الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

النداءات في سورة المائدة

معلومات عن سورة المائدة

• أنزل الله سبحانه وتعالى سورة المائة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة ولذلك فهي تعتبر سورة مدنية باستثناء بعض الآيات التي أنزلها الله تعالى على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة بعد حجة الوداع، فبعض آيات سورة المائة مدنية وبعضها الآخر مكية. وقد نزلت سورة المائة بعد سورة الفتح وتقع سورة المائة في ترتيب المصحف الشريف بعد سورة النساء.

• عدد ايات السورة الكريمة يبلغ مائة وعشرون اية. سورة المائة هي الوحيدة التي تبدأ اياتها بقوله تعالى (يا أيها الذين امنوا). السورة الكريمة تحتوي على 16 نداء من اصل 88 نداء في القرآن الكريم وقال عبد الله بن مسعود عن سورة المائة: “إذا سمعت (يـأيها ٱلذين ءامنوا) فارعها سمعك فإنه أمر خير تؤمر به أو شر تنهى عنه”.

• سميت سورة المائدة بهذا الاسم لأنها تحكي قصة عيسى عليه السلام، عندما طلبت قومه منه أن ينزل الله عليهم مائدة من السماء ليؤمنوا، وبعد أن استجاب الله لهم، نقضوا العهد ولم يؤمنوا بمعجزة الله. وقد ذكر ذلك في سورة المائدة في الآية الكريمة حيث قال الله (عندما قال الحواريون لعيسى ابن مريم: هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء؟ فقال عيسى: اتقوا الله إن كنتم مؤمنين، فقالوا: نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أنك صدقتنا، فقال عيسى: اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين. فقال الله: إني منزلها عليكم، فمن يكفر بعد ذلك فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين) في الآية رقم 112-115

• وفقا للحديث الشريف الذي وصف سورة المائدة وتضمن الآية الكريمة التي تقول: “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا”. وروي عندما جاء رجل يهودي إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال: “يا أمير المؤمنين، إنكم تقرأون آية في كتابكم ما لو نزلت علينا كيانا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا”. فسأل عمر: “أي آية؟” ثم قرأ اليهودي تلك الآية، فرد عليه عمر: “قد علمت اليوم الذي نزلت فيه والمكان الذي نزلت فيه، نزلت في يوم الجمعة ويوم عرفة، وكلاهما بحمد الله تعالى لنا عيدا”.

محاور سورة المائدة

• تناولت سورة المائة بعض أحكام الشرع كما تناولتها سورة البقرة وسورة النساء وسورة الأنفال، وتناولت أيضا موضوع العقيدة وبعض قصص أهل الكتاب. وفي البداية، ناقشت السورة عددا من المحاور التي بدأت كل مرة بالآية الكريمة (يا أيها الذين آمنوا)، وتناولت السورة في البداية الحديث عن الطعام والشراب والصيد والذبائح، ثم انتقلت السورة إلى الحديث عن الزواج والأسرة.

• بعد ذلك، نقلت السورة الكريمة إلى محور جديد وناقشت موضوع الإيمان والكفارات. كما تناولت السورة الكريمة العبادات وتناولت مواضيع الأحكام والقضاء والشهادات وتحقيق العدل. وفي النهاية، تحدثت السورة عن المسلمين وتنظيم علاقاتهم مع اليهود والنصارى. وتوضحت السورة الكريمة الحلال من الحرام في هذه المحاور التي تناقشتها سورة المائة.

النداءات في سورة المائدة

تحتوي سورة المائدة على عدد كبير من النداءات، وعددها 16 نداء من أصل 88 نداء في جميع سور القرآن الكريم، ومن بين هذه النداءات

• الله يدعو المؤمنين ليفيوا العهود وينبههم بأنه أحل لهم أن يمتلكوا الحيوانات المنفعة وذلك مذكور في قوله (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعهود حلت لكم بهيمة الأنعام)

• النداء الثاني هو دعوة الله سبحانه وتعالى للمؤمنين أنهم لا يجوز لهم تغيير شعائر الله، أي ألا يقوموا بتغيير أوامر الله ونواهيه وفقا لرغباتهم، كما في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله)

• وقد دعا الله المؤمنين لتحقيق النقاء الروحي بالوضوء قبل أداء الصلاة، وذلك مذكور في كتابه العزيز بقوله العلي (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم للصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرفقين)

• وكما ورد في سورة المائدة، دعا المؤمنون إلى تحقيق العدل بعد دعوتهم إلى الوفاء بالعقود والامتثال لأوامر الله ونواهيه، وتحقيق الطهارة بالوضوء، وذلك مذكور في الآية الكريمة حيث قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)

• وفي سورة المائدة، يدعو الله تعالى المؤمنين إلى ذكر نعمته عليهم بعدما نجاهم من خيانة الأعداء، كما جاء في قوله: “يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم”

• تضمنت السورة الكريمة دعوة المؤمنين للجهاد في سبيل الله، كما قال الله تعالى “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون.

• كما جاءت السورة الكريمة بدعوة الله للمؤمنين أن يبتعدوا عن التقليد للحفاظ على هوية الإسلام، وذلك موجود في الآيات حيث يقول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) وفي قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين)، وكما جاء في قول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء)

• دعا الله المؤمنين إلى عدم تحريم الأطعمة الطيبة التي أنزلها لعباده، قائلا: يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا ما أحل الله لكم من الأطعمة الطيبة ولا تتجاوزوا الحدود، فإن الله لا يحب المتجاوزين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى