وقت صلاة الضحى
مصدر كلمة الضحى في اللغة هو “ضحو”، ومعناها في المعجم هو ارتفاع وظهور النهار نتيجة امتداد الأشعة، وهذا يجلب الكثير من السرور للنفس ويشير إلى الناس ببدء الأعمال وأنه من المستحسن أن نصلي صلاة الضحى. فقد كان العرب يقولون “هلم نتضحى” أيضا قبل الإسلام، وهذا يعني “هيا نتناول الغداء”. وأما قول “تضحت الإبل” فهو يعني بدء السفر عند طلوع النهار في الصباح الباكر.
عن صلاة الضحى
تعد صلاة الضحى من النوافل التي كان الرسول الكريم يحرص على أدائها، وقد حث جميع الصحابة رضي الله عنهم على الاستمرار في أدائها. قيل عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أوصاني خليلي بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وعدم النوم إلا على وتر، وأداء صلاة الضحى في السفر والحضر).
صلاة الضحى لها العديد من الأسماء، ولكن الأكثر شهرة هو اسم صلاة الضحى. وتسمى أيضا بصلاة الإشراق بسبب الوقت الذي يؤدي فيه الصلاة، وتسمى أيضا بصلاة الأوابين أو الأوابون وهي تعني التائبين أو الذين يتوبون بكثرة. وفي الحديث الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم، يقال: “على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ لذلك ركعتان يصليهما في صلاة الضحى.
وقت صلاة الضحى
يتم أداء صلاة الضحى عندما تصل الشمس إلى ارتفاع حجم الرمح، وهذا يعني أن الشمس في أعلى مكان لها في السماء وواضحة، وهذا يحدث بعد طلوع الشمس بحوالي 12 أو 15 دقيقة. يمكن أداء صلاة الضحى في هذا الوقت وحتى قبل صلاة الظهر بحوالي 30 دقيقة. وبذلك، يتجنب المصلي الأوقات المكروهة للصلاة، وهي عند طلوع الشمس بدقة أو عندما تكون الشمس في أعلى نقطة لها في السماء. ولا يوجد خلاف بين علماء الدين والفقهاء بأن أفضل وقت لأداء صلاة الضحى هو عندما تكون الشمس في أعلى نقطة لها في السماء ويكون لهيبها وحرارتها قوية، وذلك استنادا إلى قول الرسول الكريم
(صلاة الأوّابين حين ترمض الفصال)
وهذا يعني أنه عندما تحمي الرمل من شدة حرارة الشمس فيصبح لك فضل في الفصال، وقال الطحاوي: “وقت صلاة المختار عندما ينقضي ربع النهار”، وفقا لما جاء في مواهب الجليل والمنقولة عن الجزولي: “أول وقت لصلاة الفجر عندما ترتفع الشمس وتزول الحمرة، وآخر وقت لها عند الزوال”، وفقا لما قاله الحطاب عن الشيخ زروق: “أفضل وقت لصلاة الضحى هو عندما تكون الشمس في منتصف السماء، مثلها في الشرق ومثلها في الغرب، ووقت العصر”، وما قاله الماوردي هو: “وقت صلاة الضحى المختار عندما ينقضي ربع النهار”.
كيفية إقامة صلاة الضحى
يمكن أن تؤدي هذه الصلاة مثل أي صلاة أخرى، فتصلي ركعتين كصلاة سنة أو صلاة ثنائية كنوع من تأدية النوافل، ثم يسلم المصلي عن يمينه وعن شماله. وإذا أراد المصلي أن يصلي 4 ركعات أو 6 ركعات أو أكثر، فيمكنه أن يؤدي صلاة ركعتين منفصلتين أولا، ثم يسلم عن يمينه وعن يساره، ومن ثم يصلي 4 ركعات متتالية بتسليمة واحدة. لكن هذا الأمر مكروه في المذهب الحنفي، بينما في المذهب الحنفي يسمح بأداء صلاة 4 ركعات ثم التسليم وصلاة 4 ركعات أخرى، وبهذه الطريقة تكون صلاة المصلي صحيحة
حكم صلاة الضحى
تعد صلاة الضحى من السنن النبوية المقررة التي اتفق عليها الفقهاء في المذهب الحنفي والمذهب الشافعي والمذهب الحنبلي، على الرغم من أن المالكية لا تعتبرها مقتضى واجبا، إلا أنها أقل أهمية لديهم مقارنة بالسنن الأخرى المؤكدة والمأخوذة عن الرسول الكريم. وقد ورد في الحاوي الكبير الذي ذكره الشافعية أنها تعتبر سنة مؤكدة قد فعلها الرسول الكريم بانتظام، وأيضا السلف الصالح قاموا بأدائها تقليدا للرسول الكريم. وبالتالي، تعتبر من السنن المؤكدة عن الرسول الكريم، ويفضل السلف الصالح عدم تفويتها. وعلى العكس من ذلك، يقوم الحنابلة بأدائها إذا نسوها بالخطأ. وقد قال الشيرازي: إذا فاتت صلاة الضحى في وقتها، هناك رأيان: الأول ألا يصليها لأنها سنة ونفل ولا حاجة لأداءها مثل صلاة الكسوف وصلاة الاستسقاء. والرأي الثاني هو أداء صلاة الضحى عندما يتذكرأنها فاتت في وقتها، وذلك لأنها سنة مؤكدة قد فعلها الرسول الكريم بانتظام.