الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

أنواع حقوق الطفل في الإسلام

تقسم حقوق الطفل في الإسلام إلى مرحلتين، أو إلى نوعين، حيث يتمثل النوع الأول في حق الطفل قبل ولادته، أو حق الجنين، ويتمثل النوع الثاني في حق الطفل بعد ولادته، وتندرج تحت كل نوع مجموعة من الحقوق التي يجب مراعاتها، حيث تعد المرحلة الطفولية من أهم مراحل الحياة، لأنها أساس بناء شخصية الطفل القوية والصحيحة، ولذلك يجب توجيه الاهتمام والرعاية الكاملة للطفل قبل وبعد ولادته، ولذلك سنتعرف في هذا المقال على شرح مبسط وواضح لحقوق الطفل في الإسلام، وذلك من خلال التعرف على حقوق الطفل في الإسلام قبل ولادته، وحقوق الطفل في الإسلام بعد ولادته.

أنواع حقوق الطفل في الإسلام

يمكن تقسيم أنواع حقوق الطفل في الإسلام إلى نوعين رئيسيين، وهما: حقوق الطفل في الإسلام قبل ولادته وبعده، وتتضمن كل نوع من هذين النوعين عدة حقوق فرعية، لذلك سنوضح لكم بالتفصيل أنواع حقوق الطفل في الإسلام قبل وبعد ولادته، وذلك من خلال ما يلي:

أولاً: حقوق الطفل في الإسلام قبل ولادته:

يندرج تحت هذا النوع من أنواع حقوق الطفل في الإسلام مجموعة من الحقوق، التي يجب مراعاتها، ونذكر أهمها في: اختيار الوالدين بشكل صحيح، الحفاظ على صحة وسلامة الجنين، الاهتمام بالجنين والأم خلال فترة الحمل، الاهتمام بالصحة النفسية للجنين، الحفاظ على حقوق المال للجنين، ويمكن توضيح هذه الحقوق عن طريق ما يلي:

  • الاختيار الصحيح والجيد للوالدين:

من أهم حقوق الطفل في الإسلام هو اختيار الوالدين المناسبين، فهما الأساس في تربية الطفل بشكل صالح وجيد. ويتحقق ذلك من خلال اختيار الرجل لزوجة صالحة واختيار المرأة لزوج صالح. ويمكن تقسيم حق الطفل قبل ولادته إلى اختيار الوالدين المناسبين، وذلك من خلال:

  • الاختيار الجيد والصحيح للزوجة:

يجب اختيار الزوجة المناسبة للزواج، كما قال رسولنا الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم: “تنكح المرأة لأربعة، لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاختر ذات الدين تربت يداك”. أوضح رسولنا الكريم أن اختيار الزوجة المناسبة يتطلب أربعة معايير، والأهم منها هو الدين، لأنه إذا لم يكن لديها دين صحيح، فلن يكون هناك شيء آخر. يجب أن يكون لديها أيضا حسب جيد وأصل طيب، لأن الاختيار الصحيح للزوجة يؤدي إلى استقرار وهدوء في الحياة الزوجية، وهذا ينعكس بدوره على تربية الأطفال بشكل صحيح وسليم.

  • الاختيار الجيد والصحيح للزوج:

يجب اختيار رجل صالح وصادق للزواج، وذلك كما قال رسولنا الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم، ” إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه، فزوجوه إلا تفعلوا تكون فتنة في الأرض وفساد عريض”، فيجب اختيار الزوج المتدين، الذي يعرف جيدا أصول دينه، وذو الأخلاق الحميدة، والصادق، والوفي، والبر بوالديه، حيث أن الاختيار الجيد والسليم للزوجين، يؤدي إلى الحياة الزوجية الهادئة والمستقرة، و هذا بدوره يؤدي إلى النشأة الصالحة والسليمة للأطفال، والتي تعد أهم حقوق الطفل في الإسلام.

  • المحافظة على صحة وسلامة الجنين:

ثاني حقوق الطفل في الإسلام قبل ولادته هو الحفاظ على صحة وسلامة الجنين، فقد نهى الدين الإسلامي عن التدخل في حياة الجنين، أو تعريض حياته للخطر، أو محاولة الإجهاض، فبمجرد وصول الروح إلى الجنين، فلا أحد يحق له تعريض حياة الجنين للخطر، لأن ذلك يعتبر قتلا غير مشروعا، كما ورد في الكتاب العزيز، بسم الله الرحمن الرحيم، “ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق”، صدق الله العظيم.

  • العناية بالجنين وبالأم أثناء فترة الحمل:

ويعتبر الحق الثالث من حقوق الطفل في الإسلام هو الاهتمام بالجنين والأم أثناء فترة الحمل، وهذا يشمل الاهتمام بصحة الأم الجسدية والنفسية، وتغذيتها بشكل صحي، حيث يساهم ذلك في الحفاظ على صحة وحياة الجنين وتجنب المشاكل والخطرات التي قد تهدد حياتها وحياة الجنين.

  • العناية بالصحة النفسية للجنين:

تعد الاهتمام بالصحة النفسية للطفل قبل ولادته من الحقوق الهامة للطفل قبل ولادته، من خلال العناية بصحة الأم النفسية والابتعاد عن كل ما يؤثر سلبا على نفسيتها أو يعرضها لمشاكل نفسية، حيث يؤثر ذلك بدوره على الصحة النفسية للجنين.

  • المحافظة على حق الطفل المالي:

أوضح الدين الإسلامي حق الطفل في الحصول على الأموال قبل ولادته، ونهى عن فقدان هذا الحق قبل ولادته، من خلال توزيع التركة بين الأحياء وتجاهل وجود الجنين.

ثانياً: حقوق الطفل في الإسلام بعد ولادته:

تندرج تحت هذا النوع من أنواع حقوق الطفل في الإسلام بعد ولادته مجموعة من الحقوق، والتي تتمثل في: الحفاظ على حياة الطفل، اختيار اسم مناسب للطفل، الفرح والسرور بولادة الطفل، توفير بيئة جيدة وسليمة للطفل، وسنتعرف على كل حق من حقوق الطفل بعد ولادته بشكل واضح ومبسط، من خلال ما يلي:

  • المحافظة على حياة الطفل:

توضح الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة حق الطفل في حياة هادئة وصحية بعد ولادته. في العصر الجاهلي، كانت هناك اعتقادات خاطئة تؤدي إلى التخلص من الطفل بعد ولادته، مثل قتله لكي لا يسبب لهم العار أو قتله لكونه سيسبب لهم الفقر. هذه العادات والمعتقدات موجودة في بعض المناطق ولكن بنسبة قليلة. يحظر الدين الإسلامي قتل الطفل بعد ولادته أو حتى قبل ولادته، فبمجرد أن ينفخ فيه الروح يصبح من غير المشروع قتله.

  • الاختيار الجيد لاسم الطفل:

اختيار اسم الطفل هو ثاني حقوق الطفل بعد ولادته في الإسلام، والهدف من ذلك هو مراعاة والدي الطفل في اختيار اسمه، لأن هذا الاسم سيكون له طول العمر، فيجب اختيار اسم جيد، يحمل معنى يفتخر به، وتجنب اختيار الأسماء البشعة، أو غير المرغوب في تسميتها، أو تلك الأسماء التي تسبب الحرج والخجل لصاحبها، واختيار الوالدين لاسم بشع، أو غير جيد للمولود، يعد أحد أشكال عقوق الوالدين لأطفالهم.

  • الفرح والسرور بولادة الطفل:

وصى الدين الإسلامي بنشر مظاهر الفرح والسعادة والسرور بمناسبة ولادة الطفل الجديد، وهذا يعتبر من حقوق الطفل الأساسية في الإسلام، وذلك يتم من خلال ذبح العقيقة وحلق الشعر وغيرها.

  • النشأة الجيدة والصالحة للطفل:

من حقوق الطفل الأساسية في الإسلام بعد ولادته أن يتم تنشئته بشكل جيد، وذلك من خلال تربيته على الإسلام وتعليمه القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة، كما يجب أن يتمتع الطفل برعاية صحية صحيحة وسليمة من قبل والديه، ويجب أن يحافظ على سلامة جسمه ونفسه وأن لا يتعرض لأي أذى، ويجب أن يبتعد عن أية مشاكل زوجية قد تحدث بين والديه وأن يتجنب أي إهانة أو ضرب، ويجب استخدام طرق العقاب الملائمة والمهذبة عند الحاجة، ويجب أن لا يتعرض لأي إهانة أو استغلال أو إيذاء، ويجب توفير جميع وسائل العلاج اللازمة في حالة مرضه أو وجود مشاكل صحية، وعلى الطفل أن يحصل على حقه الكامل في التعليم ومساعدته في تطوير مهاراته وقدراته وتعليمه أصول دينه…إلخ. هذه هي بعض وسائل تربية الطفل الصحيحة والجيدة بعد ولادته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى