التعليموظائف و تعليم

تمثل الذات عند المراهقين

نمو الشخصية هو أحد الأمور التي ترافق الإنسان منذ طفولته، والشخصية هي أحد الأشياء التي تبدأ مع حياة الإنسان، حيث يسعى الرضيع لاكتشاف شخصيته منذ هذه المرحلة الصغيرة، وعندما يكبر يحاول اكتشاف شخصيته وتطويرها في مراحل الطفولة، حتى يصل إلى مرحلة المراهقة، حيث يستمر في محاولة اكتشاف شخصيته بشكل أعمق، والسعي وراء تحقيق أهدافه وأحلامه، وعلى الرغم من أن الشخصية تكون منقسمة عند المراهقين في تلك المرحلة إلى العديد من الحالات النفسية والانطباعات المختلفة، والمشاعر المتباينة، إلا أن المراهق يظل يسعى وراء فهم شخصيته وذاته والدور الذي يجب عليه تحقيقه.

تنمية الذات:

يبدأ عملية نمو الذات عند الأطفال في مرحلة الطفولة، عندما يسعى الطفل للاستقلال عن أمه، على الرغم من ارتباطه القوي بها، ولكنه يحاول تأكيد ذاته في نفس الوقت، ويقوم بأنشطة تساعده على الشعور بالاستقلال وتحقيق رغباته الخاصة، ويبذل جهودا لتحقيق مطالبه واهتماماته، وهذا الشعور يستمر حتى فترة المراهقة، حيث يسعى لتحقيق أقصى قدر من نمو ذاته.

مفهوم الذات عند المراهق:

هناك بعض المفاهيم التي تساعد كثيرا في نمو الذات لدى المراهقين، وعندما يصل الإنسان إلى استيعاب جميع هذه المفاهيم في مرحلة المراهقة، فإنه يكون قادرا على تعزيز تحقيق ذاته، ومن أهم تلك المفاهيم:

  • يجب أن يحاول دائما تذكر العديد من الأمور والمواقف التي واجهها في الماضي، وزيادة قدرته على التذكر.
  • أن يحاول توقع ما يمكن أن يكون عليه في المستقبل.
  • يجب محاولة تخيل بعض الأفعال قبل حدوثها بالفعل.

تنمية الذات عند المراهقين:

تنمية الذات لدى المراهقين هي من الأمور التي يسعون إليها، ولذلك قد يشعر الكثير من الآباء والأمهات بالكثير من الأخطاء والمشاكل التي يسببها المراهق، حيث يحاول المراهق في هذه المرحلة من عمره أن ينمي ذاته، ويفعل ذلك من خلال العديد من الأمور التي قد تكون خاطئة في كثير من الأحيان، لكنها تكون صحيحة من وجهة نظره، حيث يتبع الكثير من الأشخاص في مرحلة المراهقة شخصية معينة أو قدوة معينة، ويفعل ذلك من خلال تقليدها أو اعتماد منهجها، وأمور أخرى متعلقة بهذه الشخصيات، ويسعى المراهق في هذا الأمر لإثبات ذاته، لكنه سرعان ما تنشأ الكثير من الخلافات والمشاكل بين المراهق والآخرين، وعادة ما يفعل المراهق كل تلك الأمور دون معرفة معنى تحقيق ذاته أو أنه يسعى لنمو ذاته، بل يقوم بها فقط من باب المعاندة، ويحاول فرض نفسه في جميع الأماكن المحيطة به.

تأثير الآخرين على نمو الذات عند المراهق:

من غير شك أن الأشخاص والبيئة المحيطة بالمراهق لهم تأثير كبير على تطور شخصيته، سواء كان هذا التأثير سلبيا أم إيجابيا. عندما يتم منح الأفراد الشباب المزيد من الحرية، وخاصة حرية التعبير عن احتياجاتهم واهتماماتهم، فإن هذا يبدأ منذ الطفولة. يتجلى ذلك من خلال حب الآخرين ومنحهم المساحة الكافية للتعبير عن أنفسهم. بفضل ذلك، يكون هؤلاء الأفراد قادرين بشكل كبير على تحقيق نمو إيجابي في الذات. ليس فقط في مرحلة الطفولة، بل يستمر تأثير الآخرين على الشخص حتى مرحلة المراهقة، حيث يكون المراهق حساسا للعديد من الجوانب المتعلقة بشخصيته.

كيفية تنمية الذات بالشكل الصحيح عند المراهقين:

هناك أيضا بعض الطرق الصحيحة التي تساعد المراهقين على التغلب على هذه المرحلة وتساعدهم على تحقيق ذواتهم. والعامل الأساسي وراء ذلك هو أن يتمتع المراهق بصحة نفسية سليمة يمكنه من خلالها التعرف على نقاط ضعفه وقوته. وهذا يلعب دورا كبيرا في التغلب على الضعف بصبر وحكمة، حيث يستغل نقاط قوته لبناء صحته النفسية ويساعد الذات الإيجابية على التخلص من السلبيات وقبول ما حوله وتجديد الروح وتجنب الوحدة الاجتماعية التي يعاني منها العديد من المراهقين في هذه الفترة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى