الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

حديث العين حق ويحضرها

ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن العين حق وأن الحسد يمكن أن يؤذي الإنسان ويسبب له الضرر. وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العين حق والشيطان يحضر بها والحسد من ابن آدم. وأيضا جاء في الحديث الذي رواه أحمد ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “العين حق، ولو كان شيء قد سبقه القدر لسبقته العين”.

جدول المحتويات

مضمون حديث العين حق ويحضرها :

• ويعني الحديث الشريف أن الشيطان يكون رفيقا للعين، فيكون الشيطان مرتبطا بالحاسد كما يرتبط بالساحر، ويؤدي ذلك إلى إلحاق الأذى بالشخص المحسود. ويحدث ذلك مع الحاسد دون استدعاء من الشيطان، كما يفعل الساحر، حيث يحب الحاسد انتشار الفساد ويسعى لزوال نعمة الله سبحانه وتعالى.

• كما أن الشياطبن تجد ضالتها في الشخص الحاسد، حيث عندما تخرج أسهم الحسد من أعين الشخص الحاسد، تقترن بها الشياطين لتدخل إلى جسد الشخص المحسود لتلحق به الأذى. وعادة، يكون الحسد مقترنا بشيطان الحسد الذي يرتبط بالشخص المحسود، ولا يخرج منه إلا بواسطة الرقية الشرعية والاغتسال حتى يزول أثر العين أو الحسد.

أدلة من القراءن الكريم على الحسد

• في آيات القرآن الكريم توجد أدلة تثبت أن العين حق وتشير إلى وجود الحسد. وقد ذكر في كتاب الله العزيز في سورة البقرة في قوله تعالى: “ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله علىٰ كل شيء قدير” (البقرة،109). كما حذر الله النبي صلى الله عليه وسلم من أعين الكافرين في قوله تعالى: “وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون” (القلم،51)

• يؤكد القرآن الكريم في سورتي النساء والفتح وجود العين والحسد، حيث يقول الله تعالى: “هل يحسدون الناس على ما أعطاهم الله من فضله؟” ويذكر أيضا قصة آل إبراهيم وكيف أعطاهم الله الكتاب والحكمة والملك العظيم. ويذكر أيضا أن الذين ينشرون الشائعات ويحاولون تغيير كلام الله، فهم يحسدون الآخرين على نعم الله عليهم، ولكنهم لا يفقهون الحقيقة

• من الآيات القرآنية التي تتحدث عن تأثير العين والحسد هي ما ورد في سورة الفلق، حيث قال الله تعالى: “ومن شر النفاثات في العقد. ومن شر حاسد إذا حسد” (الفلق، 4-5). وأيضا ورد في سورة البقرة قوله تعالى: “وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبىٰ واستكبر وكان من الكافرين” (البقرة، 34). وفي سورة المائدة قال الله تعالى: “واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين” (المائدة، 27)

• من أدلة وجود العين في القرآن الكريم هو قوله تعالى في سورة يوسف {قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين } (يوسف،5). وفي قوله تعالى {إذ قالوا ليوسف وأخيه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين. اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين} (يوسف،8_9).

• ومن علامات سورة يوسف التي يحذر بها أبا يوسف عليه السلام، لكي لا يصيبه العين، في قوله تعالى {وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء ۚ إن الحكم إلا لله ۖ عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون. ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها وإنه لذو علم لما علمناه ولٰكن أكثر الناس لا يعلمون} (يوسف، 67-68)

ادلة السنة النبوية الشريفة على الحسد

• بالنسبة لأدلة العين والحسد من السنة النبوية، روي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف – رضي الله عنه – أن عامر بن ربيعة مر بسهل بن حنيف وهو يغتسل، وعبر عن إعجابه بجماله ولم ير جلدا مخبأ. فأبلغ النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر وقيل له: اتهم سهلا بذلك؟ فقال: “لماذا يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه شيئا يعجبه، فليدعو له بالبركة”. ثم دعا بماء وأمر عامرا أن يتوضأ وغسل وجهه ويديه حتى الكوعين وركبتيه وجعل الإزار داخلا وأمره أن يسكب الماء عليه. (صحيح الجامع – 556)

• وفي الحقيقة، قد روى جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم سمح لأهل حزم بعلاج السحر، وقال لأسماء بنت عميس: “لماذا أرى أجساد أبناء أخي منهكة بالحاجة؟” فقالت: “لا، ولكن العين تسرع إليهم.” فقال: “اعالجهم.” فعرضت عليه فقال: “اعالجهم.” (رواه الإمام مسلم في صحيحه – رقم 2198)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى