبسبب الانفصال وغياب التعاون العميق والمباشر بين النسيج الإسلامي العربي، تمت سيطرة سياسية واقتصادية وثقافية عن بعد على هذا النسيج وتفتيته.
من الأسباب التي تؤدي إلى إضعاف التعاون بين المجموعات:
- التعصب والعنصرية.
- الجهل والخرافة، وانتشار الإشاعات.
- الأنانية والمصالح الخاصة.
- سوء الظن وسوء الفهم بدون تثبت.
- السيطرة المالية متاحة في فئة واحدة من البشر.
- عدم تكافؤ الفرص وتحقيق المساواة والعدالة اجتماعيا وثقافيا وماليا.
- النزعات الاستبدادية في فرض الرأي والسلطة والنفوذ.
- غياب قيم التسامح والثقة في العلاقات المختلفة.
- الاحتيال والاستغلال للأخرين.
- التعاون السلبي الإجرامي من العوامل التي تدمر قيم التعاون الإيجابي المطلوبة.
وقد حث الإسلام على تحقيق الوحدة الإسلامية تحت راية التوحيد لله الواحد، ولا يمكن تحقيق هذه الوحدة إلا من خلال تطبيق التعاون والتضامن بين المسلمين، وأن يحب كل مؤمن لأخيه ما يحب لنفسه، وبالتالي يجب السعي لتحقيق الاحتياجات بغير القيام بمعصية أو إلحاق ضرر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ما يؤمن بأحد منكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
ومن أبرز أشكال التعاون في النظم الإسلامية هو الشورى ، وعلى الرغم من أن الوحي ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من الله العزيز الحق وعلمه الحق وتقديره الحق إلا أن النبي أمر بالشورى وقد نفذها في العديد من مواقف الحياة المتعلقة بالدنيا.
العمل الخيري التطوعي هو تجسيد للتعاون الإسلامي والدنيوي المرغوب فيه، وقد ثبت فعاليته في تحقيق فوائد التعاون المتعددة، فمثلا، عندما يتعاون الناس في تنظيف المكان، يؤدي ذلك إلى إبراز الجمال الحضاري، والحفاظ على الصحة، وإحداث سرور للمارة وما إلى ذلك.
التعاون هو تعبير عن نظام متكامل من القيم التي تندرج في هذه الصفة الجماعية للتشاور، والتي تظهر مهارات الأفراد والإبداعات وتنمي أساليب التفكير وتطوير خبرات الشباب والمراهقين، وتساعد الأطفال على النمو النفسي من خلال المشاركة التفاعلية في مختلف المناسبات وتقديم المساعدة الإنسانية والاجتماعية.
المتعاونون يساعدون بعضهم البعض في نشر الفكر ومعرفة الجديد في جميع المجالات في أي مكان، ونظم التطوير وتوفير فرص العمل في كثير من الأحيان، أو مساعدة الفقراء والمساعدة في أنحاء العالم.
مجالات ووسائل التعاون
تختلف المجالات التعاونية بشكل شامل، لأن العالم البشري متنوع في الأفكار والثقافات وطرق الحياة، وبالتالي لا يوجد وسيلة تعاونية واحدة في هذا العصر العالمي، ولكن يمكن ذكر بعضها مثل:
- يمكن تقديم المساعدة عن طريق الجمعيات الخيرية أو التبرع للمستشفيات العامة وغيرها.
- كفالة الأيتام بتخصيص مدخول خاص لليتيم.
- منع استغلال العامل والتعاون معه للحصول على حقوقه بدون إلحاق ضرر.
- التعاون الوالدي في تربية الأبناء.
- تعاون المؤسسات المجتمعية من أجل خدمة الشعب وتقدم الوطن من خلال دفع الضرائب وعدم إضاعة المال العام.
- إنشاء دور الرعاية والإنفاق على الأيتام أو أطفال الشوارع بها.
- الإبلاغ عن الجرائم والمتسولين وغيرهم.
- قضاء الديون عن المدينين.
- التعاون في توفير الأدوات والوسائل التي تعزز التطور الوظيفي والمهني والعلمي.
- التعاون في حل خلافات المواريث بعدالة ووضوح للأطماع.
- التعاون لإنجاح لعبة وتحقيق الفوز
- التعاون بين أفراد الجيش لحماية الأوطان.
التعاون السلبي أو المعاونة على الإثم
يقصد بها تجمع مجموعات لأغراض تؤذي الآخرين سواء كانوا بشرا أو حيوانات أو موارد جامدة أو مالية، أو نشر الفساد، ولذلك فإن العولمة تعتبر تعاونا لصالح القوى الكبيرة وتدميرا واستعبادا للقوى الأضعف، وكذلك سيطرة المعتقد القوي والمشروع على المعتقد الأضعف والأقل حقا، ونشر ثقافة غير متعلقة بثقافات أخرى بالقوة ووسائل الإعلام، وكل ذلك يعتبر تعاونا على الإثم والعدوان.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتجارة غير الشرعية بالمخدرات والأسلحة والكحول والمشروبات الروحية والأدوية الفاسدة وأمثالها أن تلحق الضرر بالأفراد، وتعمل هذه التحريضات بالتعاون مع أطراف مختلفة لكنها مدمرة وفاسدة وتسبب الدمار والهلاك.
خلاصة موضوعنا تعبير عن التعاون
التعاون هو قيمة جماعية تهدف إلى تماسك المجتمع وتحقيق أهدافه. عندما يكون التعاون إيجابيا ومفيدا، يحقق فوائد لجميع المشاركين فيه. لذا، كن متعاونا وابدأ بنفسك في المساهمة في تغيير من حولك، فهذا سيجذب تعاونهم وبالتالي سينمو ويزدهر المجتمع بجهود أفراده ومواطنيه