كتاب الطب النبوي لابن القيم

ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين كل ما هو مفيد ونافع، سواء كان ذلك يتعلق بالحياة الآخرة أو يساعدهم على العيش الكريم في الدنيا. وقد ترك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالا نحتذي به في مجال العلاج من الأمراض والأوجاع، وهذا ما يعرف فيما بعد بالطب النبوي. وحث الرسول صلى الله عليه وسلم على العلاج من الأمراض وخصص لكل مرض مجموعة من الأعشاب الطبية والمواد الطبيعية التي تساعد في شفائه، باستثناء مرض الموت وشيخوخة السن التي ليس لهما علاج.

• وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على زيارة المريض لتحسين حالته النفسية وتقوية جهاز مناعته ومساعدته على الشفاء. وشجع أيضا على قضاء المسلم لأموره بقدر الله وقضائه. وقد أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم بعض الأمثلة للشفاء من الأمراض، مثل استخدام العسل وحبة البركة للتخلص من الأمراض، واستخدام الحجامة لعلاج آلام الرأس، واستخدام التمر للوقاية من الحسد، واستخدام الشعير في الماء لعلاج الاكتئاب. كما أوصى بتناول الماء للشخص المصاب بالحمى.

• وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين باتباع الاحتياطات اللازمة للوقاية من الأمراض، ووصى بتطبيق الحجر الصحي خوفا من انتقال الأمراض. على سبيل المثال، أمر المسلمين بعدم الذهاب إلى بلد يشتهر بوجود مرض الطاعون، وكذلك أمرهم في حالة انتشار الطاعون في بلادهم بعدم مغادرتها. قام الإمام ابن القيم بجمع جميع الأحاديث التي جاءت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في كتاب يدعى “الطب النبوي لابن القيم”، ويحتوي هذا الكتاب على كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الطب النبوي.

ابن القيم

• الإمام ابن القيم هو الإمام محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الدمشقي. ولد الإمام ابن القيم في عام 691 هجريا وأطلق عليه لقب ابن القيم الجوزية ولقب شمس الدين. تم تسمية ابن القيم بهذا اللقب نظرا لعرضه واسعا على العلم ومعرفته التي لا تنتهي، وقد أتقن الإمام ابن القيم العديد من العلوم مثل علم الحديث وعلم الفقه وعلم السيرة وعلم التفسير.

• بفضل إتقان ابن القيم للغة العربية بشكل كبير، ساعدته هذه الإتقان في فهم علوم الشريعة وفهم ما نزل الله من القرآن الكريم وما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية. توفي في عام 751 هجري بعد أن قضى فترة طويلة في السجن مع الإمام ابن تيمية بسبب بعض الفتاوى التي أصدرها.

• وقد اشتهر الإمام ابن القيم الجوزية بقربه وتواصله مع معلمه وشيخه الإسلام تقي الدين ابن تيمية، حيث أصبح ملازما له وتعلم منه الكثير في حياته حتى وفاته. كما تعلم الإمام ابن القيم الكثير من العلماء الأجلاء مثل الإمام الشهاب النابلسي وابن الشيرازي وغيرهم. ومن بين تلاميذ الإمام ابن القيم الشهيرين هو الحافظ ابن رجب الحنبلي، الذي اشتهر بحفظه لكتاب الله تعالى ورواية أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

• فيما يتعلق بأشهر كتب الإمام ابن القيم، من بينها كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد وكتاب مدارج السالكين وكتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح وكتاب القضاء والقدر. بالإضافة إلى ذلك، من بين أشهر مؤلفاته كتاب عدة الصابرين وكتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين وكتاب الروح وكتاب الداء والدواء وكتاب تحفة الودود في أحكام المولود وكتاب الصراط المستقيم في أحكام أهل الجحيم. ومن بين أهم مؤلفات الإمام ابن القيم كتاب الطب النبوي.

كتاب الطب النبوي لابن القيم

• أشار الإمام ابن القيم الجوزية في كتاب الطب النبوي إلى العديد من الأمور الهامة، ومنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبدأ بالعلاج في نفسه، ثم يقوم بعد ذلك بعلاج أهله وأصحابه. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخدم العلاج بالأعشاب والطرق الطبيعية، ولم يكن يستخدم العلاج بالأدوية المركبة المعروفة بـالأقرباذين.

• كانت معظم طرق العلاج التي يستخدمها العرب تعتمد على الكلمات، حيث كانوا يضيفون ما يساعد في العلاج أو ما يقوم بكسر السحر. تبع أسلوب العلاج بالكلمات العرب والترك وسكان البادية، أما العلاج بالمركبات فكان يستخدمه الرومان واليونانيون. كما اهتم أسلوب العلاج بالكلمات في بلاد الهند واستخدمته.

• وفقا للكتاب، يشير إلى أن استخدام الطعام كبديل للدواء هو الأكثر احتمالا وأفضل من استخدام الدواء. ويشير إلى أن استخدام المفردات بدلا من الجمل يكون أيضا الأكثر احتمالا وأفضل. ويشير الكتاب إلى أن الدول التي تستخدم الأدوية المفردة لديها أمراض مفردة، والدول التي تستخدم الأدوية المركبة لديها أمراض مركبة.

• وأشار الكتاب إلى أن استخدام الأدوية بدون داع يؤثر على المريض، حيث إذا لم يجد الدواء للمرض الذي يعاني منه أو استخدم دواء مخالفا أو زاد عن الجرعة المطلوبة، فإن ذلك يؤثر على صحة المريض ويتسبب في ضرره بدلا من النفع.

المراجع  :

• https://goo.gl/RkrmsZ